المؤتمر الطبي 14 للجمعية الجزائرية لداء المفاصل
ممارسة النشاط الرياضي.. سبيل التخلص من الألم
- 1377
نظمت الجمعية الجزائرية لأمراض المفاصل مؤتمرا طبيا أيام 12، 13 و14 أكتوبر الجاري، عن داء المفاصل والروماتيزم والعمليات الجراحية، بحضور أخصائيين من داخل الوطن وخارجه، احتضنه مركز المؤتمرات "عبد اللطيف رحال". وقد شهد تنظيم العديد من الورشات التي أشرف عليها أخصائيون في معالجة أمراض الروماتيزم التي تزداد حدتها مع فصل الشتاء، حيث تم التطرق إلى الكثير من المحاور، على غرار أهمية ممارسة الرياضة لمرضى الروماتيزم وألم المفاصل، وكيف تتكون البلورات الحمضية في أزمة النقرس، وطرق استخدام الأدوية الحيوية في العلاج الأحادي، التخدير الموضعي في علاج الألم، الحمل والتهاب المفاصل الروماتويدي.
أشار رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض المفاصل، البروفيسور جودي، في الكلمة التي ألقاها، إلى أن المؤتمر عرف مشاركة أخصائيين قدموا من مختلف دول العالم، عملوا على تقديم بحوثهم وجديدهم في علاج أمراض التهابات المفاصل والروماتيزم، التي يستفيد منها المختصون المحليون على شاكلة أيام تكوينية، وهي متنوعة وغنية، بما جاد به الطب الحديث في علاج الروماتيزم وتخليص المريض، خاصة كبار السن، من الألم، سواء من حيث الأدوية أو الحقن الموضعية، إلى جانب ممارسة الرياضة التي أثبتت فعاليتها في تخليص المفاصل من الألم والنوم براحة، مشيرا إلى أهمية مشاركة الجمعيات التي تعنى بالمرضى.
كما تحدّث رئيس الجمعية عن مختلف الأدوية المخفّفة للألم، والتي عرضتها المخابر المشاركة في المؤتمر على شكل كبسولات وملصقات ومراهم، مضيفا أنّ علاج التهاب المفاصل وتحسين وظيفة المفصل لأداء وظائفه، يتم بالعلاج بطريقتين؛ تناول العقاقير والمسكنات المضادة للالتهاب التي تساعد على تخفيف آلام المفاصل، أو بالعملية الجراحية التي تقتضي تبديل المفصل المصاب تماما بمفصل آخر صناعي.
من جهته، أشار الدكتور قادي إلى أن للوزن تأثير كبير على المفاصل، لأنه يشكّل ضغطا كبيرا على الكاحلين، الركبتين، الردفين، أسفل الظهر، العمود الفقري والقدمين، وهو ما يسبّب الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي الذي يتم علاجه بخسارة الوزن، مشيرا في السياق، إلى أنّ الخلايا الدهنية في الجسم تقوم بإطلاق بروتينات السيتوكينات، التي تزيد من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي وتعرّض المفاصل للتلف.
من جهته، أشار البروفيسور شوفالي من مستشفى باريس، خلال مداخلته حول مرض التهاب المفاصل، إلى الدور الذي تلعبه الحقن العلاجية الجديدة في تخفيف الألم عن المريض، لمدة قد تمتد لسنتين، مضيفا أن التهاب المفاصل يمس الغشاء، ويمكن أن يصيب مفاصل كف اليدين، الركبتين، أو جزء من العمود الفقري ويسبب ألم وتيبس المسن، مما يؤثّر على الأنشطة الطبيعية التي يقوم بها الفرد، وهو ما يفّسر عدم قدرة الكثير من المسنين على التحرّك وملازمة الفراش أو الغرفة فقط. كما يشعر المريض بآلام شديدة في المفاصل وانتفاخها وظهور احمرار عليها، مما يعيق الحركة التي يكون سببها التهاب المفاصل الروماتيزمي الذي يعد أكثر الأنواع شيوعا، أو النقرس الذي يصيب الرجال المتقدمين في السن.
السمنة داء والرياضة دواء
عرجت من جهتها البروفيسور عياد، على مختلف الأسباب المؤدية لالتهاب المفاصل، على غرار السمنة الزائدة وعدم ممارسة النشاط والحركة، وتطرّق الدكتور دومي إلى التهاب المفاصل وكيفية تكوّن البلورات الحمضية في أزمة النقرس، وطرق علاجها جراحيا للمختصين.
عمدت السيدة كورين دوران (54 سنة)، عضو بجمعية مرضى داء المفاصل والروماتيزم، مريضة قدمت من باريس رفقة طبيبها المعالج، إلى عرض تجربتها في مقاومة المرض بالأدوية والرياضة منذ سنة 2008، حيث قالت بأنها رفيقتها الدائمة في القضاء على الألم والأعراض الجانبية للأدوية، "عندما أستيقظ في الصباح الباكر، أشعر بألم كبير على مستوى كل مفاصلي، لكن فور ما ألبس حذائي الرياضي وأنطلق في ممارسة رياضة الجري، أشعر بأن الألم يتلاشى، ثم يغيب كليا ويوميا أمارس الرياضة لمدة ساعتين، وسأشارك قريبا في سفر لـ110 كلم حتى أوضح من خلاله أنه يمكن للمريض أن يعيش حياة عادية ويسافر، لهذا أطلب من المرضى والسيدات، خاصة، أن يمارسنها بكل محبة، حتى يتخلصن من الألم"، وقد أشارت السيدة كورين، إلى أن مرضى المفاصل بالجمعية التي تنتمي إليها شكلوا عدة فرق في رياضات مختلفة، منها المشي بالعصا، ركوب الدراجة، ممارسة المشي لمدة 20 دقيقة، ونبّه الدكتور المعالج لها إلى أهمية الرياضة في تخفيف الألم، مشيرا في السياق إلى ضرورة تفادي الرياضات القتالية التي تتسبب في الكسور.
دعا من جهته رئيس الجمعية الجزائرية لداء المفاصل، المرضى إلى إنشاء جمعية لهم، يكون المرضى أنفسهم قائمين عليها، لتشجيع بعضهم البعض على العمل بجد من أجل التخلّص من الألم، من خلال النشاطات الرياضية التي تسهّل حركة المفاصل وتعيد لها الحيوية، مشيرا إلى أنهم كمختصين يجدون صعوبة كبيرة في علاج هؤلاء الأشخاص.
أشار الدكتور عباس عبد المعز، في تصريح لـ«المساء"، إلى أن من أهداف المؤتمر الرابع عشر لأمراض المفاصل، العمل على الجانب الوقائي، يقول "لأنه ـكما يقال ـ الوقاية خير من العلاج، ونحن نسعى إلى توعية المرضى وتفادي السمنة وضغط الأمراض المنجرة عنها التي تسبب تعقيدات صحية أخرى، على غرار السكري وضغط الدم"، مضيفا أن المختصين عمدوا إلى التغلب على انقطاع الأدوية الخاصة، من خلال الاستعانة بأدوية أخرى، إلا أنه أشار إلى أن الحصول على موعد لجراحة المفاصل في المستشفيات العمومية صعب، أما في العيادات الخاصة، فهو ليس في متناول المريض.
أدوية بقاعدة الكركم لمجابهة الالتهابات والألم
عرضت المخابر المشاركة في المؤتمرات الدولية منها والمحلية، أنواعا مختلفة من المكملات الغذائية، المراهم واللاصقات المخففة للألم وكذا الأدوية والحقن، يمكن للمختص وصفها للمريض من أجل التخلص من ألم المفاصل والروماتيزم.
أشار السيد عمار حاجب، من مخابر "ماغ فارم" إلى أن المخبر قدم للمرضى دواء "الفليكسوفيتال"، أو "فلاكس كوركومين"، وهو مضاد التهابي طبيعي لا يسبب التهابات على مستوى المعدة، ومنه فإنّ المريض لا يضطر إلى أخذ مضادات الالتهابات، خاصة بالنسبة لمرضى السكري والضغط، لأنه مصنوع من جذور الكركم التي تمّ وضع 950غ منه فيها في كبسولة، وهو مميز في علاج التهاب المفاصل ويمكن أخذه لستة أشهر، كما أنه يحمي المفاصل والعضلات والأنسجة.
مضيفا أنه حاز على القبول الدولي الطبي بعد تجربته على 200 شخص على مدى سنتين، حيث أكدت النتائج الإيجابية التي نشرت في أكبر المجلات العلمية ببلجيكا في جوان 2018، وهو الدواء الذي قدم مخترعه شخصيا، البروفيسور هينروتين، من أجل المشاركة في المؤتمر 14 لتقديم كل التفاصيل عن هذا الدواء للمختصين.
وأكدت السيدة صونيا بوطرفة مديرة "ساناماد" أنها قدمت منتجا محليا لتخليص المرضى من الألم على مستوى الورك والذراع، مشيرة إلى أن هذا الدواء الذي كان موجودا في الجزائر وتوقف استيراده، وهو الآن يحضر في مخبر جزائري وبسعر جيد وفي متناول المريض، مؤكدة أنه مضاد التهابي ويوقف الألم.