أخصائيون يناقشون ملف زرع القوقعة في الجزائر

عوامل أخرت التكفل بالأطفال الصم

عوامل أخرت التكفل بالأطفال الصم
  • القراءات: 476
شبيلة. ح شبيلة. ح

ناقش أطباء ومختصون بقسنطينة، في يوم دراسي نظمته مديرية النشاط الاجتماعي، مؤخرا، "واقع وآفاق التكفل متعدد التخصصات بالأطفال الصم حاملي الزرع القوقعي في الجزائر"، وكذا الجوانب المختلفة لرعاية الأطفال حاملي الزرع القوقعي، بما في ذلك التشخيص المبكر والتدخل الجراحي، التأهيل السمعي واللغوي، والدعم النفسي والاجتماعي.

الحدث الذي جمع خبراء من مختلف المجالات الطبية والتعليمية والاجتماعية، ضمن منصة، لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات والحلول الممكنة وتحسين حياة هؤلاء الأطفال وأسرهم، أكد المتدخلون، من أطباء نفسانيين وأرطوفونيين، أن نقص مراكز زرع القوقعة بالمستشفيات الجزائرية، وضعف الإمكانيات ووسائل التكفل، وارتفاع تكاليف عمليات الزرع ولواحقها، عوامل عقدت ظروف التكفل بالأطفال المعاقين سمعيا، متحدثين عن الصعوبات التي تواجه هذه الفئة وعائلاتها، في الاندماج بقطاع التربية والمجتمع ككل، حيث طالبوا بتوفير الوسائل والإمكانيات اللازمة لتحسين ظروف التكفل بهذه الفئة، والمساعدة على إدماجهم.

وقد شهد اليوم الدراسي حضور نخبة من الأطباء، الأخصائيين في السمعيات، ومعالجي النطق، ونفسانيين، ومعلمين، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني وأولياء الأمور، حيث تركزت النقاشات حول أهمية الكشف المبكر عن ضعف السمع عند الأطفال، ودور الجراحة في زراعة القوقعة، مع التأكيد على الحاجة الملحة لتوسيع برامج الفحص السمعي بالنسبة لحديثي الولادة، كي تشمل جميع المناطق في الجزائر، بما في ذلك الريفية والنائية.

وأبرز الأخصائيون، أهمية برامج التأهيل المكثفة والمستدامة بعد الجراحة، حيث تم تسليط الضوء على دور معالجي النطق وأخصائيي السمعيات في تعزيز القدرات السمعية واللغوية للأطفال، وأشاروا إلى ضرورة توفير موارد تعليمية ملائمة وتقنيات مساندة في المدارس، كما تحدث النفسانيون والمعلمون عن التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأطفال وأسرهم، مشددين على ضرورة تقديم دعم نفسي مستمر، لتخفيف الضغوط والتوترات التي قد يعاني منها الأطفال وأولياء الأمور، مع العمل على توفير بيئة مدرسية داعمة وشاملة.

من جانب آخر، أوضح بعض المتدخلين، بأن من أهم المشاكل التي تعاني منها فئة المعاقين سمعيا، هي الإدماج في الوسط الاجتماعي، مشيرين إلى أن الأخصائيين الأرطوفونيين يبذلون جهودا كبيرة من أجل أن يكتسب الأطفال اللغة، وبعد وصولهم إلى سن التمدرس، لا يجدون أقساما مناسبة خاصة بهم. ورغم اكتساب هذا الطفل اللغة، إلا أنه لا يستطيع متابعة نفس البرنامج الدراسي الذي يتابعه الطفل العادي.

وتحدث بعض الأولياء عن المشاكل التي تواجههم، حيث أكدوا أن مراكز الزرع بالمستشفيات الجزائرية، لديها قوائم انتظار طويلة، نظرا لعددها المحدود، وهو ما يجعلهم يعانون في التكفل بأبنائهم المصابين بإعاقة سمعية، نظرا لنقص مراكز الزرع، ومشاكل توفير التجهيزات وصيانتها، إلى جانب النقص المسجل في اللواحق وارتفاع أسعارها.

من جهته، أكد مدير النشاط الاجتماعي، على أهمية التكامل بين مختلف التخصصات، لضمان تحقيق أفضل النتائج للأطفال حاملي الزرع القوقعي، حيث شدد دهيمي، على ضرورة التنسيق بين الجهات المختلفة، لضمان تقديم رعاية شاملة ومتكاملة.

وأضاف المتحدث، خلال هذا اليوم الدراسي، أن التزام قطاعه بتحسين جودة الحياة للأطفال الصم حاملي الزرع القوقعي في الجزائر، يتطلب تحقيق التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني وأولياء الأمور، من خلال جهود متضافرة لزيادة الوعي، فضلا عن توفير التدريب والدعم المناسب، وتحسين البنية التحتية، إذ يمكن تحقيق تحسينات ملموسة في جودة الحياة لهؤلاء الأطفال وأسرهم، مما سيؤدي إلى بناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقا لهم.

دعا المشاركون في اليوم الدراسي، إلى ضرورة تنظيم حملات توعوية على مستوى المجتمع، لزيادة المعرفة حول فوائد الزرع القوقعي، وأهمية التأهيل السمعي، فضلا عن العمل على تنظيم دورات تدريبية للمعلمين، بهدف تمكينهم من التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات السمعية الخاصة، كما يجب توفير الموارد التعليمية الملائمة والتكنولوجيا المساندة في المدارس، مع السعي إلى توسيع نطاق خدمات التأهيل النفسي للأطفال وأسرهم، وتقديم مساعدات مالية، لتغطية التكاليف المرتبطة بالزرع القوقعي والتأهيل.