حتى لا تبقى حقيبة الإسعافات الأولية مجرد ديكور
سائقو الحافلات بحاجة إلى دورات تكوينية
- 1299
لا يعير الكثير من سائقي حافلات الخواص أهمية لحقيبة الإسعافات الأولية؛ إذ وجودها بالنسبة لهم ضروري فقط لتجنب سحب الرخص عند طلبها من قبل رجال الأمن، وما عدا هذا أجمع عدد كبير منهم على أن استعمالها محدود، وأن الحالات التي تتطلب الإسعاف يتم توجيهها إلى المصالح الاستشفائية؛ لجهلهم بأبجديات الإسعاف.
"أملك حقيبة الإسعافات الأولية.. ولكني لا أستعملها"، يقول أحد سائقي الحافلات العامل في الخط الرابط بين بوزريعة والأبيار. ويضيف: "الحوادث التي يتعرض لها الركاب قليلة، وفي أغلب الأحيان يرفضون أن نقوم بإسعافهم، ويفضلون التوجه لأقرب مصلحة استشفائية".
وفي رده على سؤالنا حول ما إذا كان يعرف أبجديات الإسعاف، أكد أن الأمر غاية في البساطة ولا يحتاج إلى تعلم؛ يكفي فقط تعقيم الجرح بالكحول، ووضع بعض القطن عليه.
وإذا كان هذا السائق يعتبر عملية الإسعاف بسيطة، فإن البعض الآخر ممن تحدثت إليهم "المساء"، يعزفون عن استعمالها خوفا من ردة فعل المصاب التي تكون عدائية، خاصة إذا كان المتسبب في الحادث هو السائق أو مساعده.
وحول هذا يروي لنا سائق الحافلة في الخط الرابط بين الأبيار وساحة الشهداء، حادثة وقعت له مع أحد الركاب؛ إذ أُغلق الباب على أصابع أيدي كهل كان يهم بالنزول، فجُرح أصبعه، فطلبت إسعافه، غير أنه رفض ذلك محملا إياي مسؤولية الحادث، ودخل معي في شجار. وفي الأخير ردّد بالحرف الواحد: "هل أنت طبيب حتى تسعفني؟"؛ لذا لا أخفي عليكم أن حقيبة الإسعافات أحرص على وجودها بالحافلة فقط لأحافظ على رخصتي وحتى لا أتعرض للمتابعة القانونية".
تحوي علبة الإسعافات الأولية، حسب المسؤول عن حفظ النظام بمحطة ساحة الشهداء والمشرف على الحافلات الرابطة بين ساحة الشهداء وعين البنيان، على بعض الأدوات الضرورية التي يتم اقتناؤها من الصيدلية، والمتمثلة في محلول التعقيم، القطن، الضمادات المقص وخيط إيقاف النزيف، "وأخيرا فُرضت علينا أقراص ألم الرأس خاصة بالنسبة للسائقين، الذين يقومون برحلات طويلة، ليستعملها السائق أو الركاب. وفي اعتقادي أن السائقين يعرفون عملية الإسعاف؛ لأنها مسألة بسيطة، المهم هو وجود العلبة بالحافلة".
على الرغم من أن كل الحافلات التي كانت مركونة بالمحطة كانت مزوَّدة بعلبة الإسعافات، غير أن منطقهم فيها ليس الإسعاف، بل التأمين على الوثائق لتجنب الدخول في مناوشات مع أعوان الشرطة. أما فيما يتعلق بتعلم أبجديات الإسعاف فأكد كل من تحدثنا إليهم من سائقين وقابضي التذاكر، أن الإسعافات خطوات بسيطة، وأنهم لا يحتاجون إلى من يساعدهم على تعلّمها، "إلا أن رفض الركاب تطبيقها هو المشكل الذي يصادفنا".
الناقلون بحاجة إلى دورات تكوينية في الإسعافات الأولية
نفى عبد القادر بوشريط رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، ادعاء بعض الناقلين معرفتهم بأبجديات الإسعافات الأولية؛ من منطلق أنها أمور بسيطة لا تحتاج للتعلم، قائلا: "وجود حقيبة الإسعافات الأولية المعبَّأة بالأدوية شرط لازم لكل وسائل النقل الخاصة بالركاب أو البضائع، وينص عليها دفتر الشروط، وعدم وجودها أو الاحتفاظ بالحقيبة فارغة يعرّض صاحبها للمتابعة القانونية، وهو أمر، في اعتقادي، يلتزم به الناقلون مؤخرا خوفا من الرقابة الأمنية، أو مداهمات مفتشي النقل في إطار خرجاتهم التفقدية. يبقى الحديث عما إذا كان يعرف هذا السائق معنى الإسعاف، وهو الإشكال الذي يُطرح، إذ يتحتم على السائقين معرفة كيفية استعمال هذه المعدات الطبية، فمثلا لا يمكن وضع محلول التعقيم أو الكحول على بعض الجروح، وكذا خيط وقف النزيف هنالك من يجهل الحالات التي يتم استعماله فيها، ومن هنا يأتي الحديث عن التكوين في مجال الإسعاف الذي يُعتبر اليوم مع ارتفاع حوادث المرور، مسألة ضرورية؛ لذا أقترح أن يتم تنظيم دورات تكوينية تشرف عليها مصالح الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري، لتعليم السائقين بعض خطوات الإسعاف؛ حتى لا تظل الحقيبة مجرد ديكور في الحافلة؛ خوفا من الرقابة الأمنية".
وحول أهمية تكوين السائقين قال علي بوعيشة رئيس مكتب بالاتحاد الوطني للناقلين لولاية الجزائر، "إنه بالنظر إلى أهمية تمكن السائقين من مختلف الإسعافات الأولية، نتطلع في القريب العاجل إلى إبرام اتفاقية مع الحماية المدنية لتشرف على تكوين الناقلين في مجال الإسعافات الأولية لارتباطهم الدائم بالطريق، وليتمكنوا من تقديم أولى الإسعافات عن إدراك؛ لأن الأمر لا يتعلق بالحوادث البسيطة فقط، وإنما بإنقاذ الأرواح عندما يتعلق الأمر بحوادث أكثر خطورة، ولتغيير ثقافة السائق نحو أهمية الحقيبة".
"أملك حقيبة الإسعافات الأولية.. ولكني لا أستعملها"، يقول أحد سائقي الحافلات العامل في الخط الرابط بين بوزريعة والأبيار. ويضيف: "الحوادث التي يتعرض لها الركاب قليلة، وفي أغلب الأحيان يرفضون أن نقوم بإسعافهم، ويفضلون التوجه لأقرب مصلحة استشفائية".
وفي رده على سؤالنا حول ما إذا كان يعرف أبجديات الإسعاف، أكد أن الأمر غاية في البساطة ولا يحتاج إلى تعلم؛ يكفي فقط تعقيم الجرح بالكحول، ووضع بعض القطن عليه.
وإذا كان هذا السائق يعتبر عملية الإسعاف بسيطة، فإن البعض الآخر ممن تحدثت إليهم "المساء"، يعزفون عن استعمالها خوفا من ردة فعل المصاب التي تكون عدائية، خاصة إذا كان المتسبب في الحادث هو السائق أو مساعده.
وحول هذا يروي لنا سائق الحافلة في الخط الرابط بين الأبيار وساحة الشهداء، حادثة وقعت له مع أحد الركاب؛ إذ أُغلق الباب على أصابع أيدي كهل كان يهم بالنزول، فجُرح أصبعه، فطلبت إسعافه، غير أنه رفض ذلك محملا إياي مسؤولية الحادث، ودخل معي في شجار. وفي الأخير ردّد بالحرف الواحد: "هل أنت طبيب حتى تسعفني؟"؛ لذا لا أخفي عليكم أن حقيبة الإسعافات أحرص على وجودها بالحافلة فقط لأحافظ على رخصتي وحتى لا أتعرض للمتابعة القانونية".
تحوي علبة الإسعافات الأولية، حسب المسؤول عن حفظ النظام بمحطة ساحة الشهداء والمشرف على الحافلات الرابطة بين ساحة الشهداء وعين البنيان، على بعض الأدوات الضرورية التي يتم اقتناؤها من الصيدلية، والمتمثلة في محلول التعقيم، القطن، الضمادات المقص وخيط إيقاف النزيف، "وأخيرا فُرضت علينا أقراص ألم الرأس خاصة بالنسبة للسائقين، الذين يقومون برحلات طويلة، ليستعملها السائق أو الركاب. وفي اعتقادي أن السائقين يعرفون عملية الإسعاف؛ لأنها مسألة بسيطة، المهم هو وجود العلبة بالحافلة".
على الرغم من أن كل الحافلات التي كانت مركونة بالمحطة كانت مزوَّدة بعلبة الإسعافات، غير أن منطقهم فيها ليس الإسعاف، بل التأمين على الوثائق لتجنب الدخول في مناوشات مع أعوان الشرطة. أما فيما يتعلق بتعلم أبجديات الإسعاف فأكد كل من تحدثنا إليهم من سائقين وقابضي التذاكر، أن الإسعافات خطوات بسيطة، وأنهم لا يحتاجون إلى من يساعدهم على تعلّمها، "إلا أن رفض الركاب تطبيقها هو المشكل الذي يصادفنا".
الناقلون بحاجة إلى دورات تكوينية في الإسعافات الأولية
نفى عبد القادر بوشريط رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، ادعاء بعض الناقلين معرفتهم بأبجديات الإسعافات الأولية؛ من منطلق أنها أمور بسيطة لا تحتاج للتعلم، قائلا: "وجود حقيبة الإسعافات الأولية المعبَّأة بالأدوية شرط لازم لكل وسائل النقل الخاصة بالركاب أو البضائع، وينص عليها دفتر الشروط، وعدم وجودها أو الاحتفاظ بالحقيبة فارغة يعرّض صاحبها للمتابعة القانونية، وهو أمر، في اعتقادي، يلتزم به الناقلون مؤخرا خوفا من الرقابة الأمنية، أو مداهمات مفتشي النقل في إطار خرجاتهم التفقدية. يبقى الحديث عما إذا كان يعرف هذا السائق معنى الإسعاف، وهو الإشكال الذي يُطرح، إذ يتحتم على السائقين معرفة كيفية استعمال هذه المعدات الطبية، فمثلا لا يمكن وضع محلول التعقيم أو الكحول على بعض الجروح، وكذا خيط وقف النزيف هنالك من يجهل الحالات التي يتم استعماله فيها، ومن هنا يأتي الحديث عن التكوين في مجال الإسعاف الذي يُعتبر اليوم مع ارتفاع حوادث المرور، مسألة ضرورية؛ لذا أقترح أن يتم تنظيم دورات تكوينية تشرف عليها مصالح الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري، لتعليم السائقين بعض خطوات الإسعاف؛ حتى لا تظل الحقيبة مجرد ديكور في الحافلة؛ خوفا من الرقابة الأمنية".
وحول أهمية تكوين السائقين قال علي بوعيشة رئيس مكتب بالاتحاد الوطني للناقلين لولاية الجزائر، "إنه بالنظر إلى أهمية تمكن السائقين من مختلف الإسعافات الأولية، نتطلع في القريب العاجل إلى إبرام اتفاقية مع الحماية المدنية لتشرف على تكوين الناقلين في مجال الإسعافات الأولية لارتباطهم الدائم بالطريق، وليتمكنوا من تقديم أولى الإسعافات عن إدراك؛ لأن الأمر لا يتعلق بالحوادث البسيطة فقط، وإنما بإنقاذ الأرواح عندما يتعلق الأمر بحوادث أكثر خطورة، ولتغيير ثقافة السائق نحو أهمية الحقيبة".