نواد ووكالات تعرض التشويق والمتعة
صالون السياحة الشبابية يرفع مستوى الأدرينالين
- 266
جمع صالون السياحة الشبابية في طبعته الثانية، الذي احتضنته قاعة "حرشة حسان"، بسيدي امحمد في العاصمة، مجموعة من الشباب المبدعين في المجال السياحي، حيث حاول كل من جانبه، ابتكار أفكار جديدة في مجال السياحة الموجهة للشباب بشكل عام، إذ شهد الصالون، حضور مشاركين من 15 ولاية، وكالات سياحية، نوادٍ، دور شباب ورابطات، تهدف إلى نشر ثقافة سياحية فريدة تتماشى وميولات الشباب، وميزانيتهم البسيطة، بتقديم فرصة عيش تجارب فريدة، من خلال السياحة المحلية، تجمع بين المتعة والاستكشاف، وتنمية الحس البيئي وتوطيد روح المواطنة.
لقد حمل الصالون الذي نظمته مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، شعار "مواطنة... تعارف واكتشاف" وشهد عرض مختلف الأنشطة الرياضية والترفيهية، وأخرى استجماميه، إذ عمدت بعض النوادي إلى عنصر التشويق الشديد، من خلال استقطاب محبي الأحاسيس القوية ونفحات الأدرينالين، ركوب الدراجات رباعية الدفع "الكواد"، الطائرة الشراعية "البارابونت"، البادال، الكاياك، تسلق الجبال، الدراجات الهوائية، وغيرها من الأنشطة التي تنوع استعراضها في الصالون، أعطت صورة واضحة للكثير من الأنشطة التي توفرها تلك النوادي، الجمعيات، وغيرها لفائدة الشباب وكذا الأطفال، وتغير مفهوم السياحة لدى الكثيرين، والخروج من نمطية تفكير أن السياحة هي مرادف فقط للاستجمام والتوجه نحو دول أجنبية للاستمتاع، أو النزول في فنادق فاخرة لمشاركة تجارب مميزة بتكاليف أحيانا خيالية.
تسلق الجبال.. هواية محفوفة بالخواطر لعشاق القمم
في هذا الصدد، حدثنا حسان رمزي بن شعبان، عضو برابطة العاصمة للتزحلق ورياضات الجبال، أن هواية تسلق الجبال بدأت تنتشر بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن هذا النشاط ليس وليد الساعة، بل كان يمارس منذ سنوات السبعينات بالجزائر، إلا أنه اختفى تماما خلال العشرية السوداء، ولم تعد تلك الأنشطة بارزة إلا مع مطلع سنة 2010، وها هو اليوم من الرياضات المستحبة لدى الكثير من الشباب. وأضاف رمزي، أن تسلق الجبال هي رياضة تتطلب الكثير من الجهد العضلي، وكذا الجهد العقلي، حيث لابد أن يتمتع ممارسوها بالفطنة والذكاء والليونة في التفكير، من أجل السلامة، خصوصا وأنها من الرياضات المحفوفة بالمخاطر، واحترام قواعد السلامة ضرورة، وقال إن كل شخص يتمتع بالقدرة الجسدية والصحية يمكن له ممارسة تسلق الجبال، حتى الأطفال، ابتداء من الخمس سنوات، موضحا أن النادي يوفر خدمة "الدروس التدريبية" لتسلق الجبال في قاعة مكيفة وخاصة لذلك، للتأكد من إمكانية القيام بتلك الأنشطة في جبال حقيقية تتميز بصعوبة أكبر، كما يقدم دروسا نظرية حول السلامة، والمعايير التي لابد من اتخاذها واحترامها من أجل الوقاية من أي حادث ممكن، وكيفية التعامل مع ذلك في حالة وقوعها..
وأضاف محدثنا: "إن هوس الوصول إلى قمة الجبال شغف يسيطر على الكثير من هواة التحدي والمغامرات، والرغبة في التجارب الجديدة تدفعهم نحو تلك القمم، دون خوف من المخاطر التي قد يواجهونها هناك، خصوصا أن بعض المنحدرات والجبال لا تتحمل أي خطأ ولا تترك أي احتمال للعيش عند وقوع حادث معين، إلا أن بلوغ القمم بالنسبة لهؤلاء، إنجاز عظيم لا يمكن أبدا وصفه، ولا يفهمه إلا عشاق هذه الأنشطة".
"البارابونت".. تحليق الطير لتأمل الجزائر من السماء
نشاط آخر يختلف تماما عن المعتاد، حلم كل صغير، التحليق كالطير، إذ تعد هذه الرياضة الجوية واحدة من أكثر الأنشطة الترفيهية ذات الأحاسيس القوية، لمحبي نفحات الأدرينالين، هي جديدة في الجزائر، لكن سرعان ما لاقت الكثير من المعجبين، في هذا الصدد، حدثنا ياسين برحال، طيار الطائرة الشراعية "البارابونت"، قائلا: "إن ممارسة هذا النشاط موجه فقط لمحبي التجارب القوية، الذين لا يعانون من فوبيا المرتفعات، ولا الفراغ، ومحبي إحساس الطيران"، موضحا أن ناديه المتحصل على العديد من الميداليات الذهبية في "البارابونت"، يوفر خدمة تدريب الطيارين في هذا التخصص، بشرط أن يتمتعوا بصحة جيدة، ووعي كاف بمخاطر هذا النشاط، إذ يتطلب الطيران الشراعي، دراسة دقيقة، وخبرة كافية، ووعي كبير لتفادي أي خطأ قد يدفع ثمنه حياته، مشيرا إلى أن هذه التجارب تخلق الكثير من الأحاسيس القوية، وتدفع بنفحات من الأدرينالين في الجسم، تمتع ممارسيها، من جهة، وتعطيهم فرصة اكتشاف جمال الطبيعة بنظرة من السماء، والتي لا يمكن تجربتها بطريقة أخرى.
وفي سماء صافية وجو مشمس، ورياح خفيفة غير قوية، يتمتع ياسين برحال، مع فريقه من عشاق هذه التجارب، بمناظر خلابة يتم اختيارها بدقة، لتسمح لهم بالقفز في الهواء، والانطلاق في رحلة قد تتراوح من 15 دقيقة إلى أكثر من خمس ساعات، في خط مستقيم من نقطة إلى أخرى أو في حلقات دائرية، وفق برنامج الطائر ورغبته في اكتشاف والاستمتاع بمتعة تلك الأحاسيس، وتأمل مناظر خلابة عن بعد أقدام تحته.
"كواد" والدراجات النارية.. جولات في الطبيعة لهواة السرعة
يبني الكثير من الشباب علاقة "غريبة" مع دراجاتهم النارية، عشق لا يمكن وصفه، يميز عالم آدم بشكل مثير للاهتمام، ولع كأنه خلق منذ ولادته، ذلك الإعجاب بالسيارات الرياضية والدراجات النارية، مرتبط عادة بالأحاسيس الحرية التي تمنحها تلك السرعة التي قد تصل إليها تلك المركبات.
ولتحويل تلك الهواية في الجزائر إلى احتراف، تتخصص اليوم الكثير من الأندية والجمعيات، في تنظيم خرجات منظمة للدراجات النارية والكواد، ثقافة ليست بالجديدة، لكن تأطير الخرجات كذلك، هذا ما أوضحه حليم واضح، مدير دار الشباب "الحاج محمد العنقة" بالحمامات، الذي أدرج الدراجات النارية كنشاط أساسي في دور الشباب قبل ثلاثة أشهر، ولاقى إعجاب الكثيرين من هواة الدراجات النارية، الذي سرعان ما انتسبوا للنادي، للاستمتاع بالخرجات "الأخوية الودية" التي ينظمها النادي نحو العديد من الولايات بالجزائر، حيث تمنح تلك الخرجات فرصة لهؤلاء، من أجل التنفيس عن ضغوطات العمل والحياة اليومية، والاستمتاع بأجواء أخوية في أحضان الطبيعة، مع إمكانية التخييم هناك، إذ كانت الوجهة بعيدة.
وأضاف أن هذا النشاط ليس فقط دعوة كل مالك دراجة نارية للالتحاق بالخرجات، وإنما توجيه الكثير من حملات التوعية والتحسيس لهؤلاء من أجل قيادة حذرة، لاسيما وأنه من المعروف أن راكبي الدراجات النارية معرضون للخطر أكثر من غيرهم من السائقين، من خلال دعوتهم إلى احترام قواعد السلامة المرورية، والسياقة بحذر، وتلقينهم بأن سياقة الدراجة النارية هي قبل كل شيء متعة، واستمتاع وليس تفعيل السرعة في أقصاها وتعريض الحياة للخطر.