أنفاق الأرضية بقسنطينة

معرض للحرف يعيد الحياة للمدينة

معرض للحرف يعيد الحياة للمدينة
  • القراءات: 230 مرات
زبير. ز    زبير. ز

استعانت السلطات المحلية ببلدية قسنطينة؛ في خطوة لإعادة الحياة إلى الأنفاق الأرضية بوسط المدينة، بالحرفيين؛ من أجل تنظيم معرض للصناعات التقليدية، أُطلق خلال الأيام الماضية تزامنا والنشاطات المبرمجة في إطار الاحتفالات بعيدي الشباب واسترجاع السيادة الوطنية. ولقي ترحيبا من طرف عدد معتبر من المواطنين.


عكفت لجنة الشؤون الثقافية والتربوية والرياضية ببلدية قسنطينة، على تنظيم معرض الحرف والصناعات التقليدية داخل الأنفاق الأرضية، التي تم تهيئتها مؤخّرا بشكل جميل، بعيدا كلّ البعد عن الوجه القديم؛ في خطوة لإدخال حركية على هذه الممرات التي هجرها المواطن منذ سنوات بسبب غياب النظافة من جهة، وغياب الأمن، وإغلاق المحلات من جهة أخرى، لمدة فاقت 8 سنوات.
المعرض الذي جاء بالتنسيق مع غرفة الصناعات التقليدية والحرف، ضمّ العديد من الحرفيين من قسنطينة، ومختلف ولايات الوطن، عرضوا مختلف منتجاتهم على غرار الحلويات التقليدية، وماء الورد والزهر المحصل من عملية التقطير التقليدية، وعسل النحل، والصابون التقليدي المنتج من مواد طبيعية وصحية، والعطور، ومواد التجميل الطبيعية، والخضر والفواكه المجفّفة، والمطروزات والخياطة.
وعبّر الحرفيون المشاركون في هذا المعرض عن سعادتهم الكبيرة بعد السماح لهم بعرض سلعهم بممرات الأنفاق الأرضية، معتبرين أن مثل هذه المبادرات تشجع الحرف التقليدية، ومثمّنين قرار اختيار هذا المكان لتنظيم المعرض، في أجواء ملائمة بعيدا عن حرارة الشمس وضوضاء وتلوّث المركبات، التي تجول بطرق وسط المدينة، خاصة أن جل المعارض كانت تنظَّم بباب الوادي في الخيم، أمام حديقة بن ناصر، أو ساحة دنيا الطرائف.
كما طالب الحرفيون المشاركون في هذا المعرض، بتعميم مثل هذه المعارض على طول السنة داخل الأنفاق الأرضية، موجّهين نداء إلى السلطات المحلية من أجل تخصيص محلات ثابتة لأصحاب الحرف والصناعات التقليدية داخل هذه الأنفاق، في إطار تشجيع هذا القطاع، والتعريف بالإنتاج المحلي، وإعطاء دفع للسياحة المحلية.
ومن جهتهم، استحسن المواطنون وسط مدينة قسنطينة، هذه الخطوة التي تعمل على جلب أكبر عدد من الراجلين لاستعمال الأنفاق الأرضية، وبذلك تفادي الزحمة المرورية، بعيدا عن حرارة الشمس أو برودة الطقس والمطر، في حين انتقد مواطنون آخرون قرار بلدية قسنطينة بعدما تمّ إغلاق العديد من الطرق والممرات، لإجبار الراجلين على دخول الأنفاق الأرضية.
للإشارة، استهلكت عملية ترميم الأنفاق الأرضية مبلغا فاق 7.6 ملايير سنتيم. وتم استعمال مواد بناء ذات جودة عالية، تم استيرادها في شكل الرخام والغرانيت. كما تمّ تزويد الأنفاق من جهة محكمة قسنطينة أو من جهة قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة" ، ونزل "سيرتا"، بنظام مراقبة متطوّر، يعمل بصفة آلية عند تسجيل أيّ شرارة؛ لتفادي ما وقع في الماضي، مع تزويد الأنفاق بكاميرات مراقبة، ودوريات للشرطة، تعمل على تأمين المحلات وعابري هذه الأنفاق.
وتم الحفاظ على عدد من المحلات داخل هذه الأنفاق؛ حتى تعطي حركية تجارية وسياحية. كما تم تهيئتها بشكل تم فيه استذكار أهم الشخصيات البارزة في تاريخ عاصمة الشرق؛ من خلال وضع جداريات من السراميك ضمّت عددا من رجالات هذه المدينة في شكل العلاّمة عبد الحميد بن باديس. وتم وضع عدد من الرسومات للمعالم السياحية؛ على غرار الجسور، وضريح ماسينيسا، وتزيين السقف بموزييك من ألواح الجبس.