بسبب إغلاق منافذ التهوية

ضحايا سخّانات الماء في تزايد مستمر

ضحايا سخّانات الماء في تزايد مستمر
  • 249
رشيدة بلال رشيدة بلال

لايزال غاز أحادي أكسيد الكربون أو كما يُصطلح على تسميته بـ"القاتل الصامت"، يحصد عددا من الضحايا منذ حلول موسم الشتاء. فولاية البليدة وحدها، حسبما كشفت عن ذلك مصالح الحماية المدنية، سجلت ستة حوادث اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، كادت تودي بحياة أصحابها؛ بسبب سخانات الماء، التي  مازالت تشكل واحدا من التهديدات الكبرى التي تواجه حياة المواطنين؛ بسبب ما يتسرب منها من غازات سامة، لا تجد منفذا للتهوية تخرج منه.

يبدو أن العمل التحسيسي في مجال التوعية من خطورة الغازات السامة المنبعثة من أجهزة التدفئة وسخانات المياه، لم يأت بعد بالنتائج المرجوة منها بعد، وهي الوصول إلى التقليل من عدد حوادث الاختناق بأحادي أكسيد الكربون.

وعلى الرغم من مساعي الدولة للتقليل من حوادث الاختناقات من خلال تكليف شركة "سونلغاز" بتركيب كواشف الغازات السامة، والتي لاتزال متواصلة، إلا أن الإشكال في حقيقة الأمر، مرتبط بذهنية بعض العائلات التي لايزال خوفها من الشعور بالبرد، يتجاوز خوفها من احتمال الاختناق بالغاز، وهو ما تكشف عنه مصالح الحماية المدنية في خرجاتها الميدانية عند تسجيل الحوادث؛ حيث تقف، حسب المكلفة بالاتصال على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية البليدة سميرة بوعوينة صايغي، عند بعض الحالات المسؤولة عن  وقوع الحوادث، ممثلة في غياب كلي لمنافذ التهوية، خاصة في الحمّامات رغم وجود سخان الماء فيها، وكذا الوقوف على سد منافذ التهوية بالأقمشة؛ لإبقاء المكان دافئا سواء كان المنزل أو الحمّام. والنتيجة تسرّب الغازات، التي لا تجد منفذا تخرج منه، فتقتل أفراد العائلة في صمت وغفلة منهم.

الوصول إلى الحد من الحوادث، حسب المتحدثة، وبلوغ النتائج المرجوة من الحملة، يتطلب  تغير الذهنيات، والتغلب على الشعور بالخوف من البرد، الذي، في حقيقية الأمر، لا يقتل. وحسبها، فإن مصالح الحماية المدنية تواصل عملها تحت شعار "شتاء آمن" ، بحملات تحسيسية وفق برنامج مسطر بالتنسيق مع عدد من القطاعات الهامة؛ مثل قطاع الشؤون الدينية، والصحة، والتربية، ومديرية الطاقة، مشيرة  إلى أن الهدف الأساس هو الوصول إلى التقليل من عدد حوادث الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، هذا الأخير الذي تسبب في حصد أرواح عائلات بأكملها.

ومن جهة أخرى، أشارت المتحدثة إلى أنه إلى جانب الخطر الكبير الذي تمثله أجهزة التدفئة في غياب التهوية، على حياة كل أفراد العائلة، فإن سخان الماء، أيضا، أصبح يتسبب في حصد عائلات بأكملها بالنظر إلى ما يتسرب منه من غاز محروق إلى كل المنزل؛ كالحادث الذي وقع مؤخرا، والذي تَسبب في اختناق ثلاث نساء؛ بسبب سخان الماء الموضوع في الحمّام، مشيرة إلى أن مصالح الحماية المدنية لاتزال تركز من خلال الحوادث التي تسجلها،  على التوعية ضد الأخطاء التي تتكرر.

وفي السياق، أوضحت المتحدثة أنه يجري ـ لرفع الوعي بخطورة القاتل الصامت ـ الاستنجاد بالمساجد والمؤسسات التربوية؛ لاستهداف أكبر شريحة تقصد المساجد من عامة الناس؛ من أجل تبليغ الرسالة التحسيسية، ومن خلال توعية الأطفال بالمدارس، بخطورة الغازات المحترقة في غياب التهوية؛ حتى يساهموا، من جهتهم، في توعية ذويهم بالمنازل.

وفي الختام أشارت المتحدثة إلى العامل الأساس الذي تراهن عليه مصالح الحماية المدنية للتقليل من الحوادث، وهو التهوية؛ لأنّ كل منزل مهوَّى محميٌّ من آثار الغازات المحترقة.