ظاهرة غير صحية محاربتها مرهونة بالوعي المجتمعيّ

لا تشتر الدواء دون وصفة طبية

لا تشتر الدواء دون وصفة طبية
  • القراءات: 567 مرات
رشيدة بلال رشيدة بلال

لايزال تناول الأدوية بدون وصفة طبية، من الظواهر غير الصحية التي يسعى الصيادلة إلى محاربتها في كل فرصة تسمح لهم فيها المناسبة بذلك، خاصة بعد تنامي الظاهرة في السنوات الأخيرة نتيجة تعوّد بعض الأشخاص على أنواع معيّنة من الأدوية؛ بحكم الاستعمال المتكرر لها، خاصة ما تعلق منها بمسكنات الألم، والمضادات الحيوية.

"المساء" تحدثت إلى الصيدلي عبد الله عبد الرزاق على هامش الأبواب المفتوحة حول الوقاية، ومدى تنامي الظاهرة، وتأثيراتها الخفية على صحة المواطن.

قال الصيدلي عبد الله عبد الرزاق في تصرحه، بأن الاحتكاك المباشر له بالمواطنين  بمناسبة الأسبوع الوطني للوقاية الذي أطلقته وزارة الصحة، سمح له بالتأكد من أن الوعي بأهمية عيادة الطبيب والحصول على وصفة طبية ومن ثمة الذهاب إلى الصيدلية لشراء الدواء، لايزال ضعيفا؛ "ليس من باب أن المواطن لا يعي أهمية زيارة الطبيب وليس لأنه لا يعرف أهمية أن تكون بحوزته وصفة طبية، وإنما تجنبا لتكاليف عيادة الطبيب من جهة، و من باب أنه سبق له أن جرب الدواء، ويعرف فوائده العلاجية، وبالتالي لا حاجة له إلى أخذ رأي الطبيب" ، وفق ما أوضح المختص.

وأردف المتحدث: "نصادف على مستوى الصيدلية الكثير من المواطنين يأتون طلبا لدواء معيّن وكأنهم يقتنون سلعا استهلاكية من المحلات التجارية، فيقول البعض مثلا: أعطني "باراسيتامول" أو الدواء الفلاني للضرس أو المرهم الفلاني، وغيرها كثير من الأدوية، التي أصبح استعمالها شائعا. ولكن ما لا يعلمه المواطن أن الذي يتحاور مع طالب الدواء على مستوى الصيدليات في أغلب الأحيان، ليس الصيدلي في حد ذاته وإنما البائع. وفي كثير من الأحيان نجد هؤلاء غير مكوَّنين تكوينا جيدا، فيقومون ببيع الدواء بدون التواصل مع الزبون" ؛ قال: "البائع لا يسأله إن كان يعاني من مرض ما لعلمه أن الدواء يُحدث آثارا جانبية؛ لأن مثل هذه الأدوار يقوم بها الطبيب حتى يصف الدواء المناسب" . كل هذه المعطيات يقول الصيدلي: "تجعل المواطن الذي يقبل على شراء الدواء بصورة عشوائية، يعرّض نفسه للخطر، ويدخل في خانة الاستعمال العشوائي للأدوية، التي ارتأت وزارة الصحة من خلال الأبواب المفتوحة، لفت الانتباه إليه بعدما تحوّل من مجرد حالات إلى ظاهرة يجب محاربتها ".

وحسب المتحدث، فإن الأبواب المفتوحة سمحت لهم بالاحتكاك بالمواطنين؛ لتنبيههم إلى أهمية زيارة الطبيب الذي يتولى مهمة الفحص الصحيح للمريض، ويجري معه الحوار اللازم الذي على أساسه يصف له الدواء المناسب، مشيرا بالمناسبة، إلى أنه يجري استقبال على مستوى المؤسسة العمومية للصحة على مستوى العفرون، العديد من الحالات التي تصاب بتسمم نتيجة تناول أدوية بدون استشارة الطبيب أو بدون وصفة، وهو ما يسمى بالتسمم الدوائي. وأكثر من هذا، نجد بعض الحالات مثلا، التي تدعي علمها بفوائد الأدوية بحكم التعود عليها مثل الباراسيتامول، وتشتريه بدون صفة، ومع مرور الوقت فإن أول عرض يتمثل في أن هذا الدواء يتعود عليه الجسم بسبب الاستعمال المفرط له. وأكثر من هذا، يصاب المريض ببعض الأعراض الجانبية التي لا يعلمها الكثيرون على المدى البعيد، ممثلة في التليف الكبدي وأمراض الكبد، وهي ظاهرة عادة نجدها بشكل كبير، عند النساء اللواتي يقبلن على تناول مسكنات ألم الرأس بكثرة، وبالنتيجة يصَبن بالتهاب الكبد الدوائي.

وفي السياق أشار المتحدث إلى أنه انطلاقا من معطيات ومؤشرات واقعية، أصبح من المهم تنبيه المواطنين من خلال الحملات التحسيسية والأبواب المفتوحة، إلى أهمية الاستهلاك العقلاني للأدوية، التي يمكن أن تتحول إلى سموم قاتلة إن تم تجاوز الجرعات أو الاستهلاك المفرط لها من دون وصفة طبية، معتبرا أن أهم توصية يتم التأكيد عليها، أن الإصابة بحالة مرضية لا تعني الإسراع إلى الصيدلي وطلب الدواء، وإنما طلب رأي الطبيب، خاصة إن كان المريض طفلا صغيرا لا يعرف كيف يصف حالته المرضية. ودعا بالمناسبة، الباعة على مستوى الصيدليات إلى الاهتمام أكثر بالتكوين؛ للمساهمة في ترسيخ ثقافة بيع الدواء من خلال التحاور مع طالب الدواء؛ للمساهمة في رفع الوعي بأهمية الوصفة الطبية، والحد من الشراء العشوائي للأدوية.