فيما سطرت ”ندى” برنامجا لتوجيه الأولياء
مخاوف الاعتداءات الجنسية تنتقل إلى الأبناء
- 900
تحولت مرافقة الأطفال، خاصة المتمدرسين في الأطوار الابتدائية في السنوات الأخيرة، إلى تقليد تعودت عليه الأسر، حيث يأخذ الأولياء يوميا على عاتقهم مهمة إيصال أبنائهم إلى المدارس، ولا يغادرون إلا بعد دخولهم إلى المؤسسات التربوية، أو يكلفون بعض الأقارب بمرافقتهم خوفا عليهم من مختلف الجرائم التي أصبحت تتربص بهذه الشريحة، وفي مقدمتها الاعتداءات الجنسية والاختطافات. ولعل السؤال الذي يطرح في هذا الإطار؛ إلى متى سيستمر هذا الشعور بالخوف على الأطفال؟
تحول الخوف على الأطفال إلى هاجس كبير تعيشه الأسر يوميا، الأمر الذي حتّم عليها مرافقة أبنائها بصورة يومية. هذا الإحساس انتقل هو الآخر إلى الأطفال الذين يشعرون بمدى خوف أوليائهم عليهم، مما جعل بعضهم يفقدون الثقة في المحيط الخارجي، وهو ما عبرت عنه أم أيمن التي أكدت في معرض حديثها لـ ”المساء”، أن ”ما يجري تداوله اليوم بمختلف وسائل الإعلام، جعلنا نتصور أن الشارع تحول إلى فضاء للجريمة، وأن كل الأشخاص مشبوهون، الأمر الذي جعلنا ننقل خوفنا إلى أبنائنا”، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى أم إدريس التي التحق ابنها للمرة الأولى بالمدرسة، حيث أشارت في معرض حديثها، إلى أن ابنها ولكثرة التوصيات التي لقنته إياها يوميا، يأبى الخروج من المنزل منفردا لشدة الخوف.
من جهتها، أشارت سيدة أخرى إلى أن الجريمة التي انتشرت بشكل ملفت في المجتمع الجزائري، خاصة الاعتداءات الجنسية والاختطافات، جعلهم ينقلون مخاوفهم إلى أبنائهم، تقول: ”لكن المشكل المطروح أننا كأولياء نقلنا مخاوفنا لأبنائنا، والنتيجة أن شخصيتهم ضعفت وأصبح من الصعب إقناعهم بالخروج لوحدهم، وهو ما زاد من أعبائنا”.
عن مدى مشروعية هذه المخاوف التي تحولت إلى هاجس يعيشه الأولياء يوميا، يرى ، رئيس شبكة ”ندى” للدفاع عن حقوق الأطفال عبد الرحمان عرعار، بأن كلما يشعر به الأولياء اليوم مشروع، لأن المجتمع الجزائري حقيقة تغير وأصبح من الصعب التحكم في بعض الجرائم سريعة الانتشار، خاصة الاعتداءات الجنسية والاختطافات الناجمة عن انتشار الآفات الاجتماعية، كتعاطي المخدرات. بالمناسبة يقول: ”تلقينا مؤخرا اتصالا هاتفيا من رب أسرة يشتكي تعرض ابنه لاعتداء جنسي من طرف مجموعة مراهقين، ولا يعرف كيف يتصرف”. مشيرا إلى أن هذا الوضع زرع في أبنائنا بعض المخاوف التي أثرت على شخصيتهم وأضعفتهم. وفي هذا الإطار، أشار محدثنا إلى أن الشبكة لا زالت تجتهد من أجل محاربة كل هذه الظواهر السلبية، خاصة الاعتداءات الجنسية، حيث ينتظر في إطار عمل الشبكة طرح برنامج حول الاعتداءات الجنسية، يجري فيه بناء قدرات الأبناء والأولياء عن كيفية التعامل مع هذه الجريمة التي تفشت في صفوف المراهقين ومست الأطفال، لأن الغرض، حسب محدثنا من هذا البرنامج، هو معرفة كيفية تجنب الوقوع ضحية اعتداء جنسي، وفي حال وقوع الاعتداء، كيف يمكن التعامل مع الضحية ومرافقتها للخروج من الحالة النفسية التي تعاني منها، وما على الأولياء القيام به من تكفل ومرافقة ومتابعة.
من جهة أخرى، كشف عبد الرحمان عرعار، عن شروع شبكة ”ندى” في المشاركة في ”المخطط الوطني للتسول”، الذي ينتظر أن تطلقه وزارة التضامن الوطني في الأيام القليلة القادمة، والذي يهدف إلى محاربة الظاهرة من خلال العمل الميداني الذي يقوم في الأساس على التوعية والتحسيس، مشيرا إلى أن المطلوب اليوم، هو تكاثف جهود كل الشركاء بالنظر إلى الانتشار الكبير والسريع لمختلف الظواهر الاجتماعية.