الصالون الوطني للإنتاج المحلي
مرآة عاكسة لجسر الثقة بين المنتج والمستهلك الجزائري
- 609
عكس المعرض الوطني للمنتجات المحلية الذي اختُتمت فعالياته مؤخرا، الخطى الجبارة التي خطاها الاقتصاد الوطني خلال السنوات الأخيرة في مجال التصنيع والإنتاج، ليخلق بذلك سوقا بديلا للسلع المستوردة التي فرضت التبعية بالنسبة للعديد من المنتجات واسعة الاستهلاك؛ حيث أبدعت العديد من الشركات الكبرى وكذا الصغرى في إنتاج منتجات استهلاكية ذات جودة تنافسية، نجحت بذلك في نيل رضى المواطنين، الذين استحسنوا نوعية البضاعة المحلية التي نافست بعضها وبشدة، منتجات أجنبية ذات شهرة عالمية.
شهد آخر يوم من المعرض الوطني للإنتاج المحلي الذي نُظم بقصر المعارض الصنوبر البحري الذي امتدت فعالياته على مدار أسبوع كامل، إقبالا منقطع النظير، وهو ما يعكس حرص المواطنين على اقتناء المنتجات المحلية، واكتشاف جديد بعض العلامات التجارية التي أصبحوا أوفياء لها، أو للاستفادة من العروض والتخفيضات التي وضعها أصحاب تلك العلامات، كسياسة ترويجية، وطرح فائض من السلع.
اقتربت المساء من بعض التجار مسيّري بعض الشركات المحلية المنتجة للسلع المحلية مائة بالمائة، تنوعت تخصصاتهم بين منتجي الحليب ومشتقاته؛ من أجبان، وزبدة، وقهوة، وشوكولاطة، وعصائر ومشروبات غازية، وزيتون ومشتقاته، وعسل ومشتقاته، وعجائن، وباقوليات، ومواد تجميل ومواد تنظيف، وغيرها من السلع التي يبدو أنها غطت الغالبية، أو بالأحرى كل متطلبات المستهلك بين المنتجات الأساسية واسعة الاستهلاك، والأخرى الثانوية.
وأبدى عدد ممن حدثتهم المساء، دهشتهم للإقبال الشديد للمواطنين على الصالون منذ افتتاحه، معربين عن فرحتهم بمشاركتهم في مثل هكذا تظاهرات، لتقييم رضا زبائنهم، وما يتوقعونه لتحسين جودة المنتج، ومعرفة تفضيلاتهم وميولاتهم الاستهلاكية، هذا ما أشار إليه محمد مسيّر إحدى شركات الشوكولاطة محلية الصنع، قائلا إنه تم إجراء استبيان قامت به إدارة المؤسسة على عدد من الزبائن المتوافدين على جناحه على هامش الصالون، لمعرفة مدى رضا الزبون، وتحديد ما ينتظره، وما يرغب فيه من إضافات أو تغييرات، مشيرا إلى أن هذا سيساعد في تقييم المنتج، ومحاولة تحسين النوعية وفق متطلبات الزبون.
ومن جهتها، قالت آمال مسعودي، مديرة التسويق لدى شركة تصنيع المعجنات المحلية، إن زوار الصالون أكدوا مدى اهتمام المواطنين بالسلعة المحلية، مع الحرص الحكومي على ترقية الإنتاج المحلي لمنافسة الأجنبي؛ تقول: " إن إرساء قوانين مشجعة للمنتج المحلي يثبت قوة الثقة التي تضعها الحكومة في المنتجين المحليين، وقدرتهم على الإنتاج، والدفع بعجلة النمو، والتقليل من العجز المسجل جراء الاستيراد المستنزف من الخزينة العمومية، لا سيما بالنسبة للسلع التي يمكن إنتاجها محليا".
أما ش. عمر، مسير مؤسسة مصغرة لإنتاج الزيتون ومشتقاته، فقال إن الصالون كان فرصة لإعطاء صورة عن كل ما يمكن إنتاجه محليا؛ من منتجات بسيطة استهلاكية إلى آلات كبيرة في مجال التصنيع، وهو الأمر الذي أدهش الكثيرين، وأثبت وجود قوة عظيمة في مجال الإنتاج؛ مما يساعد في استبدال المنتجات التي ظلت الجزائر، لسنوات، تستوردها من دول أجنبية، بعضها كانت تخلق عجزا في الميزانية؛ مما تَسبب في تدفق العملة الصعبة نحو الخارج.
ولقد أبدى عدد من زوار المعرض في حديثهم إلى المساء، أن هذا الصالون جاء في وقت تستعد فيه العائلات للتحضير للشهر الكريم الذي تفصلنا عنه بضعة أشهر، لا سيما أن العائلات تعودت على التحضير لهذه المناسبة قبل أشهر طويلة؛ تحسبا وتفاديا للارتفاع في الأسعار بشكل مفاجئ قبيل الشهر بأسابيع قليلة.
وأوضح هؤلاء أن المنتجات المحلية باتت اليوم تنافس الأجنبية وبشدة، بعدما سيطرت العلامات التجارية الأجنبية لمدة وطغت على تفكير وسلوك المستهلك، ليتم تهميش المنتجات المحلية التي قد تكون أحسن نوعية، وألذ من المنتج الأجنبي، خصوصا أن المواد الأولية المحلية، أحيانا تكون أحسن نوعية من نظيرتها الأجنبية.
الإقبال الواسع يعكس مدى ثقة المستهلك في منتجه
في هذا الصدد، أشار كمال يويو، رئيس مكتب العاصمة لدى منظمة حماية وإرشاد المستهلك، إلى أن الإقبال الواسع للمواطنين على الصالون، يعكس مدى ثقة المستهلك في منتجه المحلي، موضحا على هامش مشاركة أعضائه بالصالون، أن الهدف من وراء المشاركة في الصالون، هو التقرب من المستهلك من جهة، وتعريفه بمهام الجمعية، وما له من حقوق وواجبات في سوق السلع والخدمات، إلى جانب معرفة كل جديد السوق المحلية، ومحاولة تقييم جودة تلك المنتجات لمساعدة المستهلك في حسن الاختيار، واقتناء منتجاته واسعة الاستهلاك.
وأوضح يويو أن المنظمة تثمّن الكثير من الإبداعات في مجال الإنتاج، وتفتخر بجودة الكثير من المواد محلية الصنع، موضحا أن اقتناء تلك المنتجات وبناء جسور ثقة بين المنتج والمستهلك، يساعد كثيرا، ويشجع على ترقية المنتج وفق تطلعات المستهلك، وترقبه لمنتجات ذات نوعية عالية.