باعتبارها وسيلة سهلة لترويج خدمات غير موثوقة

مختصون يحذرون من البحث عن العلاج عبر مواقع التواصل

مختصون يحذرون من البحث عن العلاج عبر مواقع التواصل
  • القراءات: 352 مرات
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يعتمد الكثير من المواطنين في السنوات الأخيرة، على التكنولوجيا بشكل مثير للاهتمام، وأضحى الرجوع إلى مواقع التواصل الاجتماعي للسؤال والاستفسار، في الأمور الصحية، أمرا لا يستغنى منه، خاصة أن البعض يرى في تلك المواقع مرجعا لآلاف الأشخاص حول العالم، وقد أثار اهتمام "المساء"، العدد الكبير للصفحات التي تخصصت في هذا الغرض، والتي ظهر تحت أسماء عديدة، تشير غالبيتها إلى صفحة البحث والاستفسار عن أطباء مختصين وخبراء في مجالات مختلفة، إلا أن لأهل الاختصاص في الصحة وجهة نظر مغايرة.

حول هذا الموضوع، كان لـ"المساء" لقاء مع الدكتور سيد أحمد علاوي، المختص في الطب العام، الذي حذر من الانسياق الأعمى وراء النصائح التي قد يقدمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يمكن أن تكون بذلك مجرد دعايات وترويج لبعضهم البعض، من أقارب أو أصدقاء، أو حتى مؤثرين، ثم يدفع لهم مقابل الحملة الترويجية، مشددا على أن الاستفسار الدقيق من مختص أمر أكثر من ضروري، دون تهميش عامل الاحترافية والخبرة التي تميز مختص عن غيره، مشيرا إلى أن الكثير من الاشخاص يطرحون أسئلة عن طبيب معين، أو مختص، وتتوسع تلك المجالات، بين أطباء وأخصائيين في التجميل، موضحا أن هنا لابد من التفرقة بين الصنفين، فالأول غالبا ما  يكون له مصداقية، ويعمل وفق إطار واضح، إلا أن المختصين في التجميل ليس لهم كلهم رخصة امتهان ما يقومون به، مسلطا الضوء على بعض المراكز التجميلية التي برزت في السنوات الأخيرة، كالفطر، بسبب شدة الإقبال على خدمات التجميل، التي ليس لمسيريها أحيانا أي تكوين في المجال، وتحاول تقديم خدمات علاجية، لابد أن تقتصر في الأساس على خبراء الصحة فقط.
وأضاف سيد أحمد علاوي، أنه خلال الفترة الأخيرة، أصبح البحث عن خبراء في الطب التجميلي أكثر ما يشغل محركات البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: "هنا لابد من الحذر في الوقوع في فخ ما عرفهم بالحلاقات، اللواتي لا علاقة لهن تماما بالطب".
شدد الدكتور على أن تقديم سؤال واستفسار عبر مواقع التواصل الاجتماعي خطأ، وقد يكون خطيرا، خاصة إذا ما وقع أحد ضحية نصيحة دعائية، بالتالي سيجد الفرد نفسه يستنزف ماله وجهده ومشقة تنقله دون أي نتيجة، بل وقد تكون له نتائج وخيمه على صحته إذا ما وقع بين يدي شخص غير كفء، وليست لديه احترافية العمل الذي يقوم به، موضحا أن أحسن ما يمكن القيام به، مثلا، للبحث عن مختص قريب أو كفء، هو التقرب من الطبيب العام المعالج، أو حتى الاستفسار لدى الصيادلة الذين غالبا ما يكون لديهم عدد من أرقام هواتف المختصين في مجالات مختلفة، كما يمكن التقرب مباشرة من صفحات بعض المصالح الطبية للسؤال عن ما إذا كان لديهم مختص في مجال محدد، أو التنقل إلى أقرب مستشفى.
وعن التوجه نحو خبراء التجميل، شدد المتحدث، على أن الاعتماد على الأطباء لإجراء أي علاج، أمر في بالغ الأهمية، والمغامرة في التوجه نحو مصالح "علاجية" مجهولة الهوية ، سوف يهدد الصحة ويعرضها للخطر، وقد تتعقد الحالة لتسبب مشكلا صحيا أكثر جدية.