أم هيثم تستعرض الدمى بأزياء العرائس

فن يعكس غنى الثقافة الجزائرية في اللباس التقليدي

فن يعكس غنى الثقافة الجزائرية في اللباس التقليدي
  • القراءات: 694 مرات
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تتفنن الحرفية أم هيثم في صناعة الدمى بأزياء تقليدية، عكست من خلال فنها الجميل، عمق التراث الجزائري؛ حيث أثبتت بفضل اللباس التقليدي الذي ترتديه كل دمية، زخر الثقافة الجزائرية، وعرقها، وخاصة شساعة مساحتها؛ إذ تختلف تلك الأزياء من ولاية إلى أخرى، بين جنوبها وشمالها، وشرقها وغربها.

تُعد العرائس التقليدية جزءا من ثقافات الشعوب بما تحمله من موروث فكري، ميّز حضارة عن سواها. وعرفت الدمى التي ترتبط بأنامل الجدات ومحاولاتهن إسعاد أحفادهن، طريقها إلى التراث الجزائري منذ زمن طويل؛ إذ كانت ذات مغزى شديد الخصوصية في البيت، وتحديدا عند الفتيات.

وبهدف حفظ هذا التراث وإحياء ذكريات الطفولة وتعميق الارتباط بأواصر الماضي الجميل، تخصصت أم هيثم، منذ بضع سنوات، في صناعة الدمى الشعبية التقليدية، تصارع من خلال فنها الجميل، من أجل البقاء، خصوصا أنها باتت مهملة في ظل وجود صناعات حديثة، بعدما طغت الدمى الصناعية على مفهوم الألعاب الشعبية، ومنها الدمية التقليدية.

وتماشيا مع عصرنة الجيل وحداثته، حاولت الحرفية أم هيثم من خلال عملها، إيجاد سبيل أخرى لإعطاء الدمية التقليدية طابعا جديدا، وهو الاستعانة بالدمى الصناعية "الحديثة"، لإلباسها اللباس التقليدي الجميل، الذي يعكس فسيفساء الثقافة الجزائرية، واختلاف اللباس التقليدي للفتاة في ربوع الوطن.

وفي حديثها إلى "المساء" أوضحت أم هيثم أن اهتمامها بالدمى يعود إلى أكثر من عشر سنوات، كان ذلك الفن فرصة بالنسبة لها، لإطلاق العنان لروحها الإبداعية في مجال الأزياء، وشغفها الكبير بالخياطة الرفيعة، وخاصة تصميم الملابس التقليدية؛ قالت: "منذ صغري أعشق الأزياء التقليدية الخاصة بالعرائس، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، فبريقها وألوانها وتفاصيلها كثيرا ما تثير اهتمامي؛ فتلك الملابس تستميلني بشكل كبير؛ الأمر الذي جعلني أتخصص في خياطتها؛ عشقا لها. ولا أكتفي بالزي" ـ تضيف أم هيثم ـ بل أيضا أكسيسوارات أخرى مرفقة بتلك الأزياء. ولقد كانت الدمى الموديلات المثالية لعرض عليها تلك الأزياء التقليدية". وأشارت المتحدثة إلى أن اهتمامها بالأزياء مس، كذلك، بعض الملابس اليومية التقليدية سواء للرجل أو المرأة الجزائرية؛ على غرار الحايك، والبرنوس، وسروال الشلقة، والشاشية؛ تقول: "أجد فيها روعة، تعكس عبق التاريخ الجزائري، وعمقه الذي يعود إلى ثقافة الأجداد في اللباس التقليدي".