سنة الكثيرون بعد رمضان مباشرة

عائلات تتبنى صيام ”الصابرين”

عائلات  تتبنى صيام ”الصابرين”
  • 1377

يقبل العديد من الجزائريين بعد رمضان المبارك مباشرة، على صيام ستة أيام من شوال المعروفة بـ«الصابرين، التي يتسارع العديدون إلى جني حسناتها خلال الشهر الذي يلي الشهر الفضيل، نظرا لحكمها، فضلا عن اعتبارها تقليدا توارثته الأجيال، وأصبح راسخا لدى العديد من الأسر.

موضوع تناوله عبد الصمد زياري إمام مسجد الفلاح بدائرة الدار البيضاء خلال خطبة الجمعة التي صادفت أول أيام عيد الفطر، حيث أشار إلى أن قضاء الصيام الواجب أحرى من أداء التطوع لقوة الواجب وعلو مرتبته على المستحب، إذ الواجبات والفرائض أحب القرب إلى الله تعالى، كما قال رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ؛ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، مشيرا إلى أن تسبيق الصابرين على قضاء الدين فيه اختلاف، ففي بعض الحالات يمكن تسبيق الصابرين على قضاء الدين لضيق الشهر والخوف من فوات أوان الستة من شوال، ليليه بعد ذلك قضاء الدين الذي له أشهر عديدة لذلك، إلا أنه من المستحب تعجيل الأمر حتى لا يقع المسلم في المكروه، وهو ترك الدين لقضائه قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان.

ويضيف المتحدث أن وجوب تقديم قضاءِ رمضان على التطوع إذا ما خاف المكلف به فوات الوقت أو ضعف الصحة أو لأي سبب من الأسباب الأخرى، وفي كل الأحوال ينبغي المسارعة إلى الطاعة..

ويقبل العديد من الناس على صيام التطوع من شوال أو لقضاء الدين في ثاني يوم من عيد الفطر، في حين ينتظر البعض ثالث يوم للانطلاق في رحلة حصد الأجر والحسنات، بذلك تستمر الأسر في الصيام والمحافظة على نكهة رمضان، تجمع في ذلك بين الأجر والمحافظة على وصال الأسرة التي تستمر في بهجة الصيام، فتزين الموائد بأشهى المأكولات التقليدية بنيّة اكتساب الأجر والثواب، وجبر ما شاب صيام رمضان من نقص.

ولقد أصبحت سنة صيام ست من شوال تستهوي الكثير من الجزائريين، فمنهم من تعوّد عليها كل سنة، فأصبحت عادة متأصلة لديه، ومنهم من قرر صيامها بعد معرفة أجرها الكبير، حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر.

ولقد أشار الكثير من المواطنين الذين تحدثننا إليهم، إلى أن صيام الصابرين يكاد يتحول إلى فرض لدى العديد من العائلات التي شبت على تلك العادة مباشرة بعد صيام الشهر الفضيل، وعلى هذا أيضا تحدّث إمام المسجد الذي استحسن مبادرة المجتمع الجزائري إلى احتضان السنن على العادات التي تتبناها الأسر خلال شهر شوال، مشبها بركته ببركة الشهر الفضيل من حيث الأجواء والبهجة ولمة العائلة، حيث تلتقي العائلات وتجتمع على مائدة الإفطار.

نور الهدى بوطيبة