بمناسبة احتفالية رأس السنة الميلادية
معارض الصناعة التقليدية تعود إلى الواجهة
- 1088
أعادت بعض معارض الصناعة التقليدية التي نظمت بالعاصمة، مؤخرا، بريق الشوارع، بعد السكون التام الذي خيم عليها خلال جائحة ”كورونا” في مرحلتها الأولى، حيث حاول منظمو التظاهرات مزامنة تلك المعارض الفنية في الهواء الطلق مع مناسبة نهاية السنة، لإتاحة فضاء التسوق للراغبين في تقديم هدايا بهذه المناسبة.
تحولت خلال هذه الأيام، العديد من الساحات بالعاصمة والبلديات المجاورة لها، إلى متاحف فنية في الهواء الطلق، حيث تزامن تنظيم معارض الصناعة التقليدية مع مناسبة نهاية السنة، التي يحبذ الكثيرون استغلالها لتقديم هدايا من قطع فنية جميلة، وقد كان الفاصل الزمني بين معرض وآخر خلال هذه الفترة لا يقل عن ستة أشهر، بعدما فرضت تدابير وقاية تمنع تنظيم أي نوع من المعارض، خوفا من تأزم الوضع الصحي أكثر مما كان عليه، فيما كانت المدة التي تفصل بين معرض وآخر لا تتجاوز أحيانا أسبوعا واحدا فقط، الأمر الذي رآه منظمو تلك الفضاءات وسيلة فعالة لتنشيط الحركة بالعاصمة، وبعث ”الروح” التي كانت تطبع تلك الشوارع.
المتجول بالعاصمة خلال هذه الأيام، لا يمكنه التغاضي عن ملاحظة الساحات التي أصبح الحرفيون يحطون بها الرحال، لعرض ما جادت به أناملهم في صناعة مختلف القطع الحرفية اليدوية، التي تعكس جانبا من الثقافة والأصالة الجزائرية، والتي تمثل أيضا هوية المجتمع التي يحافظ عليها الحرفي بكل ما لديه، حتى لا تزول.
لقد عرض المشاركون في الفضاء المخصص لهم بساحة البريد المركزي، منتجاتهم المصنوعة يدويا، كهدايا رفيعة تقدم بمناسبة رأس السنة الميلادية، متيحين الفرصة للمواطنين من أجل اختيار منتجات مختلفة الألوان والأشكال، بدلا من اقتناء بضاعة أجنبية قد تكون مجهولة المصدر وعديمة الجودة، ورغم الحضور المحتشم للعارضين، إلا أنهم نجحوا في استقطاب عدد كبير من الزوار، حسب ما وقفت عليه ”المساء”، إذ سجلت خاصة منتجات الجلد، الخشب، النحاس والحلي حضورها بقوة، في محاولة لاستمالة أذواق عشاق الحرف اليدوية، وخلق تقاليد جديدة في الاحتفال برأس السنة، عمادها تقديم هدية مميزة تبقى ذكرى لمستقبليها لسنوات عديدة.
"نزيم صديق” مختص في الحلي النحاسية، أكد أهمية مثل هذه المعارض في خلق فرصة للمواطنين من أجل اختيار هدية مميزة، وتقديمها بمناسبة الاحتفال برأس السنة الميلادية، حيث قال: ”لقد لاحظت تجاوبا كبيرا من قبل الزوار الذين أقبلوا بقوة منذ أول يوم عرض، بغرض اقتناء هدايا رمزية لقريب أو حبيب، لاسيما أن كل قطعة فريدة ومميزة، وتقديمها في مثل هذه المناسبة وسيلة للتعبير عن الحب، الصداقة أو الامتنان”.
من جهتها، أوضحت السيدة فريال، حرفية في صناعة القفف اليدوية، أن معرض الصناعات التقليدية يأتي في إطار حرص الجهات المسؤولة على النهوض بالحرف اليدوية، رغم الأزمة الصحية التي تضرب العالم، والتي حرمت لأشهر عديدة الحرفيين من ممارسة نشاطهم بالطريقة العادية، لاسيما في مجال تسويق منتجاتهم والتعريف بها على نطاق واسع، وخلق فرصة ترويجية لها في مختلف المناسبات التي تم إلغاء أهمها، لاسيما المعرض الدولي للصناعة التقليدية. وعن معرض الصناعة التقليدية بمناسبة رأس السنة الجديدة، قالت المتحدثة، إن حضور الحرفيين المحتشم، هدفه محاولة إعادة بعث هذا النوع من الأنشطة التي كانت ترسم أجواء مميزة في قلب العاصمة، في وقت يتطلب الأمر اتخاذ الاحتياطات اللازمة، بالنظر إلى استمرار تفشي وباء ”كورونا”.