خلال ندوة حول الوسائط الاجتماعية ببومرداس

رفع وتيرة التحسيس لفرملة مخاطر الأنترنت

رفع وتيرة التحسيس لفرملة مخاطر الأنترنت
  • القراءات: 407
حنان. س حنان. س

شكل موضوع التوعية بمخاطر استعمال الوسائط الاجتماعية، محور ندوة ولائية، من تنظيم مشترك ما بين مصالح الشباب والرياضة والبريد والمواصلات السلكلية واللاسلكية، في سياق الحملة الوطنية للتوعية والتحسيس من مخاطر استعمال الأنترنت، بالتنسيق مع عدة شركاء. واتفق المتدخلون خلال الندوة، التي احتضنها مقر ديوان مؤسسات الشباب بمدينة بومرداس، الخميس المنصرم، على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التوعوية، على مدار السنة، حماية للنشء والمجتمع.

تداول المتدخلون خلال الندوة التحسيسية، حول مخاطر الوسائط الاجتماعية، الكلمة، كل في مجال تخصصه، فجاءت المحاضرات على شكل نتائج تجربة كل متدخل، بينما اتفق الجميع على أهمية تواصل مثل هذه الحملات، وعدم اقتصارها على مناسبات محددة. في هذا السياق، قال ضابط شرطة رئيسي، وليد براهيتي، ممثل أمن ولاية بومرداس، أن المشوار لفرملة مخاطر الوسائط الاجتماعية طويل، بسبب صعوبة التحكم في التكنولوجيا، مؤكدا في المقابل، إمكانية الحد من تلك المخاطر، شريطة تحمل الآباء مسؤولياتهم تجاه أطفالهم، على اعتبار ـ يضيف ـ أن هؤلاء هم الأكثر عرضة لمخاطر التكنولوجيا الحديثة.

الابتزاز والتشهير أهم القضايا المعالجة

نفس المتحدث، لفت في تدخله، إلى القضايا التي تعالجها فرقة مكافحة الجرائم السبيرانية بالأمن الولائي، التي تتفاقم السنة تلو الأخرى، بسبب الوصول السهل للهواتف الذكية الموصولة بالأنترنت، متحدثا عن معالجة العديد من قضايا الابتزاز والتشهير عبر الوسائط التكنولوجية، دون ذكر العدد بالتحديد. كما أكد أن تجربته المهنية في التعامل مع مثل هذه القضايا، تشير إلى الهوة الكبيرة التي أحدثتها هذه الوسائط ما بين أفراد الأسرة الواحدة، مبديا أسفه عن حالات أطفال، وقف عليها شخصيا في إطار الحملات التحسيسية، يعانون العزلة وسط أهاليهم، بسبب انشغال الوالدين بالهاتف الذكي كل في زاويته، متجاوزين أهمية اللّمة الأسرية، ما جعله يوجه نداءً للآباء بضرورة تحمل مسؤولياتهم أمام هذا "الخطر الزاحف"، بينما لفت ممثل المجموعة الإقليمية للدرك الوطني لولاية بومرداس، رقيب أول إبراهيم فادن، من جهته، إلى طبيعة أهم القضايا المعالجة بفرقة حماية الأحداث، التي قال إنها تتمثل في المساس بالحياة الخاصة والابتزاز والتشهير عبر الوسائط الاجتماعية.

وأكد أن ضحايا هذه القضايا من الجنسين، غير أن الأكثرية من الفتيات، حيث يتم غالبا قرصنة حساباتهن الشخصية من بعض الوسائط، مثل "فيسبوك" أو "انستغرام"، ثم الابتزاز من خلال التهديد بنشر الصور الخاصة أو بعض الفيديوهات.

ولفت ممثل الدرك في تصريح لـ"المساء"، على هامش ذات الندوة، إلى قضية عولجت مؤخرا، لفتاة راحت ضحية ابتزاز أحدهم قام بسرقة بياناتها وصورها، مع تهديدها بفضحها على الشبكة العنكبوتية، مما اضطرها إلى تسليمه مبلغا ماليا يصل إلى 280 مليون سنتيم على دفعات، بعد أن قامت بسرقة جزء من المال من والدها، كما سرقت قطعا ذهبية ملك لوالدتها، وقامت ببيعها وتسليم ثمنها للمُبتز الذي تمادى في تهديده لها، إلى أن قررت أخيرا، تقديم شكوى ضده وتوقيفه من طرف الفرقة المذكورة. واعتبر المتحدث بأن الرقابة الوالدية كفيلة للحد من "جرائم الوسائط الاجتماعية"، قائلا بأن هذه الرقابة لابد أن تبدأ بمجرد تقديم هاتف ذكي للطفل، مع تحديد الزمن الذي يمضيه على هذه الوسائط، حتى لا يصبح إدمانا يصعب التخلص منه أو معالجته لاحقا.

اعتراف بإدمان الأنترنت دون الرغبة في تجاوزه!

في هذا الإطار، قال بوعلام قاصب، منسق خلية الإصغاء بديوان مؤسسات الشباب لبومرداس، أن تجربته الخاصة في مجال التحسيس بمخاطر الأنترنت، جعلته يتأكد من وجود وعي مجتمعي حول مخاطر التكنولوجيا عموما، والأكثر من ذلك، اعتراف ضمني من طرف الجميع بإدمان الوسائط الاجتماعية، دون الرغبة الشخصية في تجاوز ذلك.

حيث قال محدث "المساء"، إن الفراغ وعدم الاهتمام بالمشاركة في الحياة الاجتماعية، كالانخراط في الجمعيات أو الإقبال على العمل التطوعي، إضافة إلى سهولة الحصول على هاتف ذكي موصول بالأنترنت، وكذا غياب السلطة الوالدية، كلها عوامل ساهمت بشكل كبير في تفشي إدمان التكولوجيا، معتبرا التكنولوجيا الرقمية بمثابة الحتمية، التي فرضها التطور التكنولوجي للمجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة.

إلا أنه شدد على أهمية الرقابة، وحث النشء على الانخراط أكثر في الحياة الاجتماعية، وهو نفس ما أشار إليه نبيل بومزراق، مسؤول الاتصال بالرابطة الولائية للإعلام والاتصال للشباب، الذي لفت إلى وجود قرابة 47 مؤسسة شبانية بالولاية، تابعة لقطاع الشباب والرياضة، مفتوحة أمام الشباب والأطفال، لينضموا إلى مختلف النوادي على مستواها، من أجل النأي بهؤلاء عن كل المخاطر والآفات، ملفتا إلى إدراج الرابطة موضوع الحماية من مخاطر الوسائط الاجتماعية ضمن برنامجها التحسيسي السنوي، الذي تطلقه مع كل موسم صيفي، لتعميق الوعي حول مخاطر التكنولوجيا، مع الاستعمال الآمن للأنترنت.

الجدير بالذكر، أن الندوة التحسيسية حول مخاطر الوسائط الاجتماعية، شهدت كذلك مشاركة شباب المنتدى الولائي للمجتمع المدني لبومرداس، وعناصر الكشافة الإسلامية والحماية المدنية والعديد من الفاعلين، في سبيل ترسيخ الوعي بخطر الأنترنت الزاحف.