موسم الهجرة نحو الشمال

عائلات تندوفية تشرع في كراء سكنات الصيف

عائلات تندوفية تشرع في كراء سكنات الصيف
  • 778
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

بدأت العديد من العائلات التندوفية تتهيأ لمغادرة تندوف، خلال فترة الصيف، نحو الشمال والشواطئ، حيث تمتد رزقة البحر على طول الساحل، كما اشتد الشوق لتناول أطباق السمك الشهي، نظرا لغلائه من جهة، وغيابه من سوق تندوف، فمظاهر شد الأمتعة للسفر نحو المناطق الرطبة، بدأت من خلال السعي إلى حجز الشقق بمناطق شمالية من الوطن، تكون قريبة من الشاطئ.

لتأمين هذا المطلب، يلجأ البعض إلى إيجار مساكنهم طيلة فترة الصيف، ويصل ثمن الإيجار عادة إلى 40 ألف دينار للشهر، والمبلغ المتحصل عليه هو الذي يتم دفعه لشقة في الشمال، لقضاء أيام معدودة، هروبا من لفح الشمس وقساوة المناخ وقهر الطبيعة.

فيما يفضل آخرون خيار الانضمام إلى الخدمات الاجتماعية للمؤسسات التابعين لها، ضمانا لقضاء صيف أقل تكاليف، ويرى آخرون خيار البقاء بتندوف، لقضاء الصيف في البراري والصحاري، بدل التكاليف الباهظة التي تنتج عن السفر نحو الشمال لمدة لا تتجاوز 20 يوما، تخلف آثارا سلبية على وضعية مساكنهم المؤجرة لأسر أخرى، تستهلك طاقة كهربائية كبيرة، بفعل الاستعمال اليومي للمكيفات الهوائية، مما يجبرها بعد العودة من زرقة البحر ونسيمه العليل، على دفع فاتورة استهلاك الكهرباء مضاعفة. إذ يرى البعض من المواطنين الذين التقيناهم، أن فكرة إيجار المساكن المجهزة بالمكيفات الهوائية والتفريش، لأسر تفضل البقاء في تندوف، ظاهرة مستفحلة وغير مجدية، لما يصاحبها من خسارة وتلف للمنزل المؤجر.

شريحة أخرى من المواطنين تفضل قضاء الصيف، رغم الحرارة في البادية، والتمتع بقطعان الإبل وشرب لبن النوق وأكل لحم البعير والاستئناس بضوء القمر وحبات الرمل العسجدية، خاصة بمنطقة الزمول، في ضواحي قرية حاسي مونير، أين توجد المناظر الطبيعية الساحرة ومجاري المياه الرائعة" القطارة" والكثبان الرملية الجذابة، وعادة تشترك مجموعة من الأسر في سفرية إلى البراري، حيث يتم ذبح الشاة وشيّ اللحم وتناول الشاي الصحراوي تحت الخيمة الوبرية.