لإعادة الاعتبار لهذا الزي التقليدي

مدينة الورود تنظم مسابقة أجمل "حايك"

مدينة الورود تنظم مسابقة أجمل "حايك"
"الحايك" العاصمي
  • 2365
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

تطلق مجموعة "بلارج" خلال شهر مارس المقبل، مسابقة خاصة بصناعة "الحايك" العاصمي، أو بالأحرى إضفاء لمسات إبداعية على القطعة الحريرية التي تشكل هذا الزي التقليدي العاصمي ذا الشهرة العالمية، والذي لم تتخل عنه المرأة، لاسيما العاصمية التي لازالت تعتبره سترة للخروج من بيت أبيها ليلة زفافها، وتعتبر هذه المناسبة، حسب منظمي التظاهرة، فرصة لإعادة الاعتبار لهذا الزي الذي يعتبر هوية المرأة الجزائرية، لافتتاح موسم الربيع في مدينة الورود البليدة.

سيكون هذا الموعد، حسب سعاد دويبي، منظمة التظاهرة، مناسبة للمختصات في الخياطة والتطريز والرسم على القماش، للإبداع في هذا الزي التقليدي الرائع، الذي يتميّز بنصاعة بياضه، ويتدرج أحيانا بين "القمحي" والأبيض المصفر، لإعطاء لمسة حديثة على "الحايك" الذي تخلت عنه الفتاة في لباسها اليومي، وباتت لا تليه أي اعتبار إلا يوم زفافها.

تعتبر مدينة البليدة، حسب المتحدثة، من المدن التي سجلت فيها المرأة تاريخها مع هذا الزي التقليدي، على غرار العاصمة، وبعض المناطق الأخرى، كوهران، قسنطينة، المدية وتلمسان، وهي المدن التي شهدت ارتداء السيدات هذا الزي بأنواع تختلف في بعض التفاصيل فقط، حسب ميزات كل ولاية.

ذكرت المتحدثة أن الاعتبار يعود لـ«الحايك" فقط، خلال بعض المناسبات التي يحييها المهتمون بالتراث الجزائري، وهو ما يعبر عن مدى صراع تلك القطعة من أجل البقاء كجزء راسخ في تقاليد الجزائريات. مشيرة إلى أن اختفاء هذا اللباس يعني اختفاء جزء من هوية الجزائرية، وليس من السهل دفع الفتاة من جديد إلى ارتدائه في حياتها اليومية.

أضافت المتحدثة أن تنظيم مسابقة للنساء الراغبات في الإبداع في قطعة "الحايك"، يعد تجربة لمحاولة إعادة الاعتبار لهذا اللباس التقليدي الذي انتشر قديما في كل من المغرب، تونس، الجزائر وليبيا، وكانت ترتديه بعض النساء أثناء انتقالهن بمفردهن لمسافات طويلة خارج منطقة السكن العادية.

أكدت المتحدثة أن المرأة كانت ترتدي "الحايك" لإضفاء نوع من "الستر" في محيط أجنبي عن منطقتها، سواء من أجل زيارة الأقارب أو التسوق أو غير ذلك، وهو نوعان؛ "حايك المرمة"، و«حايك بوعوينة" الذي ينتسب لولاية بسكرة خاصة، ولا يستعمل معه "العجار"، إنما يلف كافة الجسم وتبقى عين واحدة مكشوفة لرؤية الطريق.

يعتبر "الحايك"، حسب سعاد دويبي، قطعة من الحرير مربعة الشكل، تغطي جميع الجسم والشعر في نفس الوقت، مرفوقة بـ«العجار" بالنسبة لـ«حايك المرمة"، يوضع على الوجه لتغطيته، ويكون مصنوعا باليد ومطرزا بـ«الكروشي". هذه المسابقة ستكون فرصة المبدعات لإطلاق العنان لأناملهن وإضفاء بعض لمساتهن الخاصة على هذا الموروث الثقافي دون إخراجه من طابعه الأصلي التقليدي، لاسيما أنه رمز من رموز الثقافة الجزائرية وجزء من موروثها الشعبي، وتاريخها الذي تفتخر به المرأة الجزائرية عبر الزمن.