يقي من الأمراض بنسبة 50 بالمائة

غسل الأيدي سلوك أكثر من ضروري

غسل الأيدي سلوك أكثر من ضروري
  • 560
رشيدة بلال رشيدة بلال

تزيد أهمية غسل الأيدي بصفة دورية، خصوصا خلال فترات الحر، بالنظر إلى الانتشار الكبير للفيروسات، التي تجد المناخ مناسبا للتكاثر، بالتالي التأثير على صحة الإنسان، وقد اختار، في هذا الشأن، الدكتور محمد إبراهيم، التركيز على محور النظافة والصحة، خلال الأسبوع الوطني للوقاية، الذي أطلقته وزارة الصحة، مؤخرا، ولم يعد يحظى، حسبه، باهتمام كبير، رغم أنه يقي بنسبة 50 بالمائة من مختلف الأمراض، والذي بلغ الاهتمام به أوجه خلال جائحة "كورونا"، حيث تحول سلوك غسل الأيدي إلى انشغال يومي، سرعان ما زال بزوال الجائحة.

تظهر أهمية محور النظافة عموما، ونظافة الأيدي خصوصا، وتعتبر غاية في الأهمية بالنسبة للمجتمعات العربية والمجتمع الجزائري، وأوضح في هذا الشأن، الطبيب محمد إبراهيم بقوله: "لأننا نعتمد في ثقافتنا الغذائية على الأكل بالأيدي، وتحديدا في أطباقنا التقليدية، إذ يميل الكثيرون ـ كما يقال ـ في اللهجة الجزائرية إلى (التغماس)، وبحكم أن كل الأمراض المتنقلة تأتي بها الأيدي، فإنه من السهل على الجزائري الإصابة بعدد من الأمراض، خاصة المعدية منها، نتيجة إهماله نظافة الأيدي، ومن هنا، فإن الاهتمام بغسل اليدين قبل الأكل، يلعب دورا كبيرا في الوقاية من الأمراض بنسبة تفوق 50 بالمائة، خاصة ما تعلق منها بالأمراض المتنقلة".

وحسب الدكتور محمد إبراهيم، فإن ما يجري التنبيه إليه، من خلال الأبواب المفتوحة، هو لفت انتباه عامة الناس إلى أهمية عدم إهمال غسل الأيدي، الذي قد يبدو مسألة ليست بتلك الأهمية، لكنها في الحقيقة، غاية في الأهمية، إذا علمنا بأن الأيدي تلعب دورا كبيرا في انتقال الأمراض، خاصة الفيروسات التي تنتقل بسرعة".

يضيف المتحدث: "بالتالي، فإن غسل الأيدي من شأنه أن يكسر سلسلة انتقال الأمراض، بينما يتمثل الأمر الثاني، في كيفية التنظيف والتعقيم في حد ذاتها، والتي تعتبر أيضا سلوكا وقائيا لا بد لعامة الناس تعلمه، وإن كانت الأيدي متسخة، فإن الطريقة الصحيحة لتنظيفها، تكون باستعمال الصابون السائل والماء أو صابون القطعة الشخصي، وتتم عملية الغسل لمدة 40 ثانية إلى دقيقة كاملة، أما بالنسبة للمعقم، فيمكن استعماله في الحالات التي لا تكون فيها الأيدي متسخة كثيرا، وتكون العملية لمدة 20 ثانية، بحركات دائرية، ليصل المعقم إلى كل جزء من الأصابع، لضمان التعقيم الجيد للأيدي".

وأوضح الدكتور بقوله: "كل هذه المعلومات والتفصيلات لا يعلمها الأغلبية، لذا نحاول من خلال الأبواب المفتوحة، تبسيطها وتذكير عامة الناس بها". مشيرا إلى أنه بناء على دراسة أجريت في بلجيكا سنة 2006، فإن المواطن البلجيكي يغسل يديه لمدة عشر ثوان، وهي الثقافة التي نتمنى أن تتفشى لدينا".

وفي السياق، أشار المتحدث، إلى أنه من بين الأخطاء الشائعة لدى عامة الناس، أن المعقم يحل محل الصابون، وهو من المغالطات التي نسعى إلى تصحيحها، لأن المعقم يستعمل للحالات الخفية، أما الصابون فيكون عندما تتسخ الأيدي كثيرا، لافتا إلى أن تعلم غسل الأيدي ثقافة لابد أن يتعلمها الكبير والصغير، ويجب أن تتحول إلى سلوك تلقائي يومي في حياتنا، محذرا بالمناسبة، من تعقيم الأيدي بماء "الجافيل"، لأنه من المواد الكيماوية الضارة.

ويختم الطبيب إبراهيم بالقول: "إن حمل المواطن على غسل الأيدي يكون من خلال تخويفه، كإعلامه مثلا، بأن البكتيريا في الأيدي تتكاثر كل 20 دقيقة، ولأننا مقبلون على موسم الصيف، الذي تكثر خلاله الأمراض المتنقلة والتسممات الغذائية، فمن الضروري التأكيد على التحلي بثقافة غسل الأيدي، للحفاظ على صحتنا".