لصالح أطفال التريزوميا والتوحد واليتامى ومرضى السرطان

"مؤسسة سواكري" تنظم يوما ترفيهيا بحضور نجوم المنتخب الوطني

"مؤسسة سواكري" تنظم يوما ترفيهيا بحضور نجوم المنتخب الوطني
  • القراءات: 506
حنان. س حنان. س

نظمت مؤسسة سليمة سواكري للعمل الخيري والإنساني، مؤخرا، بالمركّب الأزرق ببلدية زموري، يوما ترفيهيا لفائدة أزيد من 400 طفل ينحدرون من عدة ولايات؛ إذ أريدَ من وراء التظاهرة التأسيس لثقافة منح الترفيه كحق لكل الأطفال بدون تمييز، بإشراك كل الفاعلين بمن فيهم السلطات، والجمعيات، ومؤسسات المجتمع المدني، وحتى بعض المؤثرين. ويُنتظر أن تنظَّم تظاهرات مماثلة قريبا، عبر عدة ولايات، على شكل قافلة للترفيه.
احتضنت، مؤخرا، ولاية بومرداس فعاليات الطبعة الأولى من التظاهرة الترفيهية والتحسيسية لفائدة الأطفال، من تنظيم مؤسسة سليمة سواكري للعمل الخيري والإنساني، تحت شعار "كل الأطفال لهم نفس الحقوق".
وحسبما أكدت بطلة الجيدو سابقا سليمة سواكري في تصريح لـ"المساء" على هامش التظاهرة، فإن هذه المبادرة جاءت في سياق برنامج المؤسسة الخيرية لتنشيط الموسم الصيفي لصالح الأطفال ككل بدون إقصاء أو تهميش، مضيفة أن "الترفيه هو، بدون شك، حق من حقوق كل الأطفال" ، مردفة: "لكن نتأسف لكون فئات معيّنة من هذه الشريحة الهشة، لا تنعم بهذا الحق! "، مشيرة إلى فئة أطفال التوحد، والتريزوميا، وذوي الاحتياجات الخاصة، واليتامى، والأطفال مرضى السرطان؛ لأسباب أكدت أنها متفاوتة. وقالت: "أردنا بمثل هذه التظاهرة، إعطاء بعض الحق لهؤلاء الأطفال؛ حتى نؤكد لهم أنهم أولادنا. وكل المجتمع يهتم بهم". وتحدثت سواكري في ذات السياق، عن تنظيم أيام ترفيهية مماثلة عبر ولايات أخرى، خلال هذا الموسم الصيفي.
ونُظم خلال اليوم الترفيهي الذي احتضنه المركّب السياحي "الأزرق الكبير" ببلدية زموري، العديد من الأنشطة المفتوحة لا سيما ورشات الرسم والتلوين، ومختلف الألعاب الرياضية؛ ككرة السلة، والبولينغ، وبعض الألعاب المائية، إضافة إلى عروض البهلوان، والألعاب السحرية، وعروض موسيقية، وغيرها من العروض التي شدت لها انتباه الأطفال ممن عبّروا عن فرحتهم الكبيرة بمثل هذه الأنشطة.
كما أحدث حضور نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم سابقا على غرار بلال دزيري وسليمان رحو ومولاي حدو، حدثا في حد ذاته، أضاف مزيدا من الحماس على الجمهور الصغير. وكان لحضور السيدة فوزية نعامة والي بومرداس رفقة السلطات الولائية، لمسة حقيقية، تؤكد رعاية الدولة كل أطفالها..
تظاهرة جمعت عدة فاعلين
من جهتهم، عبّر العديد من الأطفال عن فرحة كبيرة بمثل تظاهرة اليوم الترفيهي بالقرب من الأزرق الكبير. ولئن كان لهذا الأخير سحر خاص، فإن الترفيه والبهلوان وألعاب الخفة وغيرها من الورشات، لها وقع آخر لا يقل أهمية، وهو ما توصلت إليه "المساء" ؛ من خلال حديثها إلى مجموعة من الأطفال خلال نفس التظاهرة، طالبوا بتنظيم تظاهرات مماثلة طول الموسم الصيفي، وهو نفس ما طالبت به ثيروش تيزيري رئيسة مركز التكفل النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بواضية بولاية تيزي وزو، التي ترى أن تنظيم أيام ترفيهية لصالح أطفال هذه الفئة، بمثابة المتنفس الحقيقي؛ على اعتبار أن الكثير من الأطفال ذوي الهمم، لا تتاح أمامهم الفرص للترفيه حتى خلال عطلة الصيف.
وقالت إن المركز يسعى إلى تنظيم خرجات ترفيهية لصالح أطفاله رغم قلة الامكانات، متحدثة عن بعض الأطفال ممن يصابون بالدهشة أثناء تلك الخرجات، وهو نفس ما حدث مع طفل شارك في اليوم الترفيهي بزموري؛ إذ لم يستطع الكلام عندما شاهد العدد الكبير للأطفال أمامه؛ ما جعل المتحدثة تدعو إلى تنظيم مبادرات مماثلة كلما سمحت الفرصة بذلك.
من جهتها، طالبت رئيسة الجمعية الوطنية للتوحد الأستاذة ليلى والي، بتنظيم مبادرات مماثلة لصالح أطفال التوحد والتريزوميا أو غيرهم؛ ليس بهدف الترفيه كحق من حقوق هؤلاء، وإنما للسماح للجمعيات بالتلاقي، وتبادل الأفكار والتجارب. وأكدت في سياق حديثها إلى "المساء"، أن الكثير من الجمعيات على اختلاف أهدافها، تنظم من حين لآخر، خرجات بيداغوجية وأخرى ترفيهية لصالح الأطفال، كلٌّ حسب مجال نشاطه.
وقالت السيدة والي: "الجميل في هذه المبادرة هو وجود هيئة رسمية واحدة جمعت مجموعة كبيرة من الجمعيات في فضاء ترفيهي واحد؛ ما يسمح لنا في المستقبل، بالتنسيق ضمن عمل تشابكي فيما بيننا"، مشيرة إلى خطوة جمعيتها إلى التبادل مع جمعية مرضى التريزوميا لولاية الأغوط مستقبلا، داعية السلطات المحلية لمرافقة مثل هذه المبادرات؛ من خلال تذليل كل الصعوبات لا سيما توفير مراكز الإيواء، وكل ذلك لصالح الفئات الهشة من الأطفال.
كما وجهت في ذات الصدد، نداء للسيدة والي بومرداس، بمرافقة خطوة الجمعية في تنظيم مخيم صيفي لعائلات أطفال التوحد. ولفتت إلى خصوصية الطفل التوحدي غير المستقل عن أحد والديه، مقترحة أن يكون المخيم من بضعة أيام، لمجموعة من أسر أطفال التوحد؛ لإتاحة الفرصة لهم بقضاء أيام على ضفاف الأزرق الكبير بولاية بومرداس المضيافة.