الاحتفال بـ"يناير"
شكر للأرض، ومحو لخطيئة العجوز التي شتمت جانفي

- 2077

يحتفل الجزائريون سنويا بـ"يناير"، أو رأس السنة الأمازيغية، من 12 إلى 13 جانفي، وهي المناسبة التي تحظى بمكانة خاصة في القلوب، تترجمها عادات وتقاليد متوارثة في كل شبر من أرضنا الطيبة، تعبيرا عن الفرحة بقدوم هذه السنة الجديدة، والأمل في أن تكون سنة خيرات ومسرات. خاصة أن "يناير" رمز الخصوبة، العطاء والرحمة، فمنه تنطلق رزنامة المزارعين. ولا تخلو الاحتفالات بـ"يناير"، كما يطلق عليه في مناطق الجنوب والغرب الجزائري من الأساطير والخرافة، التي تشير إلى أن عمل الشر غير محمود وعواقبه وخيمة - في صورة للعجوز التي تحدت جانفي وشتمتهـ. كما تحمل الاحتفالات أيضا دلالة التعاون، التضامن وربط أواصر المحبة بين أفراد العائلة والحي والدشرة، من خلال الالتفاف على "قصعة الكسكسي" أو "المردود" المكتنز بالخيرات التي وهبنا الله العزيز إياها، والتي تظهر جهد السواعد الجزائرية التي اجتهدت في خدمة الأرض فأثمرت الخيرات.
"المساء" حاولت أن تنقل من خلال هذا الملف، صور الاحتفال بالمناسبة في مختلف مناطق الوطن، إلى جانب الحديث عن الأبعاد التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، بهدف الاحتفال بأفواه المؤرخين، الباحثين والمسنين، احتفالاته إرث للأجيال يحرص الكبار على إيصالها بأمانة، لتبقى بذرة العطاء مزروعة في النفوس. كما يشهد الاحتفال ممارسات سلبية، كاللهفة التي باتت واقعا مرضيا، وعدم احترام شروط النظافة في بيع "التراز" الذي يعرض في أماكن يحتار صاحب التفكير السليم في من يضعها مباشرة في فيه، وهي تعج بالميكروبات. وتشاء الصدف أن يتزامن الاحتفال بـ"يناير" هذا العام، مع دسترة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية في المشروع التمهيدي لمراجعة الدستور.