بعد أن اكتسحت "الموديلات" الصينية الأسواق

مآزر جزائرية الصنع قمة في الإبداع

مآزر جزائرية الصنع قمة في الإبداع
  • القراءات: 132
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أبدعت الحرفية في الخياطة آمال محمودي، في خياطة مآزر الفتيات تحسبا للدخول المدرسي؛ حيث تَلوّن جناح هذه الحرفية العشرينية بتدرجات الوردي على هامش مشاركتها بالمعرض التجاري لبيع مستلزمات الدراسة المقام بباب الوادي. وتفنّنت الشابة في الخروج عن المألوف، بعدما طغت موديلات متشابهة على السوق الجزائري، وأخذ المنتج الصيني حصة الأسد من معروضاته.
أوضحت الحرفية الشابة أنها كثيرا ما تستميلها تنانير الفتيات، ولها تفضيل خاص في حياكة الموديلات الخاصة بالطفلة الصغيرة، والتي تليق بها جميع الألوان من تدرجات الوردي والبنفسجي، وهي من ألوانها المفضلة.
وأضافت الحرفية التي استفادت من تكوين خاص من طرف جمعية السعادة النسوية لبلدية الرغاية بالعاصمة، أن خبرتها في مجال الخياطة التي دامت لأكثر من 7 سنوات، جعلتها تتقن الكثير من أسرار هذه المهنة؛ الأمر الذي دفعها إلى إقامة مشروعها الخاص بها، موضحة أن ذلك ساعدها في تحقيق بعض النجاحات التي كانت تتطلع إليها بعد توقفها عن الدراسة، ومؤكدة أن الخياطة تستغل حيزا كبيرا من حياتها وحبها لهذه المهنة، جعلها تتفنن في هذا المجال.
وأوضحت المتحدثة أن مآزر الدراسة الخاصة بالفتات والتي تعرضها في صالون التحضير للدخول المدرسي، هي موديلات مستوحاة من "المآزر" التي كانت تحيكها المرأة قديما، في بيتها لبناتها؛ حيث كانت في الدراسة تختلف المآزر من فتاة لأخرى، لكل واحد شكله الخاص، وتصميمه الفريد، ومن تدرجات مختلفة للون الوردي. كانت شبيهة جدا بتنانير الفتيات، تحمل تارة رسوم فراشات أو أزهار، وتزيَّن بحواشٍ على الجوانب وغير ذلك. كل تلك الموديلات اختفت بسبب طغيان الأنواع الصينية على السوق الجزائرية، واعتماد الأمهات عليها، واقتنائها لبناتهن المتمدرسات دون عناء خياطتها؛ بحجة اقتنائها من السوق دون تضييع وقت لخياطتها.
وأكدت الحرفية أن جميع موديلاتها فريدة. وتتميز عن بعضها البعض بالتفاصيل، خاصة الموجهة لمتمدرسات الابتدائي. تحاول من خلال ذلك جعل الفتاة تشعر أنها فريدة وأميرة يوم دخولها المدرسي؛ للرفع من معنوياتها للانطلاق في أول مغامرة لها في حياتها، بعيدة عن دفء أمها وعائلتها.
وقالت حمودي إن التميز في العمل هو الذي يعطي معنى كلمة "حرفي" ؛ فإذا كانت الأعمال متشابهة بين الحرفيين، ستسيء للحرفيّ في حد ذاته؛ لأن الحرفي، حسبها، لا بد أن يغوص في عوالم الإبداع لابتكار قطع فنية مهما كان مجال عمله. والخياطة ينطبق عليها نفس الأمر، على حد تعبيرها.