الشهر الكريم بعنابة
عادات جميلة بترها كورونا
- 1141
استقبلت العائلات العنابية رمضان بإعداد أطباق متنوعة تفتح شهية الصائم، حيث تُعِد ربات البيوت أكلات خاصة بهذا الشهر الفضيل، منها تخصيص طاجين الحلو لأول يوم من هذا الشهر الكريم، مرفقا بالجاري أو كما هو معروف بالشوربة والبوراك الذي يُعتبر سيد الصينية العنابية طول أيام الصيام.
حسب أهالي بونة، فإن هناك من يحضّر لأول يوم من رمضان، طبق الملوخية؛ كفأل خير للعائلة، وحتى تكون أيام أهل المنزل منفتحة وخضراء كلون الملوخية. وهناك من يختار طاجين الحلو حتى تكون كل الأيام جميلة مع الجيران والأصدقاء، وكلها عادات لازالت راسخة في أذهان سكان مدينة عنابة المتشبثين بأغلب التقاليد، منها تذويق الجيران من كل ما يعد من أطباق رمضانية.
ولأن رمضان هذه السنة مختلف عن السنوات التي سبقته بسبب وباء كورورنا، تحفظت بعض النساء في التعامل مع الجيران؛ تفاديا لانتشار المرض. واختارت كل عائلة البقاء في منزلها وتحضير ما يطلبه أهل البيت من طعام بدون الاختلاط بالآخرين، وهذا ما أثار بعض الاستياء في النفوس، مع غياب صلاة التراويح في المساجد وقعدات زمان، التي تجمع العازبات والمتزوجات حديثا في الحوش الكبير، ناهيك عن خروج العائلات إلى الساحات العمومية والحدائق والشواطئ بعد تطبيق الحجر الجزئي الصحي، كل هذا حسب بعض المواطنين سيبعد بين الأهل والجيران، لكنه أمر ضروري لاحترام قواعد الحجر والقضاء على الوباء.
وعلى صعيد متصل، فمن بين الحلويات التي تعد في السهرة وتحضرها نساء المدينة قلب اللوز والقريوش والقطايف والصامصة، وحتى الزلابية وغيرها من الحلوى التي تفتح شهية العائلة خلال السهرة، وعليه أكدت بعض العنابيات تعلمهن طرق إعداد قلب اللوز وغيره، لتقديمه عند السهرة والتعايش مع هذه الأيام التي تمر متثاقلة جدا بسبب الوباء.
ومن بين الأطباق المطلوبة بمدينة عنابة البوراك العنابي سيد المائدة، وقد اشتهرت به المنطقة لأكثر من نصف قرن، وهي المدينة الوحيدة التي تعرف أساسيات البوراك وكيفية إعداده بنكهة خاصة، وقد ذاع صيته في كل ربوع الوطن؛ فأي زائر للمنطقة تجده يبحث عن البوراك العنابي الذي يكون مصاحبا للجاري، أو كما هو معروف بشوربة فريك.