السباحة بشواطئ بومرداس ليلا

متعة تستهوي المصطافين

متعة تستهوي المصطافين
  • 2052
❊ ق. م ❊ ق. م

طأضحت السباحة ليلا تحت الأضواء الكاشفة التي ظهرت في السنوات القليل الماضية بسواحل مدينة بومرداس، متعة حقيقية لها عشاقها المدمنون عليها من هواة السباحة إلى أوقات متأخرة من الليل من الجنسين ومن مختلف الأعمار. هذه المتعة التي ظهرت وذاع صيتها في السنوات الثلاث الأخيرة بعد تنصيب الأعمدة السبعة العملاقة للإنارة العمومية على طول السواحل الأربعة لمدينة بومرداس، تستهوي كل الفئات العمرية، ويتوسع عشاقها من سنة لأخرى بعدما كانت في انطلاقتها الأولى تقتصر فقط على فئة معيّنة من الشباب المغامرين.

مع تضاعف أعداد المصطافين وزوار هذه المدينة الجميلة منذ بداية شهر جوان بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة والرطوبة ليلا على وجه الخصوص، لم يعد بإمكان العائلات المتأخرة العثور على المكان المناسب على ضفاف الساحل أو بالحدائق المجاورة المطلة على الشواطئ، التي تتوفر على الإضاءة العمومية من أجل ممارسة هذه الهواية وتمديد السهرة إلى وقت متأخر من الليل.  وأوضح عدد من ممارسي هذه الهواية الاستجمامية أن الجو الحار والرطوبة العالية نهارا وليلا التي أصبحت تميز هذه الأيام، من الدوافع  الأساسية والمشجعة على مضاعفة أعداد ممارسي السباحة ليلا؛ حيث كانت في المواسم السابقة لا تمارَس إلا من طرف أعداد قليلة وفي نطاق ضيق جدا.  ويساهم كذلك بشكل كبير في تشجيع ممارسة هذه الظاهرة الجديدة إلى جانب الإضاءة الجيدة التي تغطي بنورها مساحة كافية بداخل مياه البحر لممارسة السباحة، توفر الأمن ووسائل النقل بكل أشكالها، وقربها من عدد من الولايات الكبيرة، على غرار الجزائر العاصمة وتيزي وزو والبليدة.

والمثير للانتباه في هذا الإطار أن غياب حراس الشواطئ من أعوان الحماية المدنية الذين ينتهي عملهم قانونا في حدود الساعة التاسعة ليلا، لم يثر استغراب المقبلين على السباحة ليلا ولا كان عائقا دون ممارستها؛ حيث إن العديد منهم أقروا أنه ليس من سبيل مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة هذه الأيام، إلا السباحة بغرض الترويح عن النفس والاستفادة من العطلة ما أمكن، خاصة أن الشواطئ مكتظة في النهار.

الوجهة جاذبة للزوار

اكتست مدينة بومرداس في السنوات الأخيرة، حلة جديدة من خلال المشاريع  التنموية التي استفادت منها، حيث حوّلتها إلى وجهة جاذبة للزوار والمصطافين من مختلف ولايات الوطن ومن خارج الوطن كذلك.

وفي هذا الإطار استفادت واجهة البحر لمدينة بومرداس من عمليات تنموية متعددة، تم من خلالها إعادة تهيئتها وترقيتها لتصبح واجهة جميلة ومفضلة للزوار؛ حيث زُينت بأرصفة بحرية للراحة والاستجمام إضافة إلى دعمها بجدار كبير ممتد على طول الساحل، مزدان بفضاءات ومساحات مخصصة لتنزّه الراجلين، مجهزة بكل الوسائل؛ من إنارة عمومية وأماكن جلوس وأخرى لبيع المأكولات والمشروبات والمثلجات ومسالك وغيرها. وتم تخصيص على مستوى هذه الواجهة كذلك أماكن وفضاءات لإقامة وتنظيم شتى الألعاب الموجهة للأطفال، وأخرى مخصصة للعروض والسهرات الفنية على الهواء، حيث يقام في كل موسم اصطياف صالون لعرض وبيع كل منتجات الصناعات التقليدية، إلى جانب انتشار بالجهة المقابلة من الطريق، محلات تجارية مختلفة، خاصة منها المطاعم، وأخرى لبيع المشروبات والمثلجات بمختلف أنواعها.  وينافس هذا الفضاء من حيث الجاذبية الأماكن الساحرة الأخرى المنتشرة عبر مدينة بومرداس؛ من حدائق وغابات عمومية ومساحات خضراء، حيث تستقطب العائلات الباحثة عن الراحة وقضاء أوقات جميلة في الهواء الطلق والنقي؛ هروبا من ضوضاء الشواطئ والحرارة والرطوبة السائدة.

ومن بين أبرز هذه المواقع التي تستقطب أعدادا كبيرة من الزوار حديقة النصر بحي 800 مسكن، الجميلة بإطلالتها الخلابة من الأعلى على البحر، وواجهة البحر لنفس المدينة إضافة إلى حدائق 21 ماي وسفيان حايد، وحدائق أخرى منتشرة عبر مختلف الشوارع والفضاءات العمومية للمدينة.

وتتمتع العائلات التي تستقطبها هذه المواقع الجميلة المكسوة باخضرار العشب الطبيعي والأشجار المتناثرة والمجهّزة بفضاءات للعب الأطفال والراحة، بهذه الفضاءات الجميلة وبالهواء الطلق النقي المنبعث من تيارات البحر، تحت سماء وأضواء الإنارة العمومية لأوقات متأخرة من الليل.