عنابة تفتح ذراعيها لزوارها
رأس الحمراء و"الفنار".. استمتاع بالطبيعة من علٍ
- 532
تعرف كل من منطقة "رأس الحمراء" و"الفنار"، هذه الأيام، توافدا قويا من طرف العائلات المقبلة على مدينة عنابة، خاصة مع حلول فصل الربيع، حيث تزداد خضرة الجبال، والتي تزين جمالا بأشجار السنديان على طول الطريق المؤدي إلى البحر، ولمرافقة الوافدين، خصصت مديرية السياحة، بالتنسيق مع مديرية الثقافة بعنابة، زيارات متعددة إلى المواقع السياحية.
سيكون لضيوف مهرجان الفيلم المتوسطي، الذي ستنطلق فعالياته هذا الأسبوع، بالمسرح الجهوي "عزالدين مجوبي"، ودور السينما، موعد لزيارة المواقع السياحية القريبة من البحر، خاصة بالنسبة لمنطقة رأس الحمراء التي تحاذي في شموخ "الفنار"، ومن هذا المكان السياحي، تكون الانطلاقة من عين القطارة وبنت السلطان، وهما نقطتان أساسيتان للتعرف على جمال بونة. تعتبر مزارات عنابة، مقصدا حقيقيا للسياح وقبلة لكل عشاق الطبيعة، على غرار مزار عين القطارة، المطلة على البحر، وهي ينبوع ماء يتدفق من الصخور الموجود على حافة البحر، أين يلتقي ماؤها العذب مع مياه البحر المالحة.
وحسب بعض المؤرخين بعنابة، فإن القطارة، سميت بهذا الاسم نسبة لامرأة، كانت تخرج مع كل غروب شمس، تشبه حورية البحر، تجلس لتتعبد في هذا المكان حتى الفجر، ثم تختفي عن الأنظار. قصة هذه المرأة دخلت الذاكرة الشعبية، وبقيت راسخة في أذهان سكان بونة، الذين يفضلون التردد على القطارة للدعاء والطلب من الخالق تعالى أن يحقق آمانيهم، وعليه تعتبر القطارة الفضاء السياحي المميز، خاصة بالنسبة للمغتربين.
ولعل أغلب زوار عنابة، يجدون راحتهم في هذه المناطق السياحية، خاصة بعد الغروب ومن عادات سكان الولاية، خلال زيارتهم لمنطقة القطارة، أخذ مائها لخلطه بالحناء بالنسبة للعازبات كفأل حسن، وهناك من يأتي بالعروس لزيارة المكان قبل دخولها بيت الزوجية بيوم، وهذا يدخل ضمن تقاليد المنطقة.
وغير بعيد عن القطارة، تمتد الروايات الشعبية لتشمل كذلك المنطقة السياحية، وهي عبارة عن مزار يقع في الصخور المقابلة للبحر، اسمها عين بنت السلطان، تقبع إلى جانب مزار الولية الصالحة رأس الحمراء، وحسب الروايات، فإن قصة هذه الأخيرة تبدأ مع ظهور ثلاث نساء في هيئة عروس البحر، واحدة اسمها لالة رحيلة، والثانية عين عشير، والثالثة بنت السلطان، وهو المكان الذي تقصده السيدات للدعاء من أجل الزواج أو الإنجاب.
وعليه، فإن الرحلة إلى منطقة رأس الحمراء، تأخذك مباشرة إلى منطقة "الفنار"، المحاذية لها في الجهة المقابلة، أين يرى الزائر عنابة، قطعة خضراء جميلة بل جنة فوق الأرض، لأنها محاطة بالشواطئ والجبال والغابات الخضراء، والتي تريح دواخل عشاق الجمال الرباني.