الحرفية سامية خوري مختصة في السيراميك:
قلة الطين الأبيض جعلت الحرفيين يهجرون الحرفة
- 702
لا زالت المادة الأولية تشكّل العائق الكبير أمام الحرفيين، ولا يقتصر الأمر على حرفة معينة دون أخرى، وإنما يمس هذا الإشكال كل الحرف، ونقصد في السياق، الحرف التقليدية التي تمثّل التراث، على غرار الصناعات الجلدية والنحاسية والفخارية. وبالحديث عن الصناعات الفخارية، التقت "المساء" مؤخرا، بالحرفية سامية خوري المختصة في صناعة السيراميك التي حدثتنا عن حجم معاناتها مع المادة الأولية.
تقول الحرفية في بداية حديثها، إن امتهانها لهذه الحرفة متوارث أبا عن جد، بحكم أن عائلتها اختصت فيها منذ زمن، مما جعل البيئة مهيأة لها من أجل امتهان هذه الحرفة، التي تشير إلى أن حبها لها وتمسكها بها جعلها تبدع فيها، من خلال ابتكار طريقة جديدة لتزيين ما تعده، الأمر الذي جعلها تخص أعمالها بلمستها المميزة من خلال الجمع بين السيراميك والفخار التقليدي.
رغم أن الصناعة الفخارية من الصناعات الأكثر انتشارا بين الحرفيين في معظم الولايات، غير أن قلة المادة الأولية أثّر بشكل كبير على الحرفيين الذين اختاروا هجرها، حسب محدثتنا، حيث قالت "عند الحديث عن المادة الأولية في الصناعات الفخارية، نسلط الضوء على الطين الأبيض الذي يتم استعماله في تشكيل الأواني الموجهة عادة للتزين، والتي تختلف عن تلك المعدة من الطين الحمراء التي تعتبر متوفرة وبأنواع مختلفة"، مردفة أن الطين البيضاء تشكل نقصا فادحا في الجزائر، حيث يتم استيرادها من إسبانيا وبأثمان باهظة، الأمر الذي اضطر الحرفيين الذين عجزوا عن تأمينها إلى التخلي عنها، تقول "وهو الأمر الذي لا أفكر فيه مطلقا، رغم ما أعانيه في سبيل تأمين مادة الطين البيضاء من السوق السوداء لأمارس هذه الحرفة التي أحبها".
من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى أنه سبق لها وأن شاركت في العديد من المعارض المحلية والوطنية، وتتمنى أن تتكفل الجهات المعنية ممثلة في وزارة السياحة بانشغالهم، ليتسنى لهم تمثيل الجزائر وعرض ما يمكن لحرفيين تشكيله من تحف تراثية.
❊رشيدة بلال