يتنشط رسميا ببومرداس منذ عقود

سوق تيجلابين.. قبلة "القليل" رغم تقلص مساحته

سوق تيجلابين.. قبلة "القليل" رغم تقلص مساحته
  • القراءات: 964
حنان. س حنان. س

من بين الأسواق الشعبية المعروفة في ولاية بومرداس، السوق الأسبوعي لبلدية تيجلابين، الذي يضرب موعدا لزبائنه كل يوم أحد، يقع بمدخل البلدية، وهو معروف جدا، حيث يأتيه الزبائن من مختلف البلديات المجاورة. ويشهد منذ حلول رمضان الجاري، توافدا ملحوظا للمتسوقين، نظرا لتواصل ساعات العرض فيه إلى ما بعد الظهر استثناء. كما يعد من بين الأسواق القليلة التي بقيت تنشط بصفة رسمية في الولاية بعد قرارات غلق بعضها مؤخرا.

رغم كونه سوقا رسميا معتمدا كل يوم أحد، إلا أن الزائر لسوق تيجلابين، يلاحظ الفوضى التي تطغى عليه بصفة تلقائية، بالنظر إلى تقليص مساحته عما كانت عليه في سنوات سابقة. يقع السوق بمدخل البلدية، وكان التجار يتنقلون إليه في السابق، لعرض بضائعهم المختلفة، وفي المساحة المقابلة له على قطعة أرض واسعة، تجمع عربات أزيد من 400 تاجر. اليوم تغير الحال كثيرا، حسب باعة تحدثوا لـ«المساء"، حيث تقلصت مساحة السوق، مما اضطر بعضهم إلى عرض بضاعته ما بين كل طاولة وأخرى، وهو ما يشكل فوضى مضاعفة.

بذات السوق، تعرض كل السلع، من خضر وفواكه وتمور وزيتون، و«ديول"، وملابس وأحذية وأوان منزلية وأفرشة بكل أحجامها وحتى الخردوات.. والملابس المستعملة أو ما يعرف بملابس "البالة"...هي في العموم سلع تغلب على كل الأسواق الشعبية، رغم الأسعار التي سجلت ارتفاعا ملحوظا، إلا أن مثل هذه الأسواق تبقى القبلة المفضلة لدى الكثير من الأسر محدودة الدخل.

سلع أقل سعرا رأفة بـ"الزوالي"

الزيارة التي قامت بها "المساء"، الأحد الماضي، للسوق، كانت حركة البيع والشراء فيه في أوجها، قبيل منتصف النهار بقليل...البعض كان منهمكا في السؤال عن سعر هذا وذاك، وآخرون يبحثون عن طاولات قد تعرض بأسعار أقل...كل شيء يعرض يمكن أن يشترى، غير أننا لاحظنا إقبالا على اقتناء الخضر التي كانت أسعارها توحي بانخفاض محسوس عن أول يوم من رمضان، فالبطاطا عرضت بـ45 دج والجزر بـ40 دج، والطماطم بـ120 دج والكوسة بـ60 دج، بينما بقي سعر البصل الجاف مرتفعا بـ150 دج و100 دج للبصل الأخضر، وهو سعر وإن تراجع قليلا بمعدل 20 إلى 25 دينارا عن أوائل أيام الشهر الفضيل، إلا أنه يبقى مرتفعا بعض الشيء...أما أسعار التمور فتراوحت ما بين 200 و400 دج للكيلوغرام، حسب النوعية.

أما الملابس الجاهزة، سواء للأطفال أو النساء، فإن أسعارها ارتفعت بـ200٪، ويكمن السبب، حسب الأصداء التي جمعتها "المساء"، في تقليص عمليات الاستيراد واحتكار بعض "البارونات" لسوق الملابس الجاهزة، وتحكمهم في الأسعار، يقول أحد باعة الملابس النسوية، الذي دعا الجهات المختصة إلى إعادة النظر في أمر منع الاستيراد، مؤكدا بقوله: "نريد تنظيم عمليات الاستيراد بما يسمح للسوق بعرض سلع متنوعة، بجودة عالية وأسعار مختلفة "، يقول البائع متحدثا عن تراجع الإقبال، بسبب ارتفاع الأسعار.

وما بين سلع معروضة وأسعار مختلفة... ورغم الفوضى المسجلة، إلا أن سوق تيجلابين يبقى من بين الأسواق الشعبية التي تسجل إقبالا ملحوظا طوال السنة، ليس بسبب شعبيتها، إنما كذلك كونها من بين الأسواق الرسمية القليلة التي بقيت مسجلة في ولاية بومرداس، حيث ألغت السلطات الولائية السوق الأسبوعي لبلدية بومرداس، فيما تبق سوق تيجلابين كل يوم أحد، وسوق بلدية الثنية كل يوم ثلاثاء، بينما الأسواق الأخرى هي في الغالب فوضوية... مما يستدعي إعادة النظر بشكل جذري في هذا الوضع، الذي يستمر منذ قرابة 4 سنوات، حسب محدثي "المساء" من تجار سوق تيجلابين..