الحديقة البيئية "باردو" بقسنطينة
فضاء للراحة والهروب من ضوضاء المدينة
- 1704
أضحت حديقة "باردو" بقسنطينة بعد فتح جزء منها مؤخرا، تزامنا والذكرى الـ56 لعيدي الاستقلال والشباب، متنفسا هاما وفضاء للراحة والاستجمام، حيث باتت تستقطب عدادا كبيرا من العائلات من داخل وخارج المدينة، يلجأ إليها العديد من القسنطينيين في أوقات الحر، بحثا عن الراحة والهدوء وهروبا من صخب شوارع المدينة نظرا لغياب مرافق مماثلة.
حديقة "باردو" التي يستغل منها إلى حد الآن جزء فقط على مساحة تقدر بـ14 هكتارا بجهتها الغربية من بين مساحة إجمالية تصل إلى 65 هكتارا، أضحت مكانا للتنفس بعدما تم إنشاء فضاءات للراحة واللعب خاصة بالأطفال، فضلا على العديد من المرافق الضرورية من "كافيتريات" ومطاعم ودار البيئة "مطاطلة الطاهر" ومركز للشرطة وحظيرة لركن السيارات، بالإضافة إلى مشتلة في طور الإنجاز موجهة لتدعيم الغطاء النباتي للحديقة، حيث اقتنى القائمون على مشروع وضع الغطاء النباتي والتشجير، عشرات الأنواع من نباتات الزينة المستوردة من الخارج، على غرار وردة الصين ذات اللون الأحمر، إلى جانب الورود والأزهار والشجيرات النادرة، وأشجار الفواكه والزيتون.
أضحت حديقة "باردو" اليوم وبعد سنوات من غلقها، ملاذا للراحة بعاصمة الشرق، حيث وجد مرتادوها، خاصة العائلات، المكان الوحيد للترويح عن النفس وقضاء بعض الأوقات المريحة التي تنسيهم حرارة الصيف.
ينتمي أغلب زوار هذه الحديقة إلى فئتين رئيسيتين هما الأطفال والمسنون، الذين يقضون أوقاتهم في الاستجمام والتمتع بمناظر هذه الحديقة الجميلة، فالأطفال وأولياؤهم يقصدونها بعد صلاة العصر مباشرة للتمتع بالمناظر الخلابة والألعاب التي تتوفر عليها الحديقة، فيما يقوم المتقدمون في السن بممارسة ألعاب الدومينو ولعبة الورق وغيرها، بينما يركز آخرون على تصفح الجرائد اليومية وسط أحضان الطبيعة، أما النساء ممن التقت بهم "المساء"، فاخترن تجاذب أطراف الحديث حول العديد من المواضيع، كالطبخ والخياطة وغيرها.
للإشارة، جسد مشروع الحديقة الحضرية "باردو" على أرض الواقع بعد سنوات من الانتظار، حيث كان مقررا أن يكون جاهزا مع انطلاق تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، غير أن المشروع الذي رصد له غلاف مالي قدره ثلاثة ملايير دج، عرف العديد من العراقيل التي تسببت في تأخره لأزيد من أربع سنوات، أهمها مشكل انزلاق الأرضية المطروح بحدة، والذي كلف الخزينة مبالغ باهظة وخسائر في كل مرة يتم فيها إنجاز المشروع، خاصة في الجهة العلوية التي تزيد بها نسبة الانزلاق وتسببت في تشققات كبيرة في الأرضية، زيادة على سقوط الكثير من أجزائها، وهو ما تطلب القيام بدراسات خاصة واعتماد آليات حديثة للتحكم في هذا المشكل، والمتمثلة أساسا في بناء جدار عازل على عمق أزيد من 30 مترا لحماية ما يتم إنجازه ومنع الأرضية من التحرك.
❊شبيلة.ح