خوفا من انتقال الجراثيم

ركود في خدمات غسل الملابس

ركود في خدمات غسل الملابس
خدمات غسل الملابس
  • 3600
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

لايزال اعتماد المواطنين على محلات غسل الملابس في الجزائر، محتشما نوعا ما مقارنة ببعض الدول الأخرى، التي تشهد إقبالا واسعا على خدمات هذا النوع من المحلات لأسباب عديدة؛ حيث دفع ضيق الوقت بالنسبة للبعض ونمط الحياة العصرية، إلى البحث عن سبل تريحهم من أشغال البيت، ليبقى ذلك الإقبال يقتصر على بعض الملابس التي يتحتم عليهم دفعها نحو المغاسل لضمان تنظيفها بدون إتلافها.

موضوع ارتأت المساء معرفة مدى ائتمان الناس محال الغسيل على ملابسهم وأغطيتهم، فاكتشفنا أن عدد محلات مقدمي تلك الخدمة بدأ يتراجع نسبيا، إذ قليلا ما تجد محلا خاصا بتلك الخدمة عند تجولك في غالبية الأحياء بالعاصمة.

بداية كانت لنا جولة بمحل بريستيج بباب الزوار مختص في تقديم خدمة الغسيل، أكد لنا صاحبه تراجع تلك الخدمة مقارنة بما كانت عليه قبل 20 سنة في الجزائر، وهذا راجع، حسبه، إلى مدى انتشار مواد التنظيف في الأسواق، والمخصّصة للاستعمال في البيوت؛ إذ لا يستدعي الأمر مختصين في المجال لاستعمالها أو آلات خاصة لذلك، وهي مواد تنظيف تعمل على إزالة مختلف أنواع البقع بدون إتلاف الملابس، لاسيما الحساسة منها، ليبقى الإقبال على خدمات هذا النوع من المحلات فقط للألبسة التي يصعب تنظيفها كالمعاطف الكبيرة، البزة، فساتين السهرة أو لتنظيف بعض البقع التي تحتاج إلى مختصين في ذلك، فضلا عن إقبال بعض الرجال غير المتزوجين على خدماتنا؛ لجهلهم كيفية غسل ملابسهم، أو فقط لضيق الوقت لديهم، وأنهم لا يستطيعون القيام بتلك الأشغال بمفردهم.

من جهة أخرى، أوضحت  سميرة عاملة بالتنظيف في نفس المحل، أن خدماتهم بدأت تتراجع مقارنة بما كانت عليه سابقا، وبات الكثيرون يفضلون اليوم التخلي عن تلك الخدمة إلا القليلين الذين لا يجدون بديلا عن تنظيف الملابس الحساسة، مثل الملابس المصنوعة من الكاشمير أو الحرير أو أحيانا الصوف؛ خوفا من إتلافها أو لصعوبة تجفيف بعضها ولثقلها. كما أن بعض الملابس تحتاج للتنظيف الجاف، أي باستعمال مواد خاصة لا يمكن للفرد استعمالها في بيته؛ إذ تتطلب مواد وآلات خاصة لا تتواجد إلا في محلات خدمة الغسيل، و«هذا ما يدفعهم إلى عدم التخلي عن خدمتنا.

وعن اختفاء أغلب تلك المحلات تقول محدثتنا إن تراجع الإقبال على تلك الخدمة دفع الكثيرين إلى التخلي عن مهنتهم واستبدال تلك المحلات بأخرى تدر أرباحا أكبر، لاسيما أن الإقبال عليها تراجع بشكل ملفت للانتباه.

على صعيد ثان، كان لنا حديث مع بعض المواطنين لمعرفة السبب الحقيقي وراء تخليهم عن خدمة غسل الملابس، فأجمع الكثيرون على أن ارتفاع سعر الخدمة هو السبب الحقيقي من جهة، ومن جهة أخرى خوفا من انتشار الأمراض، بعدما أصبح الوعي الصحي أكبر مما كان عليه، لاسيما أن هذه المهنة مثل غيرها، أصبح يختلط فيها الملتزم بقانون الصحة بالمهمل، وفي المغاسل تتمازج الأزياء والألوان مثلما تتمازج الأمراض، فملابس السليم قد تختلط بملابس المريض في دورات الغسالة، لتخرج ومظهرها نظيف خال من الأوساخ، لكنها ملوثة بجراثيم غير مرئية، قد تسبب لصاحبها أمراضا مختلفة، تلقي به في عيادات الطبيب.