لتجنب الاضطرابات الصحية لمرضى السكري

مختصون في التغذية يحذرون من العادات الاستهلاكية الخاطئة

مختصون في التغذية يحذرون من العادات الاستهلاكية الخاطئة
  • القراءات: 313
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت الدكتورة دحماني، مختصة في التغذية، من المبالغة في استهلاك السكريات خلال الشهر الفضيل، مشيرة الى أن العادات الاستهلاكية للجزائري، خلال هذا الشهر الفضيل تتغير تقريبا 360 درجة، ليعتمد أساسا خلال الإفطار على أكلات تقليدية قد تكون مضرة بصحته، لاسيما الاكثار من استهلاك السكريات من حلويات وزلابية، موضحة أنه بالرغم من التحذيرات المتكررة والحملات التحسيسية، إلا أن الكثير من الحالات تسجل لمصابين بداء السكري، حيث تتأزم وضعيتهم بسبب تلك السلوكيات الخاطئة. 

قالت المختصة في حديثها لـ"المساء"، إن الاستهلاك المفرط للسكريات قد يعرض حياة أي شخص للخطر، مهما كان سنه، حتى وإن كان طفلا ولديه مناعة جيدة، فالسكر من السموم التي تعطى للجسم على شكل مأكولات يستمتع المرء بتناولها، إلا أن ما تخفيه من مخاطر قد تكون أعظم ولا ندركها الا عند فوات الأوان وتعريض الصحة لمشكل".

وأضافت المختصة، أن رمضان الكريم هو مناسبة لمنح الجسم الراحة وتسجيل نقطة فاصلة بين الاستهلاك العشوائي للمأكولات وكسر الروتين الغذائي غير الصحي، الذي نعتمده على مدار السنة، والأكل المفرط على طول اليوم، إلا أن الكثيرين تقول، لا يستغلون هذه الفرصة بإعطاء الراحة للجسم، بل بالعكس، تجدهم يعتمدون عادات أكل خاطئة، حتى وإن كان تزيين المائدة بكل أصناف الأكل ممتع، إلا أن الرغبة في استهلاك كل ذلك سوف يعرض الصحة للخطر، بل ويزيد من وضعية المصاب تعقيدا، وقد يضع حياته على المحك بسبب عدم تحكمه في شهيته ولا في الأكل الذي يتناوله بعد يوم كامل من الصيام.

وشددت دحماني، على أن استهلاك السكر ليس أمرا ممنوعا، حتى على المصابين بالسكري، إلا أن ذلك لابد أن يكون باعتدال، لكن المشكل يكمن في توضيح معنى "الاعتدال"، حيث قالت:"إن السكر خاصة الأبيض، لا فائدة منه، بل يمد الجسم طاقة ظرفية فقط، ليتخزن حينها في الجسم ويهدده بمشاكل مستقبلية، فالاعتدال دائما يكون بتناول قطع جد صغيرة من حلويات أو شوكولاطة، أو عصائر أو غيرها من الأغذية المحلات بالسكر الأبيض، وليس الاعتدال أكل قطعة كاملة خلال الاسبوع فتلك القطعة قد تكون محفز ظهور مشكل في الجسم".

منتجات الأجبان والدقيق الأبيض ترفع مستوى السكر أيضا

أوضحت الطبيبة أن بعض الأشخاص خلال الشهر الفضيل، لا يعرفون معنى الاعتدال تماما، بل تجدهم كل يوم يحاولون تجربة أصناف جديدة من الحلويات بأنواعها، سواء تلك المحضرة في البيت أو التي يتم عرضها في محلات بيع الحلويات وتثير الشهية.

وقالت الطبيبة دحماني، يمكن دائما صنع حلويات "صحية" في البيت، ولا يعني أن هذه الأصناف موجهة للمصابين بالسكري، بل حتى للأشخاص الذين هم بصحة جيدة، للحفاظ عليها، وتكون بتقليل دائما نسبة السكر الموصوفة في الوصفة، كما يمكن استبدال السكر تماما ببعض الفواكه، لتبقى صحية أكثر وغير مضرة بالصحة.

وفي الأخير شددت المختصة على ضرورة كسر التفكير الخاطئ للأشخاص الذي يعتقدون أن السكر فقط هو ما يرفع نسبة السكر في الدم، بل هناك من المنتجات التي تبدو لنا خالية من السكريات، إلا أنه في حقيقة الأمر تحوي على نسب عالية منها، على غرار الدقيق الأبيض، وكل ما ينتج منه، كالخبز، والمعكرونة بأنواعها، وبعض الخضار كالبطاطس، الجلبانة، الذرة، ومنتجات الألبان، وحتى عصائر الفواكه التي تتركز فيها نسبة السكر، مضيفة أن إرفاق النظام الغذائي بأنواع من الخضار أمر جيد يساعد في خفض مستوى السكر في الدم، خاصة الخضار التي تتميز بذوق مر، أو أخرى كالخيار، أو بعض أنواع السلاطة الخضراء، البروكولي، القرنبيط، السبانخ، اللفت، الخرشوف، القرنون، التي تعمل على تعديل مستوى السكر في الدم، فاستهلاك حبة خيار مثلا يوميا، بعد إزالة البذور أمر يساعد في مراقبة مستوى السكر في الدم وتعديله.

الحلويات الرمضانية قنابل موقوتة

من جهته وصف كريم مسوس، خبير تغذية، الحلويات الرمضانية التي يستهلكها الجزائري بشكل كبير، بالقنابل الموقونة، موضحا أنها في أصلها مأكولات لا تحمل أي منافع للجسم، ما عدا متعة تناولها، في حين أنها تعتبر من المنتجات التي تهدد سلامة الجسم وصحته، حيث ترفع من نسبة السكر في الدم، كما أن بعض الأصناف منها المقلية على غرار الزلابية بأنواعها، تزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم، وبالتالي تشكل خطرا على كل مستهلكيها وليس فقط المصابين بالأمراض المزمنة.