السلامة والوقاية المهنية وسط النحاس بقسنطينة
مختصون يدعون إلى توفير الحماية الصحية والبيئة للحرفيين
- 786
طالب المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي التحسيسي البيئي حول السلامة والوقاية المهنية في وسط حرفين النحاس، احتضنت فعالياته جامعة قسنطينة "3"، مؤخرا، بحضور ممثل هيئة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بالجزائر، إلى ضرورة توفير الحماية الصحية للحرفيين، مع خلق بيئة عمل صحية وقليلة المخاطر.
دعا المشاركون من مختصين في طب العمل وممثلين عن مديرية الصحة، البيئة والعمل وأساتذة جامعين وكذا حرفيين، في فعاليات اليوم الدراسي، إلى ضرورة إجراء فحوصات دورية طبية للحرفيين، إلى جانب إجرائهم تحاليل تنفسية وفحص للرئتين، حيث أكد المحاضرون أن الدراسات التي قام بها العديد من المختصين في المجال، والذين أخذوا حرفيين النحاس كعينة لدراساتهم، أثبتت تعرضهم لمخاطر مهنية جمة أثرت سلبا على صحتهم، وتسببت في تسجيل حالات مرضية للعديد من الحرفيين بورشات عملهم، كفقدانهم للسمع أو إصابتهم بنقص النظر أو إصابات أخرى جسدية نتيجة ميكروبات وغيرها.
أضاف المشاركون أن إحدى الدراسات أثبتت بأن نسبة الضجيج بورشات النحاس تجاوزت نسبة 110 ديسيبال، وهو ما يشكل خطرا على السمع، في حين لا يجب أن تتعدى النسبة الـ85 ديسيبال، وهو ما أثبتته الدراسة التي قام بها مخبر البحث العلمي ضد الأخطار الصحية والمهنية، الذي أعد دراسة ميدانية على تأثير حرفة النحاس على الحرفيين بمنطقة باردو، حيث أضاف المتدخل أنه وفي حال تجاوز النسبة المذكورة، فإن الحرفيين معرضون لفقدان السمع أو تراجعه، ناهيك عن تسجيل بعض الأخطار الكيميائية نتيجة استنشاق الغازات السامة المنبعثة من عملية الإحماء أو حرق المواد النحاسية قبل تلميعها، زيادة على الأخطار والأمراض المتعلقة بأضرار المادة الخام والرصاص المعروف باسم الكاوية، وكذا الأضرار البيولوجية كمرض "التيتانوس"، خاصة إذ جرح الحرفي.
خلص المشاركون في ختام لقائهم التحسيسي، إلى ضرورة التخطيط المناسب لظروف ومكان عمل الحرفيين، مع ضمان التهوية والإنارة، وفقا للمعايير المطبقة والمعمول بها في هذا الاختصاص، مع ارتداء الخوذات أو السماعات لوقف الضوضاء والحد من تلوث التأثير السمعي، خاصة أن نسبة الضوضاء مرتفعة جدا عند حرفي النحاس، مع ارتداء أقنعة ونظارات لحماية العينين والحد من أثر التعرض لأية إصابة.
من جهتها، أكدت السيدة رجاء فرقاني، منشطة التجمع المهني للنحاس بقسنطينة، أن خدمات الصحة والسلامة المهنية تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية العاملين في مواقع العمل المختلفة من الأخطار المهنية، المتمثلة في حوادث وإصابات العمل والأمراض ذات الصلة بالمهنة، خاصة عند حرفي النحاس، مشيرة في السياق، إلى أن الهدف من تنظيم مثل هذه الأيام التحسيسية والدراسية جاء لتطوير الوعي لدى الحرفيين والفاعلين في البرنامج، حول ضرورة توفير الحماية الصحية لهم، كونهم يمثلون العامل البشري الذي يجب الحفاظ عليه، مع التوعية في تأثيرات حرفتهم على البيئة وكيف يجب عليهم تطبيق تدابير الحماية والصحة لحماية أنفسهم، وكذا البيئة التي تحيط بهم، بالتالي تحقيق التنمية المستدامة.
❊شبيلة.ح