للحد من الاعتداءات المتكررة على الأطقم الطبية
مستشفى موزاية يُعِدّ ميثاقا للمريض
- 470
تشكل الاعتداءات المتكررة على الأطقم الطبية واحدة من التحديات التي تواجه العاملين في قطاع الصحة، خاصة على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية؛ الأمر الذي دفع بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية موزاية بولاية البليدة، إلى البحث عن بعض الحلول التي من شأنها التقليل من هذه الاعتداءات، خاصة بعدما تَبين أن السبب يعود إلى جهل المرضى ومرافقيهم بما يتوجب عليهم الالتزام به أثناء التواجد بالمصالح الطبية. ومن هذه الحلول الإعداد لميثاق المريض، الذي يعطي صورة واضحة حول ما يتمتع به المريض من حقوق وواجبات، والذي انفردت به المؤسسة العمومية للصحة الجوارية موزاية، في مبادرة هي أولى من نوعها.
تعرف المؤسسات الاستشفائية الجوارية ومراكز العلاج على مستوى ولاية البليدة كغيرها من المؤسسات الاستشفائية في باقي ولايات الوطن، إقبالا كبيرا عليها لتلقي العلاج من مختلف الأمراض. ولكن يبدو أن جل المرضى ومرافقيهم يجهلون أبسط الأبجديات المتعلقة بالتواجد في المصالح الاستشفائية لتلقي العلاج، والتي تتسبب في كثير من الأحيان، في نشوب شجارات ومناوشات، لا سيما على مستوى مصلحة الاستعجالات الطبية، التي تستقبل، عادة، الحالات الاستعجالية، والتي يكون فيها مرافقو المرضى في حال من القلق، والنرفزة والعصبية.
وحياله أكدت آمال مالكي، مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية موزاية في تصريحها لـ "المساء "، أن الأمر الذي دفع بالعاملين في المؤسسة بعد تنامي ظاهرة التعدي على الأطقم الطبية وعدم الالتزام بأبسط القواعد الواجب أن يتحلى بها المريض والمرافق؛ مثل تجنب ارتداء السروال القصير، والحديث بأدب مع الطبيب، إلى التفكير في إعداد ميثاق المريض؛ تقول المتحدثة: " هو عبارة عن كتيّب، الهدف منه هو الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية بكل احترافية ومهنية "، مشيرة إلى أن ميثاق المريض يحتوي على ما يتمتع به المريض ومرافقه من حقوق عند التواجد في المصلحة، لتلقّي العلاج، وعلى ما يجب عليه التقيد به"،لافتة إلى أن " الميثاق هو عبارة عن اجتهاد بادرت به المؤسسة من أجل بلوغ خدمة نوعية للمرضى، والحفاظ على حرمة العاملين في المؤسسة الصحية ".
من جهة أخرى، أشارت المتحدثة إلى أن مصالحها تستقبل على مستوى المصلحة، الكثير من الشكاوى الناجمة عن الاعتداءات التي تحدث بصورة متكررة على الأطقم الطبية وشبة الطبية، والتي تصل إلى حد تحطيم العتاد الطبي، والشجار بالأيدي؛ تقول: " من أجل ذلك أصبح من الضروري توعية المرضى ومرافقيهم ببعض الحقوق والواجبات التي يجب أن يطّلعوا عليها عند طلب العلاج بالمصالح الاستشفائية. كما إن الميثاق سبق أن تم طبعه السنة الماضية؛ كمشروع أولي نموذجي.
وبعد الأثر الإيجابي الذي أحدثه نتيجة التفاعل معه من طرف زوار المصلحة، قررنا، هذه السنة، إدخال بعض التعديلات عليه، والشروع في طبعه، وتوزيعه على مرتادي المؤسسة "، لافتة بالمناسبة، إلى أن الميثاق يعطي صورة واضحة عن كل المرافق التي تتكون منها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية؛ من قاعات علاج، وتخصصات، وما يقدمه من خدمات. ويحدد ما يجب أن يلتزم به المريض والمرافق، خاصة ما تعلق منه باللباس، وطريقة الكلام مع الأطقم الطبية، والحقوق التي يتمتعون بها؛ كرفض تلقي العلاج، أو رفض دواء معيّن.
وتراهن المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بـموزاية، حسب مديرة المؤسسة، من خلال هذا الميثاق الذي كانت سباقة في تحضيره وعرضه على المرضى، على الحد من الاعتداءات، وتمكين الأطقم الطبية وشبة الطبية، من العمل وأداء واجباتهم لبلوغ خدمة صحية في مستوى تطلعات المرضى ومرافقيهم.