يُدخل المرأة في حيرة

"ماذا أطبخ اليوم" سؤال يتردد كل يوم

"ماذا أطبخ اليوم" سؤال يتردد كل يوم
  • 1587

تدخل العديد من النساء يوميا في حيرة من أمرهن، لاختيار ما يتم تحضيره خلال وجبة العشاء التي تجمع أفراد العائلة، ذلك الروتين المقلق لا تفهمه إلا النساء اللواتي يحاولن يوميا كسر عادة تحضير نفس الوجبة حتى لا يشعر أفراد الأسرة بالملل من تناولها، إلا أن ذلك يشعرها بتوتر يختلف بين المرأة العاملة والماكثة في البيت.

تقسم الكثير من الأمهات يومياتهن بين تحضير الوجبات الغذائية والواجبات المنزلية وتربية الأطفال وكذا روتين تحضير العشاء، بالنسبة للمرأة الماكثة في البيت، في حين تزداد نسبة التوتر لدى المرأة العاملة التي تزيد واجباتها بين العمل والأعمال المنزلية، خاصة أن اختيار الوجبة لا يرتبط فقط بالأكل الجيد والصحي للأسرة، وإنما التفكير في الوصفة بما هو متوفّر من مقادير في البيت، إلى جانب معرفة ما يحبه كل فرد وما يفضله من أكلات لتفادي امتناع كل واحد عن أخذ وجبته.

حول هذا الموضوع، كان لـ«المساء" جولة استطلاعية بين بعض النساء، لمعرفة مدى معاناتهن في التفكير فيما عليهن تحضيره للوجبة المسائية، بداية كان لنا حديث مع "فريال.ك" (ربة بيت وأم لثلاثة أولاد)، تعيش في البيت العائلي المتكون من ثمانية أفراد، أوضحت أن التفكير في العشاء مهمة تتقاسمها مع زوجها وحماتها مسبقا، ليتكفل الرجال بجلب كل المقادير حسب الوصفة، ثم يتم تحضير الوجبة بأريحية، وتضيف أنه أحيانا يدخل  الجميع في حيرة حقيقية بخصوص الطبق الذي يجب تحضيره، بعد نوع من الملل في الوصفات المحضرة بشكل متكرر، وهذا ما يجعل أشخاصا آخرين من الأسرة يتدخلون لتقديم اقتراحاتهم أو ما اشتهت أنفسهم أكله، وتقول المتحدثة بأن كل الاقتراحات مرحب بها.

على صعيد آخر، أوضحت صافية عاملة في أحد البنوك بالعاصمة، ومتزوجة حديثا، أن الأمر ليس بالهين في وصفه بالاختيار اليومي الذي لابد أن تحسن المرأة اجتيازه يوميا، بالتفكير في الوصفة وفي وجود المقادير من عدمها في البيت، إلى جانب محاولة إتقانها، لاسيما في المرحلة الأولى من الحياة الزوجية، إذ أن كل التفاصيل توضع تحت المجهر في هذه الفترة -على حد قولها-، وعلى هذا تعتمد المتحدثة على التفكير فيما عليها تحضيره منذ بداية اليوم، لتستعين في بعض الأحيان بالأنترنت من أجل البحث عن وصفات، سواء حسب المقادير المتوفرة في البيت، أو بإدراج كلمتي "سهلة ولذيذة" في أبحاثها عبر المواقع، لتكون بذلك المهمة منصفة في حقها، لتتمكن من التوفيق بين عملها خارج البيت ومهمتها كربة بيت.

لم تكن المهمة بنفس المرونة مع فتيحة، عاملة في إدارة بأحد الشركات العمومية، ينطلق عملها عند الساعة الثانية بعد الزوال، وجدت طريقة أخرى كحل لهذا المشكل، وهو التفكير في الوجبة وتحضيرها صباحا قبل الخروج من البيت، وبسبب ضيق الوقت في الفترة المسائية بعد دخولها من العمل، أشارت في هذا الخصوص إلى أن سؤال "ماذا نأكل اليوم"؟ يطرح يوميا في البيوت، وعبر العالم، لأن الدخول في روتين تحضير نفس الوجبة لا مفر منه، لأسباب عديدة سواء بسبب ميزانية الأسرة، أو فقط لسهولة تحضير الطبق، وفي بعض الأحيان يرجع إلى تفضيل أفراد العائلة التي تبحث عن استهلاك نفس الوجيات طيلة الأسبوع، إلا أن الأمر ليس بنفس السهولة بالنسبة لنساء أخريات يتميز أزواجهن بشهية الأكل الواسعة، واللواتي يبحثن عن التنويع في الأكل ليكون لكل يوم طبق جديد تبدع فيه المرأة بكل ما لديها، وليس ذلك فقط، تضيف المتحدثة، بل هناك من تبحث عن تنويع أصناف المأكولات في اليوم الواحد، ليكون أمامه خيار واسع للاستهلاك، حتى وإن كان بكميات صغيرة، هذا ما يضع المرأة أمام واجب تحضير العديد من الوصفات في يوم واحد.

نور الهدى بوطيبة