رئيس الأكاديمية الجزائرية للسلامة المرورية علي شقير لـ"المساء":
محاربة السلوك العدواني للسواق قبل الإفطار يحدّ من الحوادث المميتة
- 431
أرجع رئيس الأكاديمية الجزائرية للسلامة المرورية والأمن عبر الطرق، علي شقير، ارتفاع حوادث المرور خلال شهر رمضان، إلى اعتماد سلوك عدواني من طرف سواق المركبات خلال السويعات الأخيرة قبيل موعد الإفطار؛ الأمر الذي يتطلب، حسبه، تكثيف العمل الميداني بالتنسيق مع بعض القطاعات، لا سيما قطاع الشؤون الدينية، خاصة أن حوادث المرور خلال شهر رمضان تسجل، دائما، ارتفاعا، وهو ما تشير إليه الإحصائيات المسجلة من مصالح الحماية المدنية، التي تفيد بتسجيل 32 حالة وفاة و980 جريح في 868 حادث مرور منذ بداية شهر رمضان.
قال رئيس الأكاديمية الجزائرية للسلامة المرورية في تصريح خص به "المساء" ، بأن الإحصائيات المقدمة من المندوبية الوطنية للأمن بالطرق، تشير إلى أن شهر رمضان من الأشهر التي تكثر فيها حوادث المرور بأكثر من 24 ٪؛ سواء في ما يتعلق بالحوادث المميتة، أو في عدد الجرحى، وأن أغلب الدراسات والمؤشرات تؤكد أن الحوادث تقع قبيل الساعات التي تسبق موعد الإفطار، لا سيما بالنسبة لحركة نقل البضائع، ونقل المسافرين، ومستعملي الطرق من الشباب.
وكشف المتحدث قائلا: "من أهم العوامل المتسببة في الحوادث، العامل النفسي؛ لكون بعض الشباب يتصفون بالسلوك العدواني قبل الإفطار، فضلا عن تأثير الصيام الناجم عن إطالة السهر، وكذا غياب ثقافة قضاء الحوائج في وقتها؛ إذ يترك الكثيرون بعض الحوائج إلى وقت حلول موعد الإفطار، فيعتمدون على السرعة لتلبيتها قبل موعد الأذان، فتكون النتيجة حوادث مرور مميتة" ، مضيفا: "وفي المقابل، باشرنا في إطار استراتيجية الأكاديمية الرامية إلى الاستثمار في العنصر البشري، تنسيق الجهود الميدانية، وتكثيفها بالتنسيق مع كل الشركاء، لا سيما قطاع الشؤون الدينية، الذي أصبح يلعب دورا بارزا في التأثير على الصائمين من خلال الخطب المسجدية؛ للمساهمة في الحد من إرهاب الطرق، الذي جعل الجزائر تتصدر المراتب الأولى" .
ومن بين الحلول المقترحة التي تعمل الأكاديمية على تفعيلها أمام الحركة الكبيرة التي تعرفها الشوارع بعد الإفطار خاصة بالعاصمة التي شهدت، مؤخرا، افتتاح المسجد الأعظم، حث العائلات على استعمال وسائل النقل التي تُعد من بين السبل الأنجع للتقليل من الازدحام المروري، ومنه الحوادث، والمساهمة من خلال موائد الإفطار خاصة في الطرقات المعروفة بالنقاط السوداء؛ على حث السائقين على التوقف الإلزامي للإفطار، ناهيك عن الاعتماد على أسلوب التوعية في ما يتعلق بالحد من السرعة، واحترام مسافة الأمان، وكذا التأكيد على ضرورة أخذ قسط من الراحة عند الشعور بالتعب.
وقال المتحدث: "لأن أكبر هاجس يهدد الصائمين ويتسبب في ارتفاع الحوادث، هو التعب، وقلة النوم"، مشيرا إلى أن عملهم الجواري يكون مكثفا في هذه الفترة، خاصة أن شهر رمضان هذه السنة، تزامن مع العطلة؛ ما يعني أن الحركة ستكون كبيرة، خاصة في الفضاءات العمومية .
من جهة أخرى، أشار علي شقير إلى أن من بين الجهود التي تبذلها الأكاديمية، تقديم جملة من المقترحات لإعادة النظر في قانون المرور، والتي أُخذت بعين الاعتبار، خاصة ما تعلق منها باعتبار حوادث المرور أولوية وطنية، لا بد من مجابهتها، والمطالبة بتأسيس مرصد وطني، يعطي صورة واضحة عن إحصائيات حوادث المرور، وكذا إعادة النظر في برامج التكوين الخاصة بمدارس تعليم السياقة؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن 50 ٪ من الحائزين على رخص السياقة الحديثة، وراء حوادث المرور؛ "ما يعني وجود هشاشة في التكوين؛ ما يتطلب إدراج برامج جديدة، والسير نحو استراتيجية الرقمنة، التي تعطي صورة واضحة عن واقع تعليم السياقة في الجزائر، مع التعجيل بالعمل برخصة السياقة بالتنقيط، التي أصبحت تشكل ضرورة".