لتلبية رغبات أفراد الأسرة وتقليل المصاريف
ربات البيوت تستنجدن بوصفات "اليوتوب"
- 425
اعتمدت الكثير من العائلات الجزائرية، خلال السنوات الاخيرة، على الوصفات المنزلية لتحضير بعض المواد الغذائية التي كانت الى وقت ليس بالبعيد تقتنيها مباشرة من المحلات التجارية، هي ليست وصفات جديدة، بل بالعكس، اعتمدتها الجدات قديما، واختفت بعد أن طغى التصنيع على روتين التسوق والاستهلاك، الا أن الأزمة الاقتصادية التي عاشها العالم بعد جائحة كورونا والتي ضربت الوضع المالي للعائلات وأضعفت قدرتهم الشرائية، أعادت بعث القديم، اذ أصبح البحث عن بديل الاستهلاك أمر لابد منه لمجابهة ذلك العجز وتوفير بعض الضروريات الاستهلاكية التي تعودت عليها الاسر الجزائرية.
عمدت مواقع التواصل الاجتماعي، و اليوتيوب على وجه الخصوص، على جذب النساء وهواة الطبخ بقوة، من خلال وصفات تحمل كلمة "منزلية"، تجدها من أكثر الوصفات تصفحا، يثير مصطلح "طريقة تحضيرها بالبيت" او طريقة سهلة لتحضيرها منزليا" اهتمام النساء، اذ توحي انه يمكن الحصول على نفس النتيجة والمذاق بالبيت وبأقل التكاليف.
وتتعدد وصفات المنتجات، بعدما كان الاعتقاد انها وصفات صناعية جد معقدة وتتطلب مكونات خاصة، لم يكشف صناعها عن سر مكوناتها، الا أن بعض الطباخين كشفوا سر تلك الوصفات، بل وأخرون وجدوا طريقة جد مبسطة تعطي في كثير من الاحيان نفس النتيجة، ويمكن حتى أن تكون أسهل، وصحية أكثر، لخلوها من المواد الحافظة او المنتجات التي قد تكون كيماوية ومضرة بالصحة.
حول هذا الموضوع كان لـ"المساء" لقاء مع الشيف سمير بن عمارة، مختص في صناعة الاجبان، والذي أكد أنه نظرا للضيق المالي الذي تعيشه الكثير من الأسر، بسبب تراجع القدرة الشرائية، أصبحت بعض النسوة تتداولن وصفات منزلية لتحضير الكثير من المنتجات التي كانت تقتنيها من المحلات التجارية، كمشتقات الحليب، وبعض الحلويات والشوكولاطة وغيرها، والتي شهدت ارتفاعا غير معقول في اسعارها، مما أدى الى انقطاع اقتنائها من طرف البعض خاصة وأن تحضيرها اصبح ممكن في البيت.
و أشار الى أن تخلي الأسر عن اقتناء تلك الكماليات خاصة من المحلات، جعلها من جهة أخرى تبحث عن وصفات اقتصادية لتعويض حاجاتهم منها، كالجبن بأنواعه، الابيض المذوب، الشيدر، الاحمر، أجبان الطلي المحضرة بالثوم والاعشاب وغيرها، العصائر بمختلف اذواقها، الياغورت بكل النكهات، اللبن والرايب، كريمات الطلي، كزبدة الكاكاو، الشوكولاطة، البراليني، الزبدة المملحة، الهريسة، الباتي والكاشير، الدجاج المدخن، الزيتون وغيرها من الوصفات التي لا تعد ولا تحصى، والتي ساعدت في تخفيض التكاليف على تلك الاسر، متوسطة الدخل.
وأضاف الشيف عمارة، أن تلك الوصفات ليست اقتصادية فقط، بل ايضا صحية أكثر، مشيرا الى انه يمكن من خلال تلك الوصفات معرفة ما يتم استعماله، والتحكم خاصة في كمية السكر أو الملح المضاف، وتقليل نسبتها حتى لا تكون مضرة او تراعي الحالة الصحية لأفراد العائلة اذا كانوا مصابين بأمراض مزمنة مثلا كالسكري او ارتفاع ضغط الدم.
أوضح الشيف أن بعض تلك الوصفات هي تجارب لنساء ماكثات بالبيت، وأحيانا هي وصفات قديمة تم استحداث بعضها، واضافة لمسات عليها تشبه نتيجتها تماما وصفات المنتجات المصنعة، مؤكدا أن تلك المواد تكاليفها مرتين أو ثلاثة مرات أقل، أو اكثر بكثير.