الترفيه عن الأطفال خلال العطل
فن يحتاج إلى تفعيل
- 771
تختلف وجهات الأفراد خلال العطلة الصيفية، بين قاصد لبيت العائلة الكبيرة أو من يفضل قضاء أيام الراحة والاستجمام خارج الحدود، في حين يبرمج آخرون رحلاتهم إلى بعض الولايات الساحلية المعروفة بجمالها الخلاب وزرقة بحارها الساحرة، وهي الأماكن التي يرتفع فيها صوت الصغار الذين يجدون فيها متنفسا للعب والترفيه عن النفس خارج جدران البيت بلا قيود، خاصة بالنسبة لمن يقصدون الغابة أو اللعب على الشاطئ، لكن رغم أهمية الترفيه بالنسبة للصغار وتأثيره الكبير في تكوين شخصيتهم، هناك من الآباء من يجهله أو يتجاهله بسبب الظروف المادية، رغم أن عنصر الترفيه لا يحتاج إلى الكثير من المال، باعتباره "فن حياة" لابد أن يمارس.
أشار الكثيرون ممن سألتهم "المساء" عن برنامجهم الصيفي، ونصيب الأبناء من الراحة والترفيه، إلى أن العامل المادي يؤثر بأسلوب مباشر في العملية، متحججين بعدم قدرتهم على تأمين المصاريف الأساسية، فما بالك بالكماليات، على اعتبار أنّ "الترفيه" منها ويمكن إرجاؤه لوقت آخر، حسبما أشار إليه السيد بدر الذي قال "الناس حيارى الآن في المعيشة، فما بالك بالعطلة"، في حين أكد آخرون أن عملية اختيار مواطن الراحة كان للصغار دخل فيها، لأنهم معنيون بهذه الخرجات التي يمكن من خلالها تجديد طاقتهم، كما أشارت إليه السيدة وهيبة، أم لثلاثة أبناء، قائلة "ميولاتنا ورغبات أبنائنا الآن تختلف، لكن لزام علينا مراعاة ما يفضلون، لهذا شخصيا أبرمج العطلة حسب الأماكن التي يحبذها أبنائي، حتى يخرجوا من الروتين ويشعروا بأنهم أكثر قوة وقدرة على التفاعل مع الحياة، خاصة أن هذه الأوقات الترفيهية تساهم في بناء شخصية الطفل ليصبح شخصية اجتماعية قادرة على التفاعل والتعامل اجتماعيا، كما أن الصغير يجد نفسه مستعدا لسنة دراسية جديدة حينما يحين الوقت".
أكدت السيدة أم هناء، أستاذة في الثانوي، أن الترفيه يحتاج إلى التخطيط وليس للمال الكثير، إذ يكفي قضاء يوم كامل في الغابة أو على الشاطئ رفقة الأبناء ليجدوا فيه طاقتهم، تقول "شعور الطفل بالمرح والمتعة أمر يمكن حدوثه، إذا أتيحت له فرصة إخراج مهاراته في صناعة الأشياء أو تركيبها، فهو عندما يلعب على الشاطئ بأدوات بسيطة ويقوم ببناء قصره الصغير يشعر بالسعادة، كما أن فسحة المكان وجمال البحر ووجود أطفال آخرين يشعره بروح الشراكة، فغالبا ما يكوّن الصغار صداقات آنية في مواضع لعبهم لتبقى محفورة في ذاكرتهم، وشخصيا أنتهج هذا الفعل في حياتي، لأنني لا أملك المال الكافي لبرمجة عطلة طويلة أو متوسطة المدة، بالتالي أسطر برامج يومية لصغاري موزعة بين الغابة والبحر، أشعر من خلالها بأنهم يتناغمون مع الطبيعة".
من جهته، أشار السيد عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة "ندى" للدفاع عن الطفولة، إلى أهمية الاهتمام بالطفولة الصغرى، مؤكدا أن عدد الأطفال الأقل سنا من 5 أعوام في الجزائر يبلغ 5 ملايين طفل، مما يستوجب العمل لبناء قدرات الأشخاص الذين يتعاملون مع الأطفال، مضيفا أن تخصيص نسبة 50 بالمائة من وقت الترفيه للطفولة خارج البيت يعد ضرورة. أشار في نفس الوقت، إلى أهمية بناء مرافق ترفيهية في مختلف المناطق والولايات ضاربا مثلا بمنتزه "الصابلات" الذي بات يستقطب العائلات، على أن يكون هناك مرفق آخر مثله في منطقة الرحمانية، مثلا، ليلعب أطفال المنطقة بكل حرية دون عناء التنقل من مكان لآخر.
❊أحلام محي الدين