يونس قرار الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يؤكد:

ضبط الوقت يحمي من إدمان العائلة للأنترنت

ضبط الوقت يحمي من إدمان العائلة للأنترنت
يونس قرار الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال
  • القراءات: 926
رشيدة بلال رشيدة بلال

وجد الكثير من الصائمين خلال شهر رمضان المبارك، وسيلة ـ كما يقال ـ في التعبير الشعبي لقتل الوقت، والممثلة في إدمان الأنترنت، حيث لم يقتصر الأمر على شريحة معينة، إنما مس كل أفراد العائلة، كل حسب اهتماماته، وعلى الرغم مما تعرضه مختلف الوسائط من معلومات وأخبار، إلا أن الارتباط ببعض الوسائط دون الشعور بالوقت، جعل البعض يضيع الكثير من الواجبات الاجتماعية والدينية في شهر الطاعات، وهو ما تحدث عنه الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، الأستاذ يونس قرار، في مداخلة له عبر تقنية التواصل عن بعد، نظمتها جمعية "ألاء للتنمية الأسرية"، في إطار سلسلتها الرمضانية.

تظهر علامات الإدمان على مختلف الوسائط الإلكترونية، حسب الخبير يونس قرار، في التخلي عن بعض الواجبات، فمثلا، "تأبى الفتاة الدخول إلى المطبخ للمشاركة في تحضير مائدة الإفطار، لانشغالها بمتابعة ما يعرض عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، ونجد الولد يرفض الاستجابة لنداء والديه لتلبية بعض الأشغال داخل أو خارج البيت، لأنه ببساطة، في عالمه الافتراضي ومعزول عن العالم الواقعي، خاصة إن كان منهمكا في اللعب". في السياق، يرى الخبير بأنه لا مجال مطلقا للابتعاد أو الانفصال عن الأنترنت، لأنها ترتبط اليوم ارتباطا كبيرا بالحياة اليومية، بالتالي لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة في مجال التواصل، ومع الجائحة تحولت إلى منفذ هام لتصريف الأعمال والدراسة، وحتى لتلبية الاحتياجات اليومية، كالتسوق عن بعد، غير أن الحذر مطلوب حتى لا يغري المتصفح هذا العالم، ويجد نفسه يبحر في عوالم وتطبيقات مختلفة، الأمر الذي يشتت الذهن ويجد نفسه عاجزا عن متابعة استغلال المواقع بصورة إيجابية.

يعتقد الخبير أن الوسيلة الوحيد التي يمكن اعتمادها، هي التعايش بعقلانية مع مختلف الوسائط الإلكترونية، والتي تبدأ ـ حسبه ـ "بضرورة معرفة ما هو الشيء الذي يريده الشخص منها"، موضحا؛ "مثلا في شبكات التواصل الاجتماعي، ينبغي أن لا يتجاوز الوقت الساعة للدردشة أو الإجابة على بعض الرسائل، للهروب من فخ الإدمان وتضييع باقي الواجبات، وإن كان الأمر يتعلق باللعب عن بعد للترفيه، فلابد أن يحدد المكان والزمان الذي يجب أن يكون محسوبا ودقيقا لتجنب الإدمان، وإن كان الأمر مرتبطا بالعمل، فلابد أيضا على العامل عند ولوج العالم الافتراضي أن يتقيد بالوقت المطلوب"، وبحكم أننا في رمضان "فإن الوقت الذي يتوفر في رمضان لابد أن يكون فرصة للتعبد عبر مختلف الوسائط التي تقدم معلومات دينية، وفقا لمعيار زمني معين، حتى لا تتغلب على باقي الواجبات الأخرى، بالتالي فإن المعيار الذي يقاس عليه ولوج عالم الأنترنت، هو التحكم إلى الوقت، حتى لا يكون ضحية إدمان العالم الافتراضي بكل ما يحمله من إيجابيات وسلبيات.