أطفال بومرداس
رحلة استكشافية لأعماق بحر دلّس
- 6465
يستفيد ما يزيد عن 50 طفلا من مختلف مناطق ولاية بومرداس نهاية كل أسبوع، من جولات في أعماق البحر، يكتشفون من خلالها الآثار والمعالم المغمورة التي يكتنزها شاطئ مدينة دلس (شرق الولاية) تحت رعاية وإشراف جمعية ”دلفين”، حسبما أكد رئيس هذه الجمعية.
يتمكن أطفال المخيمات الصيفية والكشافة الإسلامية الجزائرية والناشطون ضمن مختلف الجمعيات من خلال هذه الرحلة الاستكشافية الأسبوعية مرفقين بغواصين محترفين منتمين لهذه الجمعية، حسبما أوضح رئيسها مراد مقراني، من الاطلاع على ما يكتنزه عمق البحر بمدينة دلس الغني بالآثار والمخلفات والنباتات البحرية التي اكتنزها على مر العصور، إلى جانب تمكينهم من أخذ صور تذكارية من تحت سطح البحر.
ويعكف أعضاء هذه الجمعية بالتنسيق مع الفيدرالية الوطنية للإنقاذ والإسعاف ونشاطات الغوص بالبحر من خلال النصائح التي يقدمونها للأطفال، بغرس فيهم أهمية الحفاظ على هذا التراث البحري النادر ومكانته السياحية الكبيرة. ويتم عقب كل رحلة غوص تقديم نصائح بشكل مبسط للأطفال، حول أهمية التراث المغمور في أعماق البحار، وكيفية الحفاظ عليه، تكون متبوعة بتنظيم خرجة إلى سواحل مدينة دلّس؛ حيث يتم تقديم تمارين تطبيقية للأطفال حول كيفية الغوص في الأعماق بغوص تجريبي لعدد من الأطفال. كما يتم بالمناسبة تمكين الأطفال من زيارة مقر جمعية ”دلفين” المتواجد بميناء دلس القديم والمتحف البحري للجمعية، وحضور عرض لمختلف المعدات البحرية المستعملة في الغوص في أعماق البحر التي تتوفر عليها الجمعية، لتختتم الزيارة بتوزيع مطويات وألبسة وهدايا على الأطفال.
وذكر رئيس جمعية دلفين أن هذه الفعالية تندرج ضمن مشروع طموح بعنوان ”السياحة الثقافية”، تسهر على تنفيذه الجمعية منذ سنوات. ويهدف إلى استكشاف المواقع الأثرية والتراثية في أعماق البحر، وتقديم مقترحات للجهات المعنية حول كيفيات المحافظة عليها.
ومن بين أهم ما يهدف إليه هذا النشاط - يضيف السيد مقراني - تطوير السياحة البحرية، وتنشئة الأطفال على حب هذا الفضاء العجيب والمبهر، وكذلك إبراز أهمية التراث المغمور في أعماق البحار، الذي يعكس التاريخ والهوية الحضارية للمنطقة خاصة بسواحل مدينة دلس.
تجدر الإشارة إلى أنّ جمعية ”دلفين” لدلس التي تأسست سنة 1994، تضم في صفوفها نحو 500 منخرط في مختلف الأعمار. وتهدف بالأساس إلى تكوين غواصين محترفين ومسعفين بحريين وتنمية مجال حماية التراث والبيئة البحرية.
كما تضع الجمعية بمقرها في متناول الراغبين - حسب السيد مقراني - إمكانية التكوين في تخصصات الغوص، ومدربين غواصين والإنقاذ البحري في فترات زمنية مختلفة، حسب مختلف المستويات، وتسلّم للمتخرجين شهادات تخرّج معترف بها. وتملك هذه الجمعية النشطة على مدار السنة في مجالات تخصصها، متحفا بحريا ثريا بمكوناته، أسسته الجمعية بسواعدها الخاصة على مدار السنوات الماضية. ومن بين أهم ما يضمه هذا المتحف الذي أصبح محل زيارة العديد من الفضوليين من مختلف ولايات الوطن، أسماك وكائنات بحرية تعيش في قاع البحر ونباتات بحرية نادرة وحفريات وأصداف بحرية، إلى جانب مكتبة علمية ثرية بالكتب المتخصصة.