رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول لـ"المساء":

لا تجعلوا غلاء الأضحية يفسد فرحة الاحتفال بهذه الشعيرة الدينية

لا تجعلوا غلاء الأضحية يفسد فرحة الاحتفال بهذه الشعيرة الدينية
الإمام الأستاذ جمال غول، رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة، وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف
  • 700
رشيدة بلال رشيدة بلال

دفعت حالة الغلاء التي عرفتها أضاحي العيد لهذه السنة، ببعض العائلات، إلى اتخاذ قرار التشارك في الأضحية، من خلال شراء بقرة، فيما اختار آخرون، الاكتفاء بشراء بعض اللحوم المستوردة، تحسبا لصبيحة العيد، وعلى الرغم من وجود مثل هذه الحلول الاستثنائية، إلا أن الكثير من أرباب الأسر عبروا عن أسفهم لعدم قدرتهم على اقتناء الأضحية، خاصة من متوسطي الدخل، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالإحراج وغيب فرحة العيد في الكثير من المنازل، التي عادة ما يصنعها الأطفال مع خرافهم.

"المساء" تحدثت إلى الإمام الأستاذ جمال غول، رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة، وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، حول حكم غلاء الأضحية وما يشعر به البعض من إحراج وحزن، بسبب عجزهم عن شرائها.

يقول الأستاذ الإمام جمال غول، في بداية حديثه مع "المساء"، بأن الأضحية حقيقة من شعائر الإسلام، وهي سنة مؤكدة، ومن أفضل الأعمال يوم عيد الأضحى، وفيها أجر عظيم، الأمر الذي يقتضي من العائلات، إحياء هذه الشعيرة الدينية و إظهارها، مشيرا إلى أن العمل بهذه السنة، بدأ منذ زمن إبراهيم عليه السلام، الذي ابتلي بلاء عظيما، عندما أُمر بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، افتدي بذبح عظيم، ومن هنا تظهر عظمة وأهمية هذه الشعيرة الدينية التي تحييها كافة الأمة الإسلامية عبر كل ربوع الوطن".

يقول الأستاذ الإمام جمال غول؛ السؤال الذي يطرح تزامنا وموجة الغلاء التي تعرفها أضاحي العيد، في السنوات الأخيرة، هل تسقط الأضحية بغلاء ثمنها؟ ومن ثمة يجيب؛ "شعيرة الأضحية لا تسقط سنتها مهما ارتفع ثمنها؛ وتبقى الشعيرة مطلوبة للقادر على أدائها، حتى وإن ارتفع ثمنها، لأن ضابط سقوطها أنها تسقط إما عن الفقير غير القادر عليها، وتسقط أيضا على المستطيع الذي يحتاج إلى ثمنها في الضروريات من أمور معاشه، كأن يكون بحاجة ماسة إلى المال من أجل العلاج أو لدفع أقساط منزل في حال كراء، وما إلى ذلك من حالات، فهؤلاء تسقط في حقهم، وتبقى الشعيرة مطلوبة للقادرين عليها فقط".

وردا على سؤالنا حول الغلاء الفاحش الذي تعرفه أضاحي العيد في السنوات الأخيرة، والأثر الكبير الذي خلفته على إحياء هذه الشعيرة الدينية، قال المتحدث "إن رفع ثمنها فوق الحد العادي، من الجشع الذي لا يجوز، والآثم على من رفع ثمنها بغير حق، مشيرا إلى أنه في مثل هذه الحالة، مكروه ترك شراء أضحية ثمنها غالب ما في السوق، ليشتري أي أضحية فوق ثمنها الغالب في السوق".

ويشرح: "غالب ثمن الكباش اليوم هو 10 ملايين، ففي هذه الحالة مكروه أن تشتري أضحية بـ15 مليونا، لأن ذلك يدخل في التباهي والافتخار، وقد يصل الأمر إلى الحرام، إذا كان شراؤها بمبلغ كبير، حيث يدخل في باب الرياء، مقترحا بالمناسبة "الاعتماد على بعض الحلول  الاستثنائية لتجنب ترك هذه الشعيرة الهامة المرتبطة بالاحتفال بعيد الأضحى المبارك، من خلال الاشتراك في الأضحية.

يقول: "نقصد هنا (البقر) لأنها أوفر لحما وأعدل ثمنا، كما أن فيها فائدة تتمثل في الإضرار بالموالين الذين رفعوا من سعر الأضاحي أكثر من ثمنها، من باب الجشع". يختم الأستاذ الإمام جمال غول حديثة، بدعوة كل العائلات التي تعذر عليها اقتناء الأضحية، بأن لا تشعر بالحرج،  وأن تعيش فرحة العيد، مذكرا إياها بما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي ضحى بكبشين أملحين، واحد عنه وعن أهل بيته، والثاني عمن لم يقدر من أمته.