لتطوير القطاع الفلاحي و بلوغ الاكتفاء الذاتي

مشروع مبتكر في الصناعات التحويلية بجامعة البليدة

مشروع مبتكر في الصناعات التحويلية بجامعة البليدة
  • 315
رشيدة بلال رشيدة بلال

دفع الاهتمام الكبير الذي أولاه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للقطاع الفلاحي، إلى بلوغ الاكتفاء الذاتي عند بعض الطلبة الجامعيين، التفكير في مشاريع مبتكرة، تهدف إلى إدماج التكنولوجيا في القطاع الفلاحي؛ لعصرنته، والمساعدة على تطوير الإنتاج. والعيّنة من مشروع مبتكر من جامعة البليدة "1"سعد  دحلب، التي برع طلبتها في ابتكار تطبيق يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يساعد على فرز الطماطم، واختيار ما يصلح منها للصناعة التحويلية، وما يوجَّه إلى نشاط آخر.

التفكير في تطوير تطبيق يساعد على فرز الخضروات وتحديدا الطماطم، حسب الطالب محمد الطيب نكاز، جاء بعد الوقوف على الطريقة التقليدية اليدوية التي لاتزال تعتمد عليها جلّ المصانع التحويلية في فرز الخضر الموجهة للتحويل إلى مصبرات أو مربى، حيث تتم العملية بطريقة يدوية، وتستغرق وقتا، وفي بعض الأحيان لا تقدم النتائج المرجوة في الفرز، حيث تختار ما لا يصلح للصناعة التحويلية. 

وبحكم التوجه الذي تبنّاه رئيس الجمهورية والرامي إلى تطوير وعصرنة قطاع الفلاحة، قرر الطالب محمد الطيب نكاز رفقة زملائه، توجيه مشروعهم المبتكر نحو كل ما يتعلق بتحديث قطاع الفلاحة؛ من خلال إدخال التكنولوجيا التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لترقية القطاع الفلاحي.

وحول الخدمات التي يقدمها التطبيق أشار المتحدث إلى أن التطبيق، بكل بساطة، يعتمد على الذكاء الاصطناعي، إذ يتم إدراجه بالآلات التي تُستخدم في المصانع؛ لتساعدهم على فحص أجود أنواع الطماطم التي تصلح لتوجَّه نحو التحويل، والتخلص من تلك التي لا تصلح، حيث تُرمى إن كانت متضررة، أو إن كانت غير ناضجة يتم تحويلها لاستخدامات أخرى. 

وحسب المتحدث، فإن من أهم مزايا هذا التطبيق السرعة والقدرة على الفرز بمهارة عالية. ويمكن استخدام التطبيق على مستوى المصانع، وحتى في الحقول، حيث يساعد بالاعتماد على الروبوت المزوَّد بالذكاء الاصطناعي، على جني الطماطم الصالحة للتحويل فقط. كما يمكن برمجته على خضروات أخرى موجهة للفرز، إذ لا يقتصر نشاطها على الطماطم فقط، لافتا إلى أن المشروع لايزال قيد التطوير والتجريب على مستوى حاضنة الأعمال بجامعة البليدة "1"، لتقديم أداء أفضل وأسرع. ولكن من حيث النتائج المحققة يمكن القول إنه قابل للتجريب على مستوى بعض المصانع، خاصة أن هذه التقنية لا وجود لها على مستوى مصانع التحويل الجزائرية على خلاف ما هو موجود في دول أخرى، سبقت الجزائر في هذا المجال.

وينتظر مشروع الطالب محمد الطيب نكاز رفقة شركائه ياسين علي قاسم وهديل بن قارة، بعدما تم تقديمه على مستوى حاضنة الأعمال كفكرة مبتكرة، أن يحصل على وسم  "لابل"، ومن ثمة الحصول على التمويل اللازم؛ حتى يتسنى لهم تطويره، لأن مثل هذه  المشاريع، حسب الطالب محمد نكاز، تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لاقتناء المستلزمات الخاصة بالروبوت القابل للعمل على مستوى الحقول. 

ومن بين المجالات التي اختار أيضا الفريق العمل عليها والتي يعتقدون أنها تصلح لتطوير المنظومة الأمنية، تطبيق يعتمد، أيضا، على الذكاء الاصطناعي، ولديه قابلية للتعرف على الأشخاص وتحديد الخطير؛ على غرار المبحوث عنهم، والتمييز بين الشخصيات والأشخاص العاديين.  وحسب الطالب محمد الطيب، فإن هذا التطبيق أثبت فعالية كبيرة للتمييز بين الأشخاص بالاعتماد على قاعدة بيانات والذكاء الاصطناعي. ويتمنى أن يتم تبنّيه من طرف الجهات المعنية، وتفعيله للمساعدة في نشر الأمن بالمجتمع، خاصة على مستوى الأماكن  المزدحمة بالأشخاص مثل المطارات ومحطات النقل.