تعرض في محلات العاصمة
ملابس ”الشيفون” تعود للواجهة
- 1974
عادت محلات بيع الملابس المستعملة الشهيرة بـ«الشيفون” إلى الواجهة، لتغزو من جديد العديد من الأحياء بالعاصمة، حيث اختفت تلك المحلات في مرحلة ما تماما، لاسيما بعد تحذيرات المختصين من استعمالها، وبعدما كبحت الدولة عملية استيرادها، ورغم ذلك، لقيت بعد عودتها القوية إقبالا كبيرا من قبل المواطنين، ولم تقتصر عملية شرائها على فئة محددة أو أشخاص محدودي الدخل فقط.
عن هذا الموضوع، كان لـ«المساء” جولة بين عدد من المحلات والأسواق بالعاصمة، ولعل أول محطة كانت محل بشارع ”ميسونيي”، فعلى مستوى واحد من أشهر تلك المحلات، هناك المختص في وقت سابق، في بيع الملابس الجاهزة، الذي أشار لنا إلى أن عودة هذه المحلات جاء نظرا للطلب المتزايد عليها من طرف المواطنين، وبعدما كان متخصصا في بيع الملابس الجاهزة الجديدة للأطفال، حول نشاطه إلى بيع ”الشيفون”، بعدما عرض عليه أحد المستوردين الأمر، ووعده بمصدر لاستيراد تلك الملابس من الصين، ومنذ ذلك الحين وهو يمارس المتحدث نشاطه في بيع مختلف أنواع الألبسة المستعملة.
من جهة أخرى، انتقلنا إلى حي من أحياء بئر خادم، التي تحتوي عددا كبيرا من تلك المحلات، منها التي نشط أصحابها فيها بشكل محترف، على حد تعبير خالد، تاجر بإحدى تلك المحلات، قال ”لم تعد اليوم تلك المحلات تشهد الفوضى التي كانت عليها من قبل، حيث أصبحت كل سلعة تصنف حسب نوعها والمقاسات، وكل جهة تخصص للرجال أو النساء أو الأطفال، حقائب في رفوف وأحذية في رفوف أخرى، أما سابقا، فقد كانت عادة ترمى على نفس الطاولة وعلى الزبون اختيار ما يريد”، وأضاف أن ذلك التنظيم ساعد هذا النشاط في استقطاب العديد من الزبائن، وإعادة إحياء هذا النشاط الذي تراجع في السنوات القليلة الماضية.
لدى تنقلنا إلى بلدية الحراش، وبالتحديد إلى السوق الشعبي الشهير ”بومعطي”، وأعطانا مفهوما آخر على عودة ذلك النشاط، بسبب تلك المساحة الواسعة المخصصة في السوق لبيع ”الشيفون”، ولا يتمثل فقط في ملابس أو أحذية أو حقائب، حيث يمكن إيجاد كل شيئ، وكأن الزمن هناك توقف قبل سنوات عديدة، فيمكن إيجاد كل قطع الملابس، وأجهزة إلكترونية مستعملة، وألعاب أطفال، أفرشة للبيت، وغير ذلك، وشكلت تلك الطاولات المبسوطة بشكل عشوائي في تلك المساحة المغطاة بقطع من الحديد والخشب، محطة نشاط هؤلاء الذين استقطبوا من خلال أصواتهم المتعالية، المارة الذين يغوصون في تلك الملابس، للبحث عن قطع لا زال البعض منها تحمل ”رقعة السعر”، وأخرى تحمل علامات تجارية شهيرة. لا زالت تحذيرات المختصين من مخاطر تلك الملابس، وهو ما أوضحته الدكتورة مزنان، طبيبة عامة منسقة لدى المصلحة الجوارية لبرج الكيفان لـ«المساء”، أوضحت أن تلك الملابس تتسبب في أمراض جلدية، داعية إلى ضرورة غسلها جيدا قبل لبسها، مشيرا إلى أن هذه القاعدة لا تتعلق فقط بملابس ”الشيفون”، رلابد أن تكون ردة الفعل الطبيعية عند اقتناء أية ملابس، حتى الجديدة منها، لاسيما المعروضة منها التي تكون عرضة للمس والأتربة والغبار، والتي يمكنها أن تسبب حساسية عند لبسها، نظرا لجراثيم وميكروبات عالقة، ولابد من غسل تلك الملابس مباشرة عند شرائها قبل استعمالها.