ينتظر دعم أهل الخير بتندوف

مشروع مدرسة قرآنية في طور الإنجاز

مشروع مدرسة قرآنية في طور الإنجاز
  • 311
لفقير علي سالم  لفقير علي سالم 

ينتظر الكثير من أهل القرآن بتندوف، لحظة افتتاح المدرسة القرآنية، التي انطلقت بها الأشغال بدعم من المحسنين، وتحت إشراف ونداءات الإمام الحاج صديقي عبد العزيز، منذ سنتين تقريبا، وما تزال الأشغال تنتظر دعم أهل الخير ورجال الأعمال، لاستكمال ما تبقى منها، وهي قليلة، حسب متابع المشروع الإمام صديقي، وأعضاء اللجنة المسجدية، الذين يواصلون إصرارهم، رغم قلة الإمكانيات، على استكمال المدرسة القرآنية، لتمكين الأطفال والراغبين في قراءة وختم القرآن الكريم على أيدي المدرسين.

أشار المدرسون في حديثهم لـ"المساء"، إلى أن المدرسة القرآنية القادمة، هي حلم كل محب للقرآن الكريم، مؤكدين بقولهم: "نحن مستعدون لتدريس القرآن الكريم فيها، بدل الأماكن الضيقة التي نحتلها أحيانا بالمساجد، رغبة منا في عدم ترك الأطفال في الشوارع، وحثهم على قراءة القرآن وملازمة بيوت الله".

يشكل مشروع زاوية تندوف، الذي توجد به المدرسة القرآنية وقاعات صلاة فسيحة، ومرافق للضيافة واستقبال المشايخ والقراء من خارج الولاية، آمالا عريضة للجميع، وهو ما لمسناه عند المصلين بمسجد "حمزة بن عبد المطلب" في حي النصر، الذي لا يبعد كثيرا عن مشروع زاوية تندوف ومدرستها القرآنية النموذجية، حيث أبدوا استعدادهم للاستجابة لدعوات إمامهم، من أجل المشاركة في تسريع وتيرة الأشغال والانتهاء من هذا الصرح الديني، الذي سيعطي قيمة مضافة للمنطقة ولتاريخها الثقافي والديني العريق. 

وصرح الإمام صديقي، بأن المدرسة القرآنية قيد الإنجاز، ذات مواصفات عالمية، تتكون من ثلاثة طوابق؛ الأول مخصص لفضاء استقبال الضيوف ومكتبة، أما الطابق الثاني فيضم أقساما قرآنية، تصل إلى 24 قسما لتدريس القرآن ومختلف العلوم الفقهية الأخرى، أما الطابق الثالث، فهو مخصص لإقامة الطلاب "داخلية" وبه مطعم وقاعة صلاة.

وأضاف صديقي في حديثه عن هذا المشروع، بأنه سيم استقدام الأطفال من القرى النائية والأرياف، لتعليمهم القرآن، ويتسع طابق الإقامة لنحو 1000 مقعد، وبالإمكان استقبال الطلبة حتى من خارج الولاية، تعميما لنشر القرآن وتحفيز الناس على حفظه وملازمة أهل القرآن من مشايخ وطلبة. وعن الأشغال، كشف صديقي، أن معظمها انتهى ولم يتبق سوى القليل. 

يذكر أن هذا المشروع الضخم حظي بمعاينة من طرف المشايخ، الذين توافدوا على مدينة تندوف في الآونة الأخيرة، لتقديم المحاضرات والندوات، وقد أعجبوا كثيرا بالهندسة المعمارية، التي يمتاز بها هذا المعلم الديني ومكوناته، من فضاءات للعبادة والتعلم والمدارسة، وحيوا ساكنة تندوف على حرصهم على تعليم أبنائهم القرآن وشعائر ديننا الحنيف.

وعرفت المدارس القرآنية قديما بتندوف، انتشارا واسعا، سواء في البدو أو الحضر، وكان "الطالب" هو المعلم والمدرس والإمام والناصح، ولم تخلو زاوية من زوايا تندوف، ولا خيمة، من محبرة ولوح وطالب، وهي الثلاثية التي صنعت البعد الفكري والديني للمنطقة.