مكّنهن من تسويق منتجاتهن اليدوية

معرض الأرملة المبدعة.. خروج من الاحتياج إلى الإنتاج

معرض الأرملة المبدعة.. خروج من الاحتياج إلى الإنتاج
  • 703
رشيدة بلال رشيدة بلال

أبدعت الأرامل المشاركات في فعاليات معرض الأرملة المبدعة، الذي أقيم بالقاعة الرياضية بباب السبت، وسط مدينة الورود، تحت شعار "اليد العليا خير من اليد السفلى"، في عرض  تشكيلة متنوعة من النشاطات الحرفية واليدوية، التي تباينت بين الخياطة والتطريز والطبخ والحلاقة والتجميل، وبعض الأنشطة الفلاحية وتصبير بعض المواد الغذائية، وسط  تفاعل كبير من زوار المعرض، الذين رحبوا بالفكرة، التي تأتي في إطار دعم الأرملة، وأخرجها من دائرة الاحتياج إلى الإنتاج.
هن أرامل من مختلف بلديات ولاية البليدة، منخرطات في جمعية "كافل اليتيم"، التي بادرت في إطار مشروعها "باب رزق"، إلى غرس لديهن فكرة الخروج من الاعتماد على الغير وتعلم صنعة لدعم أسرهن، وبالفعل هذا ما تحقق بفضل دعم الجمعية لهن، وهو ما يعكسه المعرض الذي عرف مشاركة 150 امرأة، كلهن أبدعن في عرض ما هن قادرات على صنعه في مجالات مختلفة، ولعل أبرزها الطبخ والخياطة، لبلوغ هدف واحد، وهو تأمين الاحتياجات والانتقال إلى مصاف اليد العليا.
٣المساء" تجولت في المعرض، وتحدثت إلى بعض المشاركات في فعاليات المعرض، فكانت البداية مع السيدة سليمة، من بلدية بوفاريك، منخرطة في جمعية "كافل اليتيم"، قالت في معرض حديثها "بأنها تمكنت بفضل دعم الجمعية لها، من التأسيس لمشروع صغير، يتعلق بإنتاج المصبرات والمخللات من مواد غذائية مختلفة، مشيرة إلى أن المعارض تلعب دورا كبيرا في التسويق لمنتجاتهن والتعريف بهن، ليتسنى لهن كسب بعض المال ودعم أسرهن.
من جهتها، قالت السيدة وهيبة عمري، من بلدية الأربعاء، بأنها حازت على مرافقة ودعم كبيرين من جمعية "كافل اليتيم"، التي شجعتها على الاعتماد على نفسها، من خلال نشاط الخياطة، واليوم هي قادرة على تأمين بعض المال لإدارة شؤون بيتها وأولادها، معلقة بأنها تشعر بفرحة كبيرة عند المشاركة في مثل هذه المعارض، لأنها تتمكن من بيع منتجاتها والتعريف بها وربط علاقات تسمح لها بتوسيع دائرة مبيعاتها.
يبدو أن  إبداع الأرامل لم يقتصر فقط على الحرف اليدوية والتقليدية، إنما تعداه إلى الإبداع الفكري، حيث تمكنت بعض المشاركات من تأليف صياغة بعض المذكرات، ومنهم الأرملة أحلام بورحلة، حائزة على شهادة ليسانس في التسويق، خضعت لتكوين بمركز المواهب في الصومعة، التابع لجمعية "كافل اليتيم"، مكنها من جمع خلاصة ما تعلمته في  مساهمات، لتفيد به غيرها، حيث عرضت بعض النماذج التي تناولت مواضيع مختلفة، مثل مذكرات في فقه الدعوى، القانون، التاريخ وغيرها. وقالت في معرض حديثها "بأنها تشعر بالكثير من الفرح، كونها تمكنت من تقديم شيء مفيد للمجتمع، وسمحت لها الفرصة، من خلال المعرض، للتعبير عما يمكنها القيام به".

من الاحتياج إلى خلق الثروة

وحول أهمية مثل هذه المعارض الجوارية، لإخراج الأرملة الماكثة في البيت من عزلتها وإشراكها في التنمية، قالت السيدة وردة جوامع، مسؤولة الإرشاد الأسري، وعضو جمعية "كافل اليتيم"، بأن المعرض يأتي في إطار الترويج لمنتوج الأرملة، والذي يدخل في برنامج جمعية "كافل اليتيم" الرامي إلى تشجيع الأرملة الماكثة في البيت على الإنتاج". وحسبها، فإن الهدف الأساسي هو تمكين الأرملة المعوزة من الانتقال من حالة الاحتياج إلى العطاء، وتحقيق اكتفائها الذاتي واستقلاليتها المالية، مؤكدة بأن أهم ما يتم التركيز عليه من خلال المعرض، هو التعريف بما يمكن لهؤلاء النساء تقديمه، ليسهل عليهن بعدها التسويق.
من جهته أخرى، أشارت المتحدثة، إلى أن بعض النسوة المشاركات في المعرض، كن قد استفدن من مشروع "باب رزق" لجمعية "كافل اليتيم"، الذي تمكن من تمويل بعض المشاريع المصغرة  للأرامل، وسمح لهن بفتح مشاريع صغيرة، كالخياطة من خلال تأمين ماكينات لهن وبعضهن كن يملكن حرفة، وقد سعت  الجمعية إلى تحفيزهن من أجل الاستثمار في ما يملكن من مواهب في مجالات مختلفة، كالخياطة والحلاقة والطبخ والأشغال اليدوية وتربية المواشي"، مشيرة في السياق، إلى أن أهم ما ميز معرض هذه السنة، والذي امتد على مدار أربعة أيام كاملة، إلى جانب الأنشطة اليدوية، هو افتتاح جناح خاص بالإنتاج الفكري، لتحفيز الأرملة على الإبداع في المجال الفكري أيضا، لافتتا بالمناسبة، إلى أن المعرض يأتي في طبعته الثانية، وعرف مشاركة 150 أرملة، تخلله الكثير من الأنشطة، لتحفيز الجمهور على زيارته، كتنظيم مسابقات في الطبخ، الذي لقي إقبالا كبيرا من الزوار، خاصة على الطبخ التقليدي الذي أبدعت المشاركات في إبراز  ما تزخر به الولاية من تنوع في الأطباق البليدية.