الأيام التنشيطية للفن التشكيلي في الشارع تلقى استحسانا جماهيريا كبيرا

فنانون أبدعوا للرقي بالحس الجمالي

فنانون أبدعوا للرقي بالحس الجمالي
  • 1553
رشيدة بلال رشيدة بلال
لقيت تظاهرة الأيام التنشيطية للفن التشكيلي في الشارع، التي أطلقتها مؤخرا مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، ترحيبا كبيرا من قبل المواطنين الذين عبروا لـ"المساء" عن استحسانهم للفكرة التي لعبت دورا في ترقية الحس الجمالي للمحيط.. زارت "المساء" الفرقة الفنية التي كانت ترسم ببلدية الأبيار، ولعل الانطباع الأول الذي لمسناه هو الاهتمام الكبير الذي أبداه المواطنون خلال تنقلهم عبر الطريق الرابط بين الأبيار و"شاطوناف"، ولأن الجدار محل الرسم كان لمتوسطة، أخذ التلاميذ أيضا حصة الأسد من المتفرجين على هؤلاء الرسامين، ولم يكفوا عن الإطراء، خاصة أن الموضوع الذي اختير كان يتعلق بالطفولة.
اقتربنا من الشاب فاروق طايبي، فنان تشكيلي من ولاية تيزي وزو، حدثنا عن مشاركته في هذه التظاهرة قائلا: "امتهن الرسم التشكيلي منذ أكثر من 12 سنة وكانت أعمالي محصورة في معارض، ومشاركتي في هذه التظاهرة تجربة جديدة وفريدة من نوعها لأنها تعّرف بفن يعتبر جديد في الجزائر مقارنة مع باقي الدول الأوروبية التي أصبحت رائدة في هذا المجال، فمن خلال عملنا أردنا أن نكشف عن الجانب الجمالي لهذا الفن، أي فن الرسم في الشارع، إذ لا ينحصر في مجرد خربشات بل يحمل في طياته رسائل،  كما أنه يلعب دورا كبيرا في إعطاء الصورة الجمالية للمحيط".
وحول الموضوع الذي تم اختياره على الجدارية، قال محدثنا: "المواضيع التي يتم اختيارها تكون من عمق المجتمع، تحوي جانبا تربويا تعليميا يواكب التطورات الحاصلة في العالم اليوم، فمثلا الموضوع الذي اخترناه ببلدية الأبيار يتمحور حول الطفولة، وقد عمدنا إلى رسم الطفل الإفريقي لتكون رسالتنا عالمية"، مشيرا إلى أن البداية كانت ببلدية دالي إبراهيم، حيث تم اختيار موضوع الخط العربي بالجدارية والمحطة الموالية بعد الأبيار هي الجزائر الوسطى، ومن المنتظر أن يتم الاعتماد على تقنية ثلاثية الأبعاد. وغير بعيد عن الفنان فاروق، حدثنا الرسام أسامة بوحي من ولاية سطيف عن مدى سعادته بالمشاركة في هذه التظاهرة، حيث قال: "أمثل اليوم ولاية سطيف بهذه الجدارية ولي الشرف الكبير لأكون واحدا من الذين يروجون للرسم في الشارع، هذه الفكرة التي رغم حداثتها في الجزائر، إلا أنها لقيت تجاوبا كبيرا من المواطنين الذين رحبوا بالفكرة، لاسيما أنها تناولت موضوع الطفولة الذي أضحى اليوم يطرح بشدة، بالنظر إلى ما يحدث للأطفال حول العالم أفارقة كانوا أم عربا. وأكثر ما جلب انتباه المواطنين إلى هذه الجدارية التي نحن بصدد رسمها، إلى جانب الموضوع هي الألوان التي تعمدنا التركيز فيها على كل ما هو زاه وملفت للانتباه وباعث على الأمل، مثل البرتقالي والأصفر والأحمر، يقول الفنان أسامة، مضيفا: "الألوان تلعب دورا كبيرا في تعديل المزاج، لذا رغبنا أن نضرب عصفورين بحجر، أي نرفع من الحس الجمالي لمحيطنا ونساهم في تقديم خدمة نفسية لأفراد مجتمعنا، فالنظر إليها يعدل المزاج ويبعث على الأمل".
من جهته، عبر عمر رمانة منشط ثقافي في ولاية المدية، خريج مدرسة الفنون الجميلة عن سعادته بهذه الخرجة للتعريف بفن رائد في الدول الأوربية، وهو الرسم بالشارع قائلا: "نحن محظوظون لمشاركتنا في الطبعة الأولى، ونتمنى أن يتم تمكين أكبر عدد من الفنان للرسم عبر كامل ربوع الوطن، فمن جهة يتسنى للفنانين الاحتكاك بالمواطنين من خلال الرسم في الشارع ومن ثمة تغيير نظرتهم إلى الفنان الذي كانت ولا تزال أعماله محصورة في الطبقة التي تتذوق هذا النوع من الفنون، ومن ناحية أخرى، يمكن أن نكتشف مواهب تدلي بأفكار جديدة بهذا اللون الفني الحديث".
وأكثر ما حفز عمر بهذه الخرجة الفنية عبارات الإطراء والتشجيع الذي يتلقاه رفقة زملائه طيلة اليوم من المارة ويعلق: "البعض منهم يقدم لنا اقتراحات وتجارب، فلا يخفى عليكم أن هذه التظاهرة سمحت لنا باكتشاف موهوبين من المواطنين الذين سرعان ما تواصلوا معنا ورغبوا في التعاون معنا". أما إبراهيم بن نمري، فنان تشكيلي وخطاط في مجال الحروفيات، فيرى أن هذه الأيام التنشيطية سمحت لهم كفنانين بنقل فنهم إلى الشارع للتعريف به،  على غرار فن الحروفيات الذي يعتبر محدود النطاق في الجزائر الذي كان الموضوع المجسد ببلدية دالي إبراهيم، وفي يعلق؛ "هذه الخرجة سمحت لنا بتبادل الخبرات مع غيرنا من الفنانين وتقديم خدمة مجتمعية وهي تجميل وجه الجزائر بالألوان التي تعتبر مصدرا للفرح والسعادة والأمل،  نتمنى فقط أن يرتقي الحس المدني بالمواطنين عن طريق الحفاظ على هذه الأعمال الجمالية".