بسبب غياب الوعي ونقص أدوات العمل

لهذا لا ينجح العمل التحسيسيّ حول نظافة المحيط

لهذا لا ينجح العمل التحسيسيّ حول نظافة المحيط
  • القراءات: 766
 رشيدة بلال رشيدة بلال

يراهن عدد من المختصين والجمعيات على العمل التحسيسي من أجل رفع وعي المواطنين في مجالات مختلفة، ولعل أهمها الحس البيئي، والحفاظ على نظافة المحيط. غير أن ما يلاحَظ في الغابات والشواطئ من نفايات يؤكد في كل مرة، أن العمل التحسيسي لم يؤت أكله في كثير من الأحيان؛ لأنه ـ حسب الأستاذة رقية بوعظم، الباحثة في معهد تسيير التقنيات الحضرية ـ راجع إلى أن العملية التحسيسية في حد ذاتها، لا يجري استعمال فيها الوسائل النابعة من الواقع؛ من أجل هذا لا يفهم المواطن البسيط الخطاب الموجه إليه.
أشارت الأستاذة رقية بوعظم في تصريحها لـ "المساء" على هامش مشاركتها، مؤخرا، بورقة بحثية حول موضوع التحسيس البيئي، إلى أنه "يجري الاعتماد على نماذج أجنبية في العملية التحسيسية؛ الأمر الذي يجعل الرسالة التحسيسية لا تصل إلى المواطن البسيط  تحديدا" ، موضحة بقولها: "لعل أبسط مثال على ذلك الألوان المستعملة في حاويات النفايات، التي يتم الاعتماد فيها على بعض النماذج الأجنبية؛ حيث يتم عرض اللونين الأخضر والأصفر خلال التحسيس، ولكن في الواقع لا نجد إلا الأخضر، وبالتالي فإن غياب المحتوى المحلي وعدم الانطلاق مما يتوفر في الواقع من وسائل، يضعف من النشاط التحسيسي، ويجعله لا يحقق الغاية المرجوة منه أيّاً كان نوعه" .
الوصول إلى جعل المواطن البسيط متعاونا، ويساهم، بشكل إيجابي، في المواضيع التي تخص البيئة ونظافتها وحمايتها من التلوث، لا بد من إعلامه مسبقا، وفق المتحدثة، التي أكدت أن ما يحدث في أغلب الأحيان، هو إشراكه في العملية التي يتم التحضير لها دون إعلامه وتعليمه، وبالتالي لنجاح أي عمل تحسيسي خاصة في المواضيع التي لها علاقة بالنظافة والحفاظ على المحيط، لا بد، أولا، من إعلامه بها مسبقا؛ حتى يشارك في العمل. أما النقطة الثانية فتتمثل في تعليمه كيف يشارك حتى لا تكون مشاركته شوائية. ولعل أحسن مثال على ذلك يمكن الاستشهاد به، موضوع فرز النفايات، فحتى ينجح فيه المواطن البسيط ويشارك بإيجابية، لا بد أن يتعلم المقصود من عملية الفرز، وكيف تتم، وأهمية العمل الذي يقوم به، والمخاطر الناجمة عن ترك النفايات من دون فرز". وتردف المتحدثة: "إن نجاح العملية التحسيسية يحتاج إلى تعليم المواطن البسيط؛ حتى يعرف كيف يتجاوب مع النشاط التحسيسي، ويكون دوره فعالا " .
وفي السياق، أوضحت الباحثة رقية أن دراستها البحثية في موضوع التوعية والتحسيس والتي انطلقت فيها من أهمية إعلام المواطن وتعليمه، اعتمدت فيها على مجموعة من التجارب الناجحة. ولعل أهمها المشاريع التي سطرتها الدولة لتحسين حياة المواطن البسيط، والتي تربط بين الوسط الحضري وخدمة المواطن، بينما بعضها لم ينجح؛ لأنه لم يتم إعلام المواطن مسبقا بها. وبعضها الآخر بادر به المواطن من تلقاء نفسه في مواضيع تخص البيئة. ولم تنجح، هي الأخرى؛ بسبب غياب المرافق من السلطات المحلية، وبالتالي لم تستمر، مشيرة إلى أن المشاريع الناجحة التي حظيت بالإعلام والمرافقة أتت بنتائج إيجابية، واستمرت. ولعل من بينها مشروع التحسيس في إطار تسيير النفايات، الذي تم في إطار عاصمة الثقافة بقسنطينة في سنة 2015، ومشروع فرز النفايات. وبعد سنتين من التحضير لإنجاح المشروع، عرف نجاحا وتجاوبا كبيرا؛ لأن الحملة كانت ناجحة من خلال بطاقة استعلام لأخذ فكرة عما يفكر فيه المواطن، وبالتالي كلما كان الإعلام كبيرا وفهم طريقة تفكير المواطنين والتوسيع من العملية التحسيسية مهم جدا من أجل التفاعل.
وتختم الباحثة رقية بالتأكيد على ضرورة إعلام وتعليم المواطن البسيط من جهة، والاعتماد على الوسائل المتوفرة لإنجاح العمل التحسيسي خاصة في المواضيع التي تخص البيئة، من جهة أخرى، مشيرة إلى أنّ للجمعيات دورا هاما جدا في تعليم المواطنين بعض الأمور البسيطة، وباللغة التي يفهمونها؛ ليكون الأداء إيجابيا.