خلال يوم دراسي نُظم ببومرداس
سرطان الجهاز الهضمي في تزايد والنمط الغذائي في قفص الاتهام
- 473
❊ 75 % من حالات الإصابة بالسرطان يمكن الشفاء منها شريطة الفحص المبكر
❊ تباعد مواعيد العلاج بالأشعة بسبب نقص الوسائل والصيانةُ تبقى الحلقة الأضعف
دعا أطباء ومختصون في أمراض السرطان والأنكولوجيا، السلطات الصحية، إلى توفير مزيد من التجهيزات والعتاد الطبي الخاص بمكافحة السرطان، مع تكوين متواصل للمورد البشري المتخصص في الصيانة، ناهيك عن تكوين متواصل للكفاءات في مجال مكافحة السرطان، مؤكدين أن الجزائر قد خطت خطوات عملاقة في مكافحة هذا الداء، غير أن الكثير مايزال أمام الأسرة الطبية لربح المعركة أمامه، ليس بسبب النقائص المسجلة فحسب، وإنما بسبب تباعد مواعيد العلاج.
نظمت جمعية الرحمة لمساعدة مرضى السرطان لبومرداس، يوما دراسيا إعلاميا حول السرطان في الجزائر؛ إحياء لليوم العالمي لهذا الداء الذي يصادف 04 فيفري من كل سنة.
وحسب الأرقام التي قدمها البروفسور محمد أوكال، رئيس مصلحة الأنكولوجيا بمستشفى بني مسوس بالعاصمة، فإن الحالة الوبائية للسرطان بالجزائر، تُظهر إحصاء أزيد من 47 ألف حالة إصابة جديدة سنويا بمختلف أنواع السرطان؛ ما يجعل معدل الإصابة يصل إلى 126.1 حالة لكل 100 ألف ساكن من مجموع أكثر من 43 مليون مواطن حسب إحصائيات 2020.
وأشار المتدخل خلال ذات الفعالية العلمية، إلى أن الوقاية تبقى أهم عامل لفرملة انتشار هذا الداء، لا سيما إنقاص عوامل الإصابة التي قال إن 40 % منها يمكن تجنبها، داعيا الجمعيات الناشطة في مجال مساعدة المرضى، إلى تكثيف عملها الجواري في التوعية والتحسيس حول أهمية تجنب عوامل الإصابة، لا سيما تجنب التدخين والغذاء المشبع بالدهون، ناهيك عن أهمية التقدم نحو التشخيص المبكر المنظم بين الفينة والأخرى.
وفي هذا السياق،اعتبر د.حميمي إخلف، مختص في العلاج بالأشعة بمستشفى عين النعجة، أن هناك عوامل مثل القلق والتوتر والنمط الغذائي الخاطئ المعتمد على الأكل السريع والدهون المشبعة، إضافة إلى قلة الحركة والتعرض للتلوث، من بين العوامل المحفزة على الإصابة بالسرطان. وقال في تصريح لـ«المساء" على هامش اليوم الدراسي الذي نُظم بدار الثقافة لمدينة بومرداس، إن سرطان الجهاز الهضمي خاصة القولون والمستقيم، أصبح، من جهته، يصيب أعدادا متزايدة من المواطنين، ومن الجنسين، مرجعا السبب، بالدرجة الأولى، إلى النمط الغذائي الخاطئ المعتمَد، خاصة الأكل السريع، والدهون، والسكريات، داعيا في هذا المقام، إلى الاهتمام أكثر بالأكل الصحي، المعتمد، أساسا، على الخضر، وزيت الزيتون. كما لفت المختص إلى كون أزيد من 75% من أنواع السرطان، يمكن الشفاء منها شريطة أن يكون الكشف عنها مبكرا؛ ما جعله يثمّن عمل الجمعيات الناشطة في مجال تنظيم حملات مماثلة.
من جهة أخرى، دعا الدكتور إخلف السلطات الصحية بالجزائر، إلى توفير مزيد من العتاد والأجهزة الطبية المتخصصة في علاج مرضى السرطان. وقال إن المجهودات المبذولة في هذا الإطار، لا يمكن إنكارها، لا سيما فتح مراكز مكافحة السرطان عبر الوطن، ولكنه اعتبر المعركة ضد هذا الداء، مازالت بعيدة نوعا ما. والسبب ـ حسبه ـ يكمن في تباعد مواعيد العلاج، لا سيما بالأشعة، التي تصل أحيانا إلى سنة أو تتجاوزها بقليل.
كما دعا إلى دعم المستشفيات والمراكز المتخصصة، بالمورد البشري المؤهل في الصيانة. هذه الأخيرة التي يراها الحلقة الأضعف في عملية مكافحة السرطان؛ حيث إن تعطل عتاد أو جهاز طبي ثقيل، يتطلب صيانة فورية، غير أن النقص المسجل في هذا المقام، يحول دون تقديم خدمة صحية نوعية لمرضى الداء.