دأب عليها سكان وادي ميزاب

عادات وتقاليد راسخة لإحياء مولد النبي بغرداية

عادات وتقاليد راسخة لإحياء مولد النبي بغرداية
عادات وتقاليد راسخة لإحياء مولد النبي بغرداية
  • القراءات: 542
دنيا. م دنيا. م

يحيي سكان وادي ميزاب بغرداية، ككل سنة، منذ مطلع شهر ربيع الأول من السنة الهجرية، ذكرى مولد خير الأنام، وسط أجواء روحانية تتخللها أنشطة متنوعة، يتم من خلالها استعراض جوانب من سيرته العطرة، التي تتجلى فيها عظمة الإسلام.
تعرف هذه المناسبة الدينية السنوية، إقامة جلسات مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد صلاة المغرب، عبر كافة مساجد قصور غرداية ومتليلي وزلفانة والمنصورة والقرارة وبريان. وحسب الحاج بكير، أحد سكان حي بن غانم (غرداية)، ‘’تشكل مناسبة المولد النبوي الشريف، فرصة لإبراز رسالة الدين الإسلامي الحنيف التي نشرها الرسول الأعظم، وتلقين السيرة النبوية العطرة للأجيال الناشئة’’.
وعادة ما يستقطب الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، زوارا من مختلف مناطق الوطن، إلى جانب الجالية المقيمة في الخارج للمشاركة في السهرات الدينية، التي تنطلق منذ اليوم الأول من شهر ربيع الأنوار "ربيع الأول"، والتي تتواصل إلى غاية سهرة 11 من نفس الشهر، بعد صلاة العشاء، والتي تمثل ليلة مولد رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام، حيث تبلغ الاحتفالات ذروتها في هذه الليلة المباركة، بحضور كوكبة من العلماء والمشايخ، وفق المتحدث ذاته.
من جهته، يرى الحاج مختار، أحد سكان حي الحاج مسعود، أن ‘’إحياء هذه الذكرى العطرة تعد مناسبة للتذكير بمكانة السنة النبوية الشريفة، في الممارسة الروحية للفرد المسلم، والتي تمثل النموذج القويم الذي ينبغي أن يقتدي به كل مؤمن’’. كما تعيش قصور وأحياء مدينة غرداية، على وقع احتفالات وعادات متوارثة، تستأثر باهتمام المواطنين والسياح، كما هو الشأن بعادات قصر بني يزقن، التي تميز هذا اليوم من شهر ميلاد سيد الأنام، المتمثلة في إقامة استعراض ليلي بهيج عبر الأزقة الضيقة للقصر، لجموع من المحتفلين من مختلف الأعمار، لاسيما الأطفال الذين يتوشحون بملابس تقليدية بيضاء وينشد الجميع مدائح محمدية عبر شوارع القصر حاملين أقداح زيتية تقليدية مضيئة، تعرف محليا بـ"إينارن"، في مشهد في غاية الروحانية، تعبيرا عن ابتهاجهم بميلاد خير البرية.
إعادة إحياء عادات متوارثة
أشار السيد قاسم، إطار سابق في ولاية غرداية، والمنحدر من منطقة القرارة، إلى أن سكان المنطقة يحيون شعائر الاحتفال بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلام، عبر كافة القصور، بهدف نقلها للأجيال القادمة.
وأضاف قائلا: ‘’نحن نسعى إلى الحفاظ على هذه التقاليد المتأصلة في مختلف قصور ميزاب، ونقلها للأجيال الصاعدة ونشرها وفق مبادئ الإسلام وهدي النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام’’. يشكل هذا الاحتفال الديني بالنسبة لسكان غرداية، موعدا لتلاوة القرآن الكريم وترديد مدائح نبوية، واستذكار مناقب وخصال النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، والتضرع إلى المولى عز وجل بأن يغدق السلم والاطمئنان على هذا البلد، مثلما أشير إليه. لا تزال هذه العادات والتقاليد راسخة لدى سكان غرداية، رغم الحداثة التي أصبحت تميز الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، والمتمثلة في المفرقعات والألعاب النارية التي يلجأ إليها البعض. يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فرصة لجمع شمل الأسرة الكبيرة، وقضاء أوقات عائلية ممتعة، في أجواء من التآخي وصلة الرحم، مع تحضير الطبق التقليدي ‘’أوشو تيني’’ (الكسكسي بالتمر)، والذي يعد طبقا رئيسيا في هذه المناسبة الدينية، وعادة ما يكون مصحوبا بصينية الشاي الأخضر، ترافقه صحون من الفول السوداني والجبن المحلي، المعروف محليا باسم "الكمارية".