ماذا تعرف عن نبيّك؟
سؤال طرحته ”المساء” على الطلبة الجامعيّين
- 662
يُعتبر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يوماً للذكرى، إذ يعود المسلمون فيه لمولد أشرف الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فمولده ليس عيداً بل هو يوم يفرح فيه المسلمين بقدوم منقذ البشريّة ومخرجها من الظلمات إلى النور والهدى.
وتختلف طرق الاحتفالات بين توزيع الحلوى، وتقديم الأناشيد الإسلاميّة وقصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وتقديم دروس عن حياته في المساجد. ولمعرفة ما لدى الطالب الجزائري من رصيد معلوماتي عن نبيه، انتقلت ”المساء” إلى بعض الجامعات بالجزائر العاصمة، وتحدثت إلى البعض مع السؤال عن طريقة الاحتفال به.
اختلفت أجوبة الطلبة بين وافر المعلومة ومتوسطها وآخر بعيد كلّ البعد عنها رغم مستواه الجامعي، فهناك من يستطيع النقاش والخوض في سيرته العطرة وما آتاه الله من حكمة ورحمة، ومن يحدثك بالنزر النافع، وآخرون تنحصر أفكارهم في الاحتفال عن طريق الأكل والشرب واللعب بالمفرقعات فقط.
أشارت إحدى الطالبات إلى خصاله قائلة: ”إنه نبي الرحمة، نعم لديّ الكثير من المعلومات عنه عليه أزكى الصلوات والتسليم؛ إذ يعود أصل الاهتمام بيوم المولد النبوي الشريف إليه صلى الله عليه وسلم نفسه، حيث كان يصوم يوم الإثنين حمدا وشكرا وطاعة للمولى القدير”. وأضاف طالب آخر: ”يجب أن تكون طريقة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بطريقة إسلامية، ويجب علينا تذكر الرسول، صلى الله عليه وسلم، طوال السنة وليس فقط في يوم واحد، وذلك بالصلاة عليه، وتجنّب الألعاب الخطيرة، والوقوف عند المقاصد الحقيقية للذكرى وعلى سيرته، وتعليمها للأجيال القادمة، فهنا لزام على كل واحد منا أن يحاسب نفسه كشخص عاقل يحمل في قلبه هذا الدين، ماذا علّمت ابني أو محيطي خاصة من النشء، الذي لا بد أن يعرف كل كبيرة وصغيرة عن هذا الرجل الذي وصفه الغرب بأعظم رجل فوق البسيطة. لقد شهد الغرب له بالحنكة والرحمة والنبوة، وقال عنه الله عز وجل: ”وإنك لعلى خُلق عظيم”.
من جهة أخرى، أشار بعض الطلبة إلى أنّهم يحتفلون بالذكرى في أجواء من البهجة التي تطبعها أصوات المفرقعات، حيث يشترون مختلف أنواعها بكميات هائلة، إذ أكّد أحدهم أنه في مناسبة المولد النبوي يشتري المفرقعات التي يصل سعرها إلـى 30 ألف دج أو تتجاوز ذلك السعر في أحيان أخرى، ويقوم باللعب مع شباب الحي.
ومن جهته، أوضح السيد نور الدين ممثل إحدى دور النشر، أنه تعمّد نشر كتب دينية جديدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، تتطرّق لمختلف الجوانب في حياته الشريفة؛ كطريقة عيشه، والأعمال التي قام بها وحتى التي رفض القيام بها، وأراد أن تصل اليوم إلى البشرية، وهي تحت عنوان ”تحت راية الرسول” و«في مدينة الرسول” و«في بيت الرسول مع صحبة الرسول”، وكلها كتب تروي كيفية عيشه مع زوجاته وأصحابه، والطرق التي كان يتعامل بها مع الناس. وأضاف محدثنا أنّ هناك إقبالا كبيرا للناس من كبار السن ومن الجنسين، على اقتناء الكتب الدينية خاصة عن سيرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، غير أنّها، للأسف، غائبة عن فئة الشباب خاصة الجيل الصاعد، وشبه منعدمة عند البعض الآخر فمعظمهم يفضل قراءة الروايات الرومانسية والخيالية؛ يقول: ”أتمنى من صميم قلبي أن يحسن الشباب اختيار كتبهم؛ باعتبار أنّ الكتب التي تتحدث عن السيرة النبوية أفضل ما يجب أن يطلعوا عليه”، داعيا: ”أيها الشباب، كتب السيرة تنير طريقكم، وقائدكم العظيم محمد عليه أزكى الصلوات والتسليم”.