تتطلع لتعميم فن "الديكوباج" بالجزائر.. الحرفية خديجة كركار:
روّجت لصناعة الحلويات داخل الوطن وخارجه
- 116
رشيدة بلال
فن قص ولصق قصاصات الورق على أسطح مختلفة أو ما يُعرف بفن "الديكوباج"، يُعد من الفنون الراقية التي تخلق تأثيرات فنية جميلة على مختلف الأسطح التي تُستخدم عليها. ويعود أصل هذا الفن إلى الصين، وتحديدا إلى القرن الثاني عشر. حيث كان يُستعمل لتزيين الفوانيس والنوافذ قبل أن ينتشر لاحقا إلى أوروبا. وبما أن هذا الفن لايزال غير معروف على نطاق واسع في الجزائر، فقد سعت الحرفية خديجة كركار إلى التعريف به بعد أن أتقنت أسراره. التقتها "المساء" مؤخرا على هامش مشاركتها في معرض الصناعات التقليدية، فكان لنا معها هذا الحديث الممتع حول فن "الديكوباج" ، وغيره من الفنون التي برعت فيها.
من الوهلة الأولى يظن زائر جناح الحرفية خديجة كركار، أن معروضاتها عبارة عن مجموعة من الأواني مختلفة الأشكال في إطار إعادة التدوير أو الرسكلة الفنية، غير أن التمعن فيها يُظهر مدى الجمال والجاذبية التي تتميز بها الرسومات والزخارف التي تزيّنها، فتبدو وكأنها لوحات فنية مرسومة على أوانٍ قديمة أو غير مستعملة، لم يكن يتخيل أحد أنها تحمل هذا القدر من الإبداع.
خديجة ابنة مدينة بوفاريك، أوضحت في معرض حديثها أنها تمارس نوعا راقيا من الفنون اليدوية ذائع الصيت في الصين، تعلّمته خلال إقامتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقيم حاليا. وأشارت إلى أن هذا الفن يعتمد أساسا على قص ولصق أوراق فنية، ثم استكمال بقية الرسومات بالرسم اليدوي. وهي المهارة التي تتقنها جيدا، لتُحوّل أي آنية تقع عليها عيناها إلى تحفة فنية راقية.
وأكدت خديجة أن مشاركتها في المعرض جاءت بهدف التعريف بهذا الفن في الجزائر، ولِم لا تنظيم دورات لتعليم الراغبين في إتقانه. وتبدو مواهب خديجة متعددة ومتنوعة؛ إذ قاد الحديث معها إلى اكتشاف شغفها بنوع آخر من الفنون، تسعى بدورها إلى التعريف به، وهو فن الماكياج السينمائي الذي برعت فيه، وأصبحت تتحكم في أسراره.
تقول خديجة إن اهتمامها بهذا المجال راجع إلى حبها للرسم، وتحكُّمها الجيد في الريشة؛ ما جعلها تذهب أبعد من ذلك نحو عالم المكياج السينمائي، الذي يُحدث تغييرات واقعية على ملامح الوجه؛ مثل الجروح، أو الحروق، أو التحولات الجسدية التي يصعب التفريق بينها وبين الحقيقة. وقد تمكنت من صقل هذه الموهبة بتعلم تقنيات دقيقة على يد محترفين. وهي اليوم قادرة على تنفيذ أصعب التفاصيل التي تمنح أعمالها طابعا فريدا ومتميزا.
وتضيف الحرفية أنها تسعى من خلال حرفها اليدوية، إلى التعريف بالحرف غير المنتشرة في الجزائر، والمساهمة في نقل بعض الحرف التقليدية إلى دولة الإمارات؛ للترويج للهوية الجزائرية. كما أشارت إلى أنها تعلمت صناعة الحلويات التقليدية الجزائرية. وشاركت بها في عدد من المعارض؛ حيث لاقت إعجابا كبيرا من حيث الذوق، والشكل. وتتطلع خديجة كركار في المستقبل القريب، لفتح مدرسة لتكوين الراغبين في تعلم بعض الحرف الفنية غير المعروفة، والتي تشهد اهتماما متزايدا، خاصة فن الديكوباج الذي يمكن تعلُّمه من سن السابعة وحتى سن متقدمة؛ لأنه من الفنون الراقية التي تحتاج إلى قليل من الصبر، وكثير من الإبداع، واللمسة الجمالية.
مدربون مختصون ينصحون:
المشي.. رياضة بسيطة تُنقذ من السمنة وأمراض العصر
أرجع مختصون في الصحة الأسباب الرئيسة وراء تفاقم السمنة في المجتمع الجزائري، إلى تغيّر نمط الحياة وتحسّن المستوى المعيشي، ما جعل الفرد الجزائري، حسبهم، لا يعرف كيف يتناول طعامه، ولا كيف يختار ما يجب أن يأكله، ولا حتى متى يجب أن يتوقف عن الأكل. ويدفع هذا السلوك في الكثير من الأحيان إلى المبالغة، لتكون النتيجة الإصابة بأمراض مستعصية، وفق ما أكّدته نبيلة ميموني، أستاذة بمعهد العلوم وتكنولوجيات الرياضة، التي ارتأت أن تكشف عن أهمية رياضة المشي التي قد تبدو بسيطة، غير أن أثرها كبير في التخلص من الوزن الزائد أو الوقاية من اكتسابه، وبالتالي تجنّب الإصابة بداء السكري وأمراض القلب.
أوضحت الأستاذة ميموني، أنّ الحديث عن رياضة المشي قد يبدو موضوعاً معروفاً لدى عامة الناس، ويمكن لأيّ كان ممارسته، غير أنّ المفارقة، تضيف المتحدثة، أنّ الكثيرين لا يعرفون أولاً الفائدة المرجوة من المشي باعتباره نشاطاً يقوم به الجميع، ولا يميزون بين المشي العادي والطريقة الصحيحة التي تجعل منه رياضة فعلية تمنح نتائج ملموسة.
وذكرت المختصة أنّ نمط الحياة في الجزائر، تغيّر منذ سنوات 2000، إذ أصبح الفرد الجزائري أكثر راحة من الناحية المادية ويتناول الطعام بشكل جيّد، غير أنّه لم يعرف كيف يتأقلم مع هذا التغيير. فالكثيرون تقول ميموني، لا يعرفون ماذا يأكلون، وكيف يأكلون، ويبالغون بشكل كبير، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض المواد الغذائية المحلّاة أو التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية. وما يغفل عنه الكثيرون أنّ هذه السكريات تتحول في الجسم إلى شحوم تتوزع على مناطق مختلفة الجسم، ما يؤدي إلى ظهور أمراض مستعصية، يأتي على رأسها البدانة وأمراض القلب وآلام المفاصل. وزاد الطين بلة، تضيف المتحدثة أنّ معظم الناس لا يمارسون المشي رغم أنه يعتبر من أسهل الرياضات المتاحة للجميع.
وفي سياق مشاركتها مؤخراً في قافلة رياضية حول أهمية البيولوجيا في التدريب الرياضي، والتي احتضنتها ولاية البليدة، وشهدت مشاركة لعدد من المختصين، أثنت الأستاذة ميموني على الإمكانات الطبيعية التي تزخر بها الولاية، خاصة الغابات الواسعة التي يُفترض أن يستغلها السكان لممارسة رياضة المشي. وتأسفت لأنّ الكثيرين لا يعرفون المعنى الحقيقي للمشي الرياضي، الذي لا يقصد به الخروج من المنزل والتوقف عند المحلات أو أثناء قضاء بعض الحاجيات، بل هو حسبها المشي لمسافة 10 كيلومترات دون توقف، أو على الأقل قطع 10 آلاف خطوة إلى غاية الشعور بالتعرق الناتج عن حرق الجسم للطاقة المخزنة في الجسم.
وأشارت المختصة إلى أنّ أهمية المشي بديناميكية تكمن في أنه يساعد على التعرق ويدفع الجسم إلى استهلاك الشحوم للحصول على الطاقة، وهو ما يجعله فعّالاً في محاربة السمنة والتخلص من الوزن الزائد وهي المعادلة حسبها المتاحة للجميع. كما أكدت المتحدثة أنّ رياضة المشي تُعد من أفضل الرياضات المتاحة لكل أفراد المجتمع وفي أي وقت، وهي تلعب دوراً كبيراً في إبعاد شبح العديد من الأمراض، خاصة البدانة التي تُعدّ بوابة للإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، وعلى رأسها داء السكري، الذي أصبح يفتك بصحة الفرد الجزائري لأنه يستهلك أطعمة محلاة ولا يمارس نشاطاً بدنياً يساعده على التخلص من الشحوم المتراكمة.