النعامة

كلثوم بوعامر... كفيفة بعزيمة قوية

كلثوم بوعامر... كفيفة بعزيمة قوية
  • 662
(و. أ) (و. أ)

اجتازت كلثوم بوعامر، شابة كفيفة من مشرية (ولاية النعامة)، امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2021 في شعبة اللغات، وكلها أمل وعزيمة لنيل شهادة البكالوريا بتفوق، وتحقيق هدفها في أن تصبح مترجمة، حيث تخطت كلثوم التي تعد مثالا يحتذى به في الصبر والتحدي، إعاقتها البصرية التي لازمتها منذ الولادة، لتصبح من ضمن التلميذات المتفوقات بثانوية “ابن رشد” بمشرية.

بإيمان راسخ في قدراتها المعرفية، تقدمت لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا، وهي تعلق آمالا كبيرة في النجاح وتحقيق حلمها في مواصلة مشوراها الدراسي بالجامعة، في تخصص الترجمة. تقول كلثوم: “لقد ولدت بإعاقة بصرية، لكن ذلك لم يكن يوما ما حاجزا أمام طموحي في التفوق الدراسي، وبالرغم من الصعوبات التي واجهتها في مزاولة تعليمي، كوني كفيفة وأحتاج إلى ظروف ووسائل خاصة للتمدرس، إلا أن مرافقة المؤطرين والأساتذة ودعمهم لي، مكنني من التغلب على كل العقبات”.

تضيف: “مشواري الدراسي كان رائعا، تحصلت على المرتبة الأولى في الأقسام الأدبية في الثانوية، وطموحي لا يتوقف، وأسعى إلى الحصول على معدل في البكالوريا بتفوق وتقدير جيدين”.

كلثوم... عنوان للإصرار وصنع النجاح

قالت هذه التلميذة التي لا تفارق الابتسامة محياها: “أنا شغوفة بالدراسة والتعلم واكتساب المعارف في جميع التخصصات، ولدي طموح في تجاوز كافة الصعاب، لأن الإعاقة حافز وليست حاجزا، ومن عاش بالأمل لا يعرف المستحيل. والإصرار والتحدي وإثبات الذات هو من يضمن صنع النجاح”. وتسترسل كلثوم التي تمكنت في ظرف وجيز من حفظ القرآن الكريم كاملا، بمصحف كتب بخط البراي؛ “أريد مواصلة تعلم اللغات وإتقان أكبر عدد منها”.

وبتحليها بالإصرار والعزيمة، كان النجاح الدراسي حليف كلثوم، عبر مختلف مراحل الدراسة من الابتدائي، ووصولا إلى القسم النهائي بالثانوية، وهي اليوم شقت طريق امتحان مصيري، وكلها ثقة في قدرتها على تخطي هذه المحطة الأخرى من تحديات الحياة.

وعن رأيها بخصوص الإرادة التي يتحلى بها أصحاب الهمم، تؤكد كلثوم “أن الإعاقة الجسدية لا تشكل عائقا في طريق الموهبة، ومن الواجب اكتشاف هذه الموهبة في سن مبكرة، حتى ندعمها بالتوجيه والرعاية”.

أضافت: “المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الوالدين، في تشجيع وتحفيز أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتجاوز الإعاقة وتقبل تحديات الحياة والتكيف مع الإعاقة بصورة طبيعية، وتشجيع الطموح لدى الابن لتنمية قدراته”.

قالت إأن الإحساس بالأمل وبروح التحدي خصوصا، يغمرها، لأنها تلقت مساعدة والديها للتأقلم مع الظروف والمصاعب وتحقيق النجاح، وستكون لشهادة البكالوريا، إن تحصلت عليها، “الأثر الكبير” في تحقيق أحلامها المهنية والاجتماعية.

تختم كلثوم بوعامر قائلة: “أمتلك الكثير من الحماس والمعنويات المرتفعة، وعدم الاستسلام للإعاقة، وأحاول استغلال فرصة امتحان شهادة البكالوريا لتحقيق التفوق في مجال العلم والمعرفة، من أجل أن أساهم في رقي وطني”.