هواية يُقبل عليها الصغار قبل الكبار خلال الصيف
صيد قنافذ البحر... متعة ولذة رغم وخز الأشواك
- 2798
نور الهدى بوطيبة
انتشرت خلال الآونة الأخيرة بين العائلات المقبلة على الشواطئ، ثقافة جديدة، أو بالأحرى عادة تبنّاها هؤلاء وتعود مع كل صائفة، وهي جمع قنافذ البحر، أو ما يُعرف بـ«الاورسان"، وهي من الحيوانات البحرية، التي تعيش في مجموعات، لا سيما بعد اكتشاف البعض مذاقها الفريد؛ مما جعل جمع تلك الحيوانات الشوكية عادة أو هواية تستمتع بها الكثير من العائلات، خصوصا الشباب وحتى الأطفال، الذين يجمعونها بأدواتهم البسيطة، للاستمتاع بمذاقها الفريد بعد إصرار على فتحها، وتفادي أشواكها السامة.
في الوقت الذي يتخوف العديد من الوافدين على الشواطئ خاصة الصخرية منها، من وخزات قنافذ البحر ويتجنبون السباحة بالقرب منها، يتعمد آخرون عند نزولهم البحر، البحث عن تلك الحيوانات البحرية التي لا تصنَّف ضمن الصدفيات أو طحالب البحر كما يعتقد الكثيرون، وإنما هي من الحيوانات البحرية شوكية الجلد تماما مثل نجم البحر، وغيره من الكائنات المعروفة وغير المعروفة. وتنتقل تلك الكائنات في مجموعات، وتستقر فوق الصخور، وتختار مخابئ لها داخل الحفر الصغيرة المتواجدة في تلك الصخور؛ للاحتماء من كل تهديد قد يواجهها في الأعماق، وللدفاع عن نفسها. وتحمل تلك الكائنات على سطحها أشواكا شبيهة بالإبر، تشبه إلى حد قريب، أشواكا زجاجية؛ فبمجرد ملامستها والضغط عليها قليلا تصيب ممسكها بأشواكها التي تحمل نسبة غير خطيرة من السموم، لكنها كافية للإصابة بآلام حادة، خصوصا إذ تغلغل الكثير منها داخل الجلد.
وما من عاشق للشواطئ الصخرية لم يصَب ولو مرة في حياته، بوخزة من وخزات قنفذ البحر، الذي يتنوع لونه بين الأسود والأبيض والأحمر والبني، إلى متعدد الألوان. فعند النزول على تلك الصخور المغمورة نسبيا أو كليا تحت الماء، أو السباحة بالقرب منها، قد يواجه تهديد الوقوع وجها لوجه مع تلك الكائنات الشوكية، وإمكانية التعرض لوخزاتها المؤلمة، وإن كانت ليست بخطورة قناديل البحر الحارقة، إلا أنها تشكل هاجسا حقيقيا للكثيرين، خاصة من الصغار الذين قد لا يتحملون آلام تلك الأشواك.
وبالرغم من أن البعض يراها تهديدا عند السباحة، إلا أن آخرين يجدون متعة في إيجاد تلك الكائنات، بل ويخرجون في رحلة البحث عنها، ويصفونها بفاكهة البحر، بأدواتهم البسيطة؛ من شوكة طعام أو سكين، يحاولون سحب الحيوان من جزئه السفلي العالق بالصخرة والمتمسك بها جيدا. وعند النجاح في إزالته يستعمل هؤلاء أدوات أكثر بساطة لحملها على سطح الماء، فيستعينون أحيانا بقفازات، أو حتى بقارورة ماء مقسمة إلى النصفين، أو حتى بأحذيتهم المائية، خوفا من أشواكها التي تكون في حركة. وبالنسبة للأكثر مهارة، لا يتخوفون من حملها بين أصابعهم، وينتزعون بعدها الأشواك من جلدها قبل تغلغلها بعيدا فيه، بطريقة تبدوا عادية جدا بالنسبة لهم.
الأطفال يدخلون في مجموعات لجمعها
في جولة قادت "المساء" إلى أحد الشواطئ الصخرية شرق العاصمة، أدهشنا في الفترة المسائية من اليوم، العدد الكبير لأطفال دون أي رقيب، أكبرهم سنا في 13 من العمر. وهناك وجدنا عمر، الذي ابتعد عن الشاطئ بقارب أبيه، الذي حمل داخله عددا من الصناديق، فمهمته في نهاية النهار بعد سباحة ممتعة، جمع عدد من قنافذ البحر، هذا ما أكده قائلا: "أجد متعة في جمع تلك الكائنات. وبالرغم من أنني أصاب بأشواكها في كل مرة، إلا أنها تبقى من النشاطات الممتعة التي أقوم بها في العطلة الصيفية" . وبعد التجربة التي اكتسبها من أبيه الصياد، نجح عمر مع أصدقائه الذين يرتدون زعانف السباحة ونظارات الغوص من علامات تجارية احترافية ومن النوعيات الجيدة، في جمع عدد لا بأس به كل يوم، حسب المنطقة التي يسبح فيها.
وأضاف عمر أن تلك الكائنات يصنفها الصيادون في فواكه البحر. وميزتها في مذاقها الحلو؛ إذ يمكن أن تؤكل طازجة مباشرة بعد سحبها من الماء. وعن جزئها الصالح للأكل قال إنها تحمل بالداخل تحت تلك الأشواك والقوقعة، خمس غدد برتقالية، يطلَق عليها المرجان، تُسحب بملعقة. لا يتعدى، أحيانا، وزن تلك الغدد، غراما واحدا فقط، إلا أنها ممتعة المذاق.
وأكد محدثنا أن تقليد تناول تلك الكائنات البحرية كان يقتصر على الصيادين وعائلاتهم فقط، الذين يعرفون ميزة تلك الأكلة، إلا أن تلك الثقافة انتشرت بين الكثير من المواطنين، رجالا ونساء وحتى الأطفال. واشتد في الآونة الأخيرة الطلب عليها، مؤكدا أنه بعد ذلك الطلب، بات يبيع من حين لآخر، تلك القنافذ داخل صناديق، خاصة بعد أن أدرك هؤلاء منافعها على الصحة، إلى درجة أن البعض يطلق عليها اسم "كافيار" البسطاء؛ لسهولة الوصول إليها.
وفي الوقت الذي يفضل الكثيرون أكل تلك القنافذ طازجة مباشرة بعد سحبها من الماء، يعمد آخرون إلى شيّها على النار واستهلاكها. ويجد هؤلاء لذة أكثر، مشيرا إلى أن طريقة فتحها تحتاج للحيطة؛ لأن أشواكها حتى بعد سحبها من الماء تبقى تحمل تلك السموم، ويمكن أن توخز حاملها. وختم قائلا إنه يفضل كسر جزئها السفلي باستعمال فرشاة أو ملعقة، ثم غسلها بالماء الفاتر قبل أكل تلك الغدد البرتقالية.
في الوقت الذي يتخوف العديد من الوافدين على الشواطئ خاصة الصخرية منها، من وخزات قنافذ البحر ويتجنبون السباحة بالقرب منها، يتعمد آخرون عند نزولهم البحر، البحث عن تلك الحيوانات البحرية التي لا تصنَّف ضمن الصدفيات أو طحالب البحر كما يعتقد الكثيرون، وإنما هي من الحيوانات البحرية شوكية الجلد تماما مثل نجم البحر، وغيره من الكائنات المعروفة وغير المعروفة. وتنتقل تلك الكائنات في مجموعات، وتستقر فوق الصخور، وتختار مخابئ لها داخل الحفر الصغيرة المتواجدة في تلك الصخور؛ للاحتماء من كل تهديد قد يواجهها في الأعماق، وللدفاع عن نفسها. وتحمل تلك الكائنات على سطحها أشواكا شبيهة بالإبر، تشبه إلى حد قريب، أشواكا زجاجية؛ فبمجرد ملامستها والضغط عليها قليلا تصيب ممسكها بأشواكها التي تحمل نسبة غير خطيرة من السموم، لكنها كافية للإصابة بآلام حادة، خصوصا إذ تغلغل الكثير منها داخل الجلد.
وما من عاشق للشواطئ الصخرية لم يصَب ولو مرة في حياته، بوخزة من وخزات قنفذ البحر، الذي يتنوع لونه بين الأسود والأبيض والأحمر والبني، إلى متعدد الألوان. فعند النزول على تلك الصخور المغمورة نسبيا أو كليا تحت الماء، أو السباحة بالقرب منها، قد يواجه تهديد الوقوع وجها لوجه مع تلك الكائنات الشوكية، وإمكانية التعرض لوخزاتها المؤلمة، وإن كانت ليست بخطورة قناديل البحر الحارقة، إلا أنها تشكل هاجسا حقيقيا للكثيرين، خاصة من الصغار الذين قد لا يتحملون آلام تلك الأشواك.
وبالرغم من أن البعض يراها تهديدا عند السباحة، إلا أن آخرين يجدون متعة في إيجاد تلك الكائنات، بل ويخرجون في رحلة البحث عنها، ويصفونها بفاكهة البحر، بأدواتهم البسيطة؛ من شوكة طعام أو سكين، يحاولون سحب الحيوان من جزئه السفلي العالق بالصخرة والمتمسك بها جيدا. وعند النجاح في إزالته يستعمل هؤلاء أدوات أكثر بساطة لحملها على سطح الماء، فيستعينون أحيانا بقفازات، أو حتى بقارورة ماء مقسمة إلى النصفين، أو حتى بأحذيتهم المائية، خوفا من أشواكها التي تكون في حركة. وبالنسبة للأكثر مهارة، لا يتخوفون من حملها بين أصابعهم، وينتزعون بعدها الأشواك من جلدها قبل تغلغلها بعيدا فيه، بطريقة تبدوا عادية جدا بالنسبة لهم.
الأطفال يدخلون في مجموعات لجمعها
في جولة قادت "المساء" إلى أحد الشواطئ الصخرية شرق العاصمة، أدهشنا في الفترة المسائية من اليوم، العدد الكبير لأطفال دون أي رقيب، أكبرهم سنا في 13 من العمر. وهناك وجدنا عمر، الذي ابتعد عن الشاطئ بقارب أبيه، الذي حمل داخله عددا من الصناديق، فمهمته في نهاية النهار بعد سباحة ممتعة، جمع عدد من قنافذ البحر، هذا ما أكده قائلا: "أجد متعة في جمع تلك الكائنات. وبالرغم من أنني أصاب بأشواكها في كل مرة، إلا أنها تبقى من النشاطات الممتعة التي أقوم بها في العطلة الصيفية" . وبعد التجربة التي اكتسبها من أبيه الصياد، نجح عمر مع أصدقائه الذين يرتدون زعانف السباحة ونظارات الغوص من علامات تجارية احترافية ومن النوعيات الجيدة، في جمع عدد لا بأس به كل يوم، حسب المنطقة التي يسبح فيها.
وأضاف عمر أن تلك الكائنات يصنفها الصيادون في فواكه البحر. وميزتها في مذاقها الحلو؛ إذ يمكن أن تؤكل طازجة مباشرة بعد سحبها من الماء. وعن جزئها الصالح للأكل قال إنها تحمل بالداخل تحت تلك الأشواك والقوقعة، خمس غدد برتقالية، يطلَق عليها المرجان، تُسحب بملعقة. لا يتعدى، أحيانا، وزن تلك الغدد، غراما واحدا فقط، إلا أنها ممتعة المذاق.
وأكد محدثنا أن تقليد تناول تلك الكائنات البحرية كان يقتصر على الصيادين وعائلاتهم فقط، الذين يعرفون ميزة تلك الأكلة، إلا أن تلك الثقافة انتشرت بين الكثير من المواطنين، رجالا ونساء وحتى الأطفال. واشتد في الآونة الأخيرة الطلب عليها، مؤكدا أنه بعد ذلك الطلب، بات يبيع من حين لآخر، تلك القنافذ داخل صناديق، خاصة بعد أن أدرك هؤلاء منافعها على الصحة، إلى درجة أن البعض يطلق عليها اسم "كافيار" البسطاء؛ لسهولة الوصول إليها.
وفي الوقت الذي يفضل الكثيرون أكل تلك القنافذ طازجة مباشرة بعد سحبها من الماء، يعمد آخرون إلى شيّها على النار واستهلاكها. ويجد هؤلاء لذة أكثر، مشيرا إلى أن طريقة فتحها تحتاج للحيطة؛ لأن أشواكها حتى بعد سحبها من الماء تبقى تحمل تلك السموم، ويمكن أن توخز حاملها. وختم قائلا إنه يفضل كسر جزئها السفلي باستعمال فرشاة أو ملعقة، ثم غسلها بالماء الفاتر قبل أكل تلك الغدد البرتقالية.