انطلاق مشروع القطب الاجتماعي لمصحة أطفال السرطان

مساهمة فعالة للمحسنين في بناء مستشفى عصري

مساهمة  فعالة للمحسنين في بناء مستشفى عصري
  • القراءات: 374
رشيدة بلال رشيدة بلال

شرعت جمعية "البدر" لمساعدة مرضى السرطان بولاية البليدة، في بناء القطب الاجتماعي المكون من 30 سريرا والتابع لمشروع مستشفى الأطفال المصابين بالسرطان، بعد حصولها على ترخيص بالبناء، في انتظار الحصول على المساعدات المالية اللازمة التي تمكنها من بناء القطب العلاجي المكون من 78 سريرا. وبالمناسبة، دعت كل الفاعلين من رجال الأعمال والمحسنين والمستثمرين، للمساهمة في بناء هذا الصرح الاستشفائي الذي يعوَّل عليه، حسب رئيس الجمعية البروفيسور مصطفى موساوي، في ترقية التكفل بالأطفال المصابين بالسرطان، ونقل معدلات الشفاء من 30 ٪ إلى 80 ٪.

قال البروفيسور مصطفى موساوي خلال ندوة صحفية نشطها، نهاية الأسبوع، بمنتدى جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، إن جمعية البدر منذ 2018، شرعت في التحضير لمشروع مستشفى الأطفال المصابين بالسرطان. وبسبب بعض المشاكل والعراقيل التي واجهتها تأخر الشروع. وأردف: "بعدما تم رفع كل التحفظات والعراقيل عنه وحاز رخصة البناء، شُرع في بنائه" . وأضاف: "نعوّل على هذا المشروع الذي يُعد من المشاريع التكاملية الهامة في قطاع الصحة؛ لأنه مصمَّم ليكون صرحا طبيا بمقاييس عصرية، يجمع كل التخصصات الخاصة بمرض السرطان لفائدة الأطفال"، لافتا إلى أن " تجسيد المشروع يضمن للطفل المريض، المرافقة النفسية، والعائلية، والتربوية، والترفيهية. ويساعده على الشفاء ".
وحسب البروفيسور موساوي فإن "هذا المشروع الوطني الكبير يعوَّل عليه في رفع نسبة شفاء الأطفال من مرض السرطان؛ من خلال توقيف الأعراض المتأخرة المرتبطة بالمرض، أو عن طريق العلاج"، متمنيا أن يلقى دعم المحسنين، ليتم الشروع في بناء أول مركز استشفائي خاص بالأطفال بمقاييس حديثة. وذكّر في السياق بأن جمعية البدر كانت منذ تأسيسها، سباقة كمجتمع مدني، في مرافقة ودعم الدولة؛ من خلال إنشاء دُور لإيواء المرضى. واليوم ترفع التحدي من أجل التأسيس لمستشفى يعنى بالأطفال المصابين بالسرطان، خاصة أن التكفل بهذا النوع من الأمراض عرف تطورا كبيرا في الجزائر منذ 2006 إلى غاية اليوم؛ حيث أصبحت هناك العديد من المراكز التي تم إنشاؤها من طرف الدولة، لرعاية المرضى. وتبقى مواصلة هذه الجهود؛ من خلال تقديم إضافة نوعية؛ لتحسين التكفل بالأطفال المرضى.
مشروع وطني تجسيده متوقف على دعم المحسنين
من جهته، قال الدكتور ياسين تركمان عضو بجمعية "البدر" ، إن التفكير في تأسيس مستشفى خاص برعاية الأطفال المصابين بالسرطان، جاء انطلاقا من الواقع، بعد الوقوف على توزيع التخصصات الخاصة برعاية الطفل المصاب بالسرطان، على عدة مصالح؛ من حيث التشخيص، والتحاليل، وهي مهمة مكلّفة، موضحا: "حقيقة، الدولة الجزائرية سعت منذ سنوات، لترقية التكفل بالمصابين بالسرطان عموما؛ سواء من حيث التأسيس لمراكز متخصصة، أو تكوين الطاقم البشري. غير أنه في ما يتعلق بالتكفل بالأطفال  تبقى الحاجة ملحّة على أن يكون هناك مركز خاص بهم بالنظر إلى خصوصية هذه الفئة"، مضيفا: "من أجل هذا فكرت جمعية البدر في هذا المشروع الذي يعوَّل عليه لإحداث نقلة نوعية في مجال التكفل بالمصابين بالسرطان من فئة الأطفال، بالنظر إلى المميزات التي يعد بها هذا الصرح الاستشفائي، والذي يراهَن عليه للرفع من نسبة الشفاء من 30 إلى 80 ٪، خاصة أن سرطان الأطفال، احتمال الشفاء منه يكون كبيرا جدا ".
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن الجزائر تسجل سنويا، أكثر من 2000 حالة جيدة وسط الأطفال مقارنة بـ 50 ألف الخاصة وسط البالغين. وعلى الرغم من أن الرقم ليس كبيرا إذا ما تم مقارنته بالبالغين، غير أن الحاجة لترقية التكفل ورعاية الأطفال المصابين بالسرطان، تبقى ملحّة  للتقليل من نسبة الوفيات؛ من خلال التأسيس لصرح استشفائي يعنى بالأطفال المصابين بالسرطان، يجمع كل التخصصات المتفرقة والموزعة في مكان واحد، ومنه تخفيف رحلة العلاج عن الأطفال والأولياء إلى غاية بلوغ الشفاء. ويؤكد المتحدث: " سرطان الأطفال من السرطانات التي يكون احتمال الشفاء منها كبيرا؛ من أجل هذا تتم المراهنة على المحسنين؛  للمساهمة في بناء هذا المستشفى النوعي ".
وفي السياق أشار المتحدث إلى أن جمعية البدر كل ما يهمها من وراء التأسيس لمستشفى، هو الرفع من نسبة الشفاء، ومرافقة الدولة في ترقية التكفل بالأطفال المصابين بالسرطان، مشيرا إلى أن هذا المشروع الذي شُرع فيه يحتاج كأقصى تقدير للدعم الكافي، ثلاث سنوات، ليكون جاهزا لاستقبال المرضى، والتكفل بهم، مؤكدا أن المشروع يعوَّل عليه من أجل إحداث نقلة نوعية في مجال التكفل بالأطفال المرضى؛ لهذا تراهن جمعية البدر على المحسنين الذين عوّدوا الجمعية على دعم مشاريعها الخيرية التي تقدم اليوم خدمة نوعية لكل المرضى الذين يقصدون الجمعية؛ أملا في  دعمهم خلال رحلة العلاج، وبالتالي فإن المشروع قوميٌّ، بحاجة إلى دعم  كل أطياف المجتمع.